الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

احتفال حاشد بذكرى المولد النبوي الشريف في جامع الشيخ زايد بأبوظبي

احتفال حاشد بذكرى المولد النبوي الشريف في جامع الشيخ زايد بأبوظبي
9 مارس 2009 01:49
احتفلت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف في مسجد الشيخ زايد الكبير بأبوظبي أمس، برعاية رئيسها الدكتور حمدان مسلم المزروعي، وحضر الاحتفال الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان، بالإضافة إلى لفيف من العلماء والسفراء وحشد من المسلمين· وتقدم مدير عام الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الدكتور محمد مطر الكعبي باسم رئيس الهيئة بالتهنئة بهذه المناسبة العظيمة إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، وأخيه صاحب الســمو الشــيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة· وعدَّد الكعبي بعض الجوانب الحضارية التي نادى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم· ودعا إلى تذكرة النفوس والناس بهذه الجوانب الحضارية البارزة من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، حاثاً على إعادة الحياة فيها وغرس معانيها في الأجيال· القراءة والعلم وقال الكعبي إن النبي الكريم ابتدأ رسالته السماوية إلى البشرية بدعوة الناس إلى القراءة والعلم، فهما أساس البناء والسبيل الى التطور والنهوض الحضاري· وأضاف: إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا إلى الزراعة وإحياء الصحاري المترامية الأطراف بما يفيد المجتمعات ''وها هي البشرية اليوم تستشعر أهمية ذلك والحفاظ على البيئة الصالحة''، وقد قال صلى الله عليه وسلم ''ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة''· ولأن العمل دائماً مقرون بالإيمان، استنهض النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى ذلك وسأله بعضهم: قيل يارسول الله أي الكسب أطيب؟ قال ''عمل الرجل بيده''، وكان يقول ''من بات كالاً من عمله بات مغفوراً له''، وأنصف العمال وقال لأجلهم ''أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه''· ولفت الكعبي إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتبر العمل والعمال النشاط المنتج للمجتمع، فحصن الأسواق وحمى المستهلكين بجملة من الحمايات والتوجيهات، وأولها الإتقان والجودة التي ننشدها جميعاً، فقال صلى الله عليه وسلم ''إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه''، وثانياً الأمانة، وثالثها الصدق ورابعها العفة، فقال صلى الله عليه وسلم ''أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة وصدق حديث وحسن خليقة وعفة في طعمة''· وتابع الكعبي: من أجل ذلك نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الغش والاحتكار فقال ''من غشنا فليس منا والمكر والخداع في النار''· وأعطى للتاجر الصدوق منزلة اجتماعية وأخروية كبيرة حين قال ''التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء''· الحياة الزوجية وأشار الكعبي إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى للحياة الزوجية وللأسرة ما لم يعطها أي نظام أو تشريع من الرعاية والتكريم فقال ''خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي''، فكان يساعد نساءه وبناته في شؤون المنزل ويحلب الشاة ويرقع الثوب ويقول ''استوصوا بالنساء خيراً''، بل يقول ''ما بال أحدكم يلعب بحدود الله، يقول قد طلقت قد راجعت''· وكان صلى الله عليه وسلم يحب أن يرى السعادة في الحياة الزوجية ويكره النزاع الزوجي والطلاق، فقال ''ما أحلَّ الله شيئاً أبغض إليه من الطلاق''· لما في ذلك من ضياع الحقوق والجور وهما نقيض الرحمة ''ومن لا يَرحم لا يُرحم''· من جانبه، قال المستشار الديني في ديوان ولي عهد أبوظبي الدكتور فاروق حمادة إن الرسالة المحمدية كانت خاتمة الرسالات وحجتها قائمة باستمرار، وأن الله حفظ هذه الحجة في أمرين اثنين كان لهما عظيم الأثر في الإنسانية كلها، السيرة النبوية التي حفظت حياة رسول الله بكل تفاصيلها، فكانت بذلك نموذج البشرية السامية وحولها يدور الناس، والقرآن الكريم بما تضمنه من خلاصة الكتب السