الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كاميرون يستبعد انضمام بريطانيا إلى منطقة اليورو

كاميرون يستبعد انضمام بريطانيا إلى منطقة اليورو
24 يناير 2013 22:33
دافوس، باريس (د ب أ، رويترز) - قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في دافوس أمس إنه من المستبعد على الإطلاق أن تصبح بريطانيا عضوا في منطقة اليورو. جاء ذلك بعد يوم من كلمة رئيسية له حددت مستقبل بلاده في الاتحاد الأوروبي. وقال كاميرون في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس إن الخطوات تجاه مركزية السياسات المصرفية والمالية في الاتحاد الأوروبي لها تداعيات على دول مثل بريطانيا «التي ليست عضوا في منطقة اليورو وبصراحة قد لا تنضم أبدا». كما دافع عن خططه لإجراء استفتاء في بريطانيا على عضوية بلاده في الاتحاد الأوروبي، قائلاً إن «ذلك ليس إدارة ظهورنا لأوروبا على العكس تماما إنه يتعلق بكيفية التدليل على وجود أوروبا أكثر تنافسية وأكثر انفتاحا وأكثر مرونة وكيفية أن نؤمن وضع الاتحاد الأوروبي في إطار ذلك» وكان كاميرون قد وعد أمس الأول بطرح مسألة بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي على البريطانيين في استفتاء إذا فاز بانتخابات مقررة في عام 2015. وأنهى كاميرون تكهنات دامت لشهور بإعلانه في كلمة خطته لطرح الأمر للتصويت بين عامي 2015 و2017 وتغاضيه عن تحذيرات بأن هذا قد يخرج التطلعات الدبلوماسية والاقتصادية لبريطانيا عن مسارها ويعزل حلفاءها. وقال كاميرون إنه لا يريد الانسحاب من العالم لكن خيبة أمل الناس من الاتحاد الأوروبي «زادت إلى حد لم يسبق له مثيل»، وتابع «حان الوقت ليعبر البريطانيون عن رأيهم. حان الوقت لنسوي هذه المسألة بشأن بريطانيا وأوروبا». وسيخوض حزب المحافظين الذي ينتمي إليه كاميرون الانتخابات عام 2015 بوعد بإعادة التفاوض بشأن عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. وأضاف «عندما نتفاوض بشأن هذه التسوية الجديدة فإننا سنتيح للشعب البريطاني استفتاء باختيار سهل بين البقاء أو الخروج من الاتحاد الأوروبي وفقا للشروط الجديدة. سيكون استفتاء على الخروج أو البقاء». أوساط اقتصادية إلى ذلك، حذرت الأوساط الاقتصادية في ألمانيا من عواقب خروج محتمل لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال رئيس غرفة الصناعة والتجارة الألمانية، هانز هاينريش دريفتمان، في تصريحات لصحيفة «هاندلسبلات» الألمانية، الصادرة أمس: «مثل هذه الخطوة ستكون موجعة لألمانيا، فبريطانيا في النهاية من أكبر 5 شركاء تجاريين لألمانيا». وذكر دريفتمان أن بريطانيا نفسها ستتضرر من خروجها من الاتحاد الأوروبي، مضيفا أن صوت البريطانيين في العالم سيفقد الكثير من أهميته، موضحا في الوقت نفسه أن العواقب الاقتصادية السلبية على البريطانيين في هذه الحالة ستكون وخيمة. وقال دريفتمان «سيضيع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على البريطانيين مميزات السوق الأوروبية المشتركة وسيضطرون إلى إبرام عدد كبير من الاتفاقيات التجارية سواء مع دول الاتحاد الأوروبي أو دول أخرى أبرم الاتحاد معها اتفاقيات من قبل». وأعرب دريفتمان عن أمله في أن يكون قرار البريطانيين في النهاية لصالح بقاء بلادهم داخل الاتحاد الأوروبي. ومن غير المؤكد أن يطرح كاميرون هذا الأمر في استفتاء بالنظر إلى فرص المحافظين في الانتخابات المقبلة. ويأتي المحافظون خلف حزب العمال في استطلاعات الرأي وتدفع الحكومة الائتلافية بخفض كبير في الإنفاق العام في محاولة لتقليل عجز الموازنة الكبير في بريطانيا مما يرجح أن يثير ضيق الناخبين. ويبدو أن الوعد الذي قطعه كاميرون هدفه إرضاء كثيرين في حزبه المنقسم بشأن هذا الأمر لكنه قد يخلق غموضا إذا حالت الأحداث من دون تحقيق الخيار المفضل لكاميرون، وهو عضوية كاملة لبريطانيا تكون فضفاضة بشكل أكبر. وقد تثير هذه الخطوة قلق دول أخرى في الاتحاد الأوروبي مثل فرنسا وألمانيا. وكان مسؤولون أوروبيون حذروا كاميرون من