الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات التوريد العالمية تدفع ثمن معاناة «نوكيا»

شركات التوريد العالمية تدفع ثمن معاناة «نوكيا»
1 أكتوبر 2011 01:17
أدت المعاناة التي تواجهها شركة “نوكيا” في الأسواق إلى آثار سلبية بين شركات التوريد الكبرى، مما ينتج عنه إعادة تشكيل السلسة العالمية لتوريد مكونات الهواتف الذكية. وتُعد الأزمة التي برزت وسط شركات التوريد مؤشراً آخر يؤكد على أن استمرار تحول المستهلك من الهواتف العادية إلى الذكية، يسهم في نهاية شركات التقنية الكبيرة وإعادة تشكيل الخريطة خارج نطاق الشركات العاملة في مثل هذه الصناعة. ولا شك في أن معاناة “نوكيا” تلقي بآثارها على السلسلة العالمية لتوريد قطع الهواتف الذكية في العالم، كما أسهمت التحركات التي تبذلها “سامسونج” و “أبل” في صناعة المكونات الخاصة بها، في زيادة الأزمة سوءاً. وفي الوقت الذي تحاول فيه شركات صناعة الرقاقات الالكترونية الابتعاد عن شركات صناعة الهواتف المحمولة الأوروبية الكبيرة التي تواجه انهياراً سريعاً، وجدت سوقاً أكثر تنافسية غير سوق “نوكيا”. ويعود السبب في ذلك إلى عزل شركتي “أبل” و “سامسونج” أكبر الشركات العاملة في صناعة الهواتف الذكية، للمزيد من هذه الشركات من السوق من خلال قيامها بصناعة الرقاقات المخصصة لهواتفها. ويقول فيليب لامبيانت، كبير مساعدي المدير التنفيذي لشركة “أس تي مايكرو اليكترونيكس” في جنيف، في إشارة لشركة “نوكيا” “نعلم أن الشركة بدأت في الانهيار، لكننا لم نتخيل أن يكون الأمر بهذا السوء”. وشهدت شركة “أس تي مايكرو اليكترونيكس” الفرنسية - الايطالية لصناعة أشباه الموصلات ارتفاعاً في مبيعات وأرباح قسم المنتجات اللاسلكية في الربع الثاني من العام الحالي وذلك نتيجة للتحذير الخاص بالأرباح الذي قامت بنشره “نوكيا” في مايو الماضي والناتج عن ضعف مبيعات الهواتف الذكية. وتعتمد الشركة من خلال شراكتها مع شركة “تيليفون أيه بي أل أم أريكسون” السويدية، على تزويد “نوكيا” برقاقات الهواتف المحمولة. وذكرت الشركة في يوليو الماضي أن مبيعات قسم المنتجات اللاسلكية الذي يشكل جزءاً من الشراكة، بلغت نحو 347 مليون دولار في الربع الثاني، بتراجع بلغت نسبته السنوية 34% مقارنة بالسنة الماضية مع خسارة تشغيلية وصلت إلى 102 مليون دولار. وتعاني أيضاً شركة “تكساس إنسترومينتس” لصناعة أشباه الموصلات من مقرها في دالاس هي الأخرى نتيجة لشركة “نوكيا”. وقامت الشركة في العام الماضي بتصدير 85% من معالجات تطبيقاتها إلى “نوكيا” لتغطي بذلك 92,7% من مجموع هواتف “سيمبيان نوكيا”. كما خفضت مبيعاتها في الربع الثاني ملقية باللوم على “نوكيا” لتنخفض بذلك أرباحها 13%. ولم يقتصر التأثير على موردي “نوكيا” فحسب، حيث جاء انتعاش سوق آي فون الذي تنتجه “أبل” والهواتف الذكية التي تعمل بنظام تشغيل “أندرويد”، على حساب شركات تصنيع أخرى مثل “ريسيرش إن موشن” الكندية التي سرحت 2,000 موظف في يوليو الماضي. كما ذكرت مجموعة “مارفيل تيكنولوجي” التي باعت 73% من معالجات تطبيقاتها لشركة “آر آي أم أم” في الربع الأول، أن أرباحها المالية للربع الثاني تراجعت بنحو 12,7% مقارنة بالعام الماضي. وأعلنت شركة “هيولت باكارد” بعد دفعها لنحو 1,2 مليار دولار في العام الماضي للاستحواذ على شركة “بالم” لصناعة الهواتف المحمولة ونظام تشغيلها المعروف باسم “ويب أو أس”، عن اتجاهها لوقف صناعة منتجات “ويب أو أس”. ويمثل هذا الإعلان ضياع فرصة بالنسبة لشركتي “تكساس إنسترومينتس” و “كوالكوم” اللتين كانتا تقومان بتزويد “ويب” بالرقاقات في الماضي. وشكلت شركات أشباه الموصلات التي تقوم بجانب صناعة الرقاقات للهواتف الذكية بصناعتها أيضاً للكمبيوترات الشخصية والتلفزيونات والسيارات، 300 مليار دولار من حجم قطاع التقنية في العام الماضي، بالإضافة إلى توظيفها لنحو 200,000 موظف في أميركا وحدها. وفي غضون ذلك، من المتوقع أن ترتفع حصة عائدات الرقاقات من الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية والتي شكلت 7% من إجمالي المبيعات في العام الماضي، 17,6% بحلول العام 2015. وقاد الهوس الشديد بالهواتف الذكية شركات التوريد الكبيرة مثل “كوالكوم” و “إنتيل” لاستثمار أموال ضخمة في معالجات التطبيقات، تلك الرقاقات التي تعمل على تشغيل نظام التشغيل والتطبيقات في الأجهزة. وشهدت شركة “تكساس إنسترومينتس” التي كانت تحتل في الماضي صدارة معالجات التطبيقات تراجعاً في حصة مبيعاتها من 34,5% في العام الماضي، لنحو 19,2% في الربع الأول من العام الحالي نتيجة اعتمادها على “نوكيا”. وبالمقارنة، تهيمن “كوالكوم” التي تقوم بصناعة معالجات التطبيقات لعدد من الهواتف التي تستخدم نظام “أندرويد”، الآن على ريادة عائدات معالجات التطبيقات بحصة قدرها 46,9% في الربع الأول مقارنة بما كانت عليه عند 34,1% في السنة الماضية. ويقول جاغديش ريبيلو المحلل لدى “آي سبلاي” العاملة في مجال تحليل الأسواق “إنه درس يستدعي توخي الحذر في اختيار من تستثمر أموالك عنده، حيث من الضروري الاستعداد لرد الفعل الشيء الذي افتقدته بعض الشركات التي تعاني الآن”. وفي ظل تراجع عدد العملاء الأساسيين وضيق الفرص للتوريد لشركات القطاع العملاقة “أبل” و “سامسونج”، بدأت شركات التوريد في البحث عن شركات جديدة مثل “أتش تي سي” التايوانية للدخول إلى السوق حتى تساعدها على النمو. ويمثل تحول “نوكيا” لبرنامج ويندوز فرصة للشركات للحصول على فرص تجارية جديدة بتزويد الهواتف الذكية الجديدة التي تخطط الشركة السويدية لطرحها نهاية العام الحالي. وذكرت “نوكيا” أن الهواتف الذكية بنظام ويندوز والتي يتم طرحها أولاً، تستخدم رقاقات من إنتاج “كوالكوم”، على الرغم من تفاوضها مع بعض الموردين فيما يتعلق بالهواتف المحمولة التي تقوم بصنعها مستقبلاً. وتتطلع الشركات لاستخدام نفس تصميم الرقاقات لعدد من الأجهزة مثل التلفزيونات ومشغلات الموسيقى والكمبيوترات المحمولة مما يساعد فقط على زيادة المنافسة وضغوطات الأسعار، في وقت تسعى فيه الشركات للحصول على مناقصات شركات التقنية والإلكترونيات الاستهلاكية. ونتج عن هذه الضغوط بالفعل بعض عمليات الاندماج مثل شراء “إنتيل” لشركة “أنفينيون تيكنولوجيز” بنحو 1,4 مليار دولار في العام الماضي. وفي غمرة مشاكلها، أشار جريج ديلاجي المدير التنفيذي لشركة “تكساس إنيسترومينتس” في أحد المؤتمرات التي عقدت في الشهر الماضي، إلى استثمارات كبيرة تخطط لها الشركة في نظام تشغيل “أندرويد”، كدلالة على مضي الشركة على المسار الصحيح. كما تستهدف أيضاً أجهزة وتطبيقات جديدة خارج نطاق الهواتف الذكية تتضمن مشغلات الفيديو وقارئ الكتب الالكترونية والأجهزة التجارية، على الرغم من صعوبة الحصول على أجهزة قادرة على در مليارات الدولارات كالهواتف الذكية. وقامت “أس تي مايكرو اليكترونيكس” مؤقتاً بوقف الإنتاج في بعض المصانع الأوروبية التي تأثرت بمشاكل “نوكيا”. ومن شأن هذه التحركات خفض إجمالي أرباح الشركة. كما تعمل الشركة أيضاً على سد الفجوة التي خلفها غياب منتجات “نوكيا” بمنتجات أخرى من داخل قطاع المنتجات اللاسلكية وخارجها. وفي ذات الوقت ذكرت شريكتها “أس تي إريكسون” في يونيو الماضي أنها بصدد خفض ما لا يقل عن 500 موظف على نطاق العالم لتوفر بذلك نحو 120 مليون دولار بنهاية العام 2012. وذكر فيليب لامبيانت أن الشركة تنظر إلى مشاكلها كسحابة عابرة وأنها ليست سمة سالبة ملازمة. نقلاً عن: «وول ستريت جورنال» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©