التعامل مع الاتحاد «كقائمة طعام» يختار منها شروط العضوية التي تروق له. ويرجح أن تثير كلمة كاميرون مخاوف في الولايات المتحدة التي قالت إنها تريد أن تبقى بريطانيا في الاتحاد الأوروبي «بصوت قوي». وقد تؤدي كلمة كاميرون أيضاً الى زيادة الانشقاقات في صفوف الديمقراطيين الأحرار شريك كاميرون الأصغر في الائتلاف، والذين يؤيدون البقاء في الاتحاد الأوروبي. وذكر كاميرون أنه يفضل أن تبقى بريطانيا - صاحبة سادس أكبر اقتصاد في العالم - في الاتحاد المكون من 27 دولة لكنه يرى أنه يجب إدخال إصلاحات جذرية على الاتحاد الأوروبي. وقال زعيم حزب بريطاني مناهض للاتحاد الأوروبي اليوم إن وعد كاميرون يعني «إخراج المارد من القمقم.» وقال نايجل فاراج زعيم حزب الاستقلال الذي حل في المركز الثالث في بعض استطلاعات الرأي في الأونة الاخيرة على حساب حزب المحافظين «كل ما يحاول فعله (كاميرون) هو إرجاء الأمر ومحاولة التخلص من حزب الاستقلال». غضب أوروبا من ناحية أخرى، شن شركاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي هجوما حادا على دعوة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون لإجراء إصلاح جذري في الاتحاد ووعده بإجراء استفتاء على انسحاب بريطانيا من عضويته، ووصفوا ذلك بأنه اقتراح أخرق وجهل بإسلوب صناعة القرار داخل الاتحاد. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ساخرا «إذا كانت بريطانيا تريد ترك أوروبا فسنفتح لها الباب» مرددا نفس الكلمات التي استخدمها كاميرون نفسه عندما وجه الدعوة لرجال الأعمال الفرنسيين الذين ضاقوا ذرعا بالضرائب المرتفعة للانتقال الى بريطانيا. كما سخر جيدو فسترفيله وزير خارجية ألمانيا أيضا من بريطانيا وقال إن لندن لا يمكنها أن تتعامل مع أوروبا وكأنها أمام قائمة طعام تستطيع أن تنتقي منها ما تشاء وتختار السياسات التي تروق لها. وأضاف «الانتقاء ليس خيارا». وعبر مارتن شولتز رئيس البرلمان الأوروبي عن غضبه بوضوح قائلاً إن بريطانيا توجه الاتهامات لكنها «هي من يتحمل معظم اللوم عن التأخيرات كافة في أوروبا... إن كل ما يريده (كاميرون) هو إحداث تغيير يصب فقط في مصلحة بريطانيا، وهذا ليس عدلا». وكان البرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية قد حظيا بأكبر قدر من انتقادات كاميرون فيما وصفه «بتصلب» عملية صنع القرار في الاتحاد الأوروبي. وفي ألمانيا يقول سياسيون إن رئيس الوزراء البريطاني وضع نفسه في مأزق. ويواجه السياسيون في برلين أنفسهم ضغطا من جانب المتشككين في الاتحاد الأوروبي لكنهم يقولون إن كاميرون اهتم أكثر مما يلزم بمطلب أقلية ذات صوت مرتفع. وقال مانويل سارازين من حزب الخضر الألماني «كاميرون يستخدم عضوية الاتحاد الأوروبي وسيلة تكتيكية لأغراض سياسية محلية.» ولم تكن كل ردود الفعل سلبية على خطاب كاميرون الذي طال انتظاره. وكان من بين المتعاطفين معه رئيس وزراء التشيك بيتر نيكاس التي كانت حكومته هي الوحيدة، إلى جانب بريطانيا التي لم توقع الاتفاق المالي. وقال نيكاس إنه يتفق مع رغبة كاميرون في اتحاد أوروبي «أكثر مرونة وأكثر انفتاحا». أما مارك فيرهيجين النائب عن حزب رئيس الوزراء الهولندي مارك روت الذي يشاطر كاميرون بواعث قلقه لكنه لا يريد استفتاء على الانسحاب من الاتحاد فقد وصف خطاب كاميرون بأنه «خطاب قوي» به أفكار إصلاحية جيدة. لكن هذه الأصوات تبددت مع تعالي الأصوات التي ترى خطورة على المشروع الأوروبي إذا ما سمح للدول بإجراء استفتاءات على سياسات الاتحاد التي لا تروق لها. وقال كارل بيلت وزير خارجية السويد إن فكرة العضوية المرنة التي طرحها كاميرون «تبدو جيدة» لكنها ستقود الى حيث «لا تكون هناك أوروبا على الاطلاق. مجرد فوضى.» وقال رئيس وزراء بلجيكا السابق جي فيرهوفشتات الذي يقود حاليا الليبراليين في البرلمان الأوروبي إن رئيس الوزراء البريطاني «يلعب بالنار» بمحاولته إعادة التفاوض بشأن عضوية الاتحاد الأوروبي وطرحها للتصويت.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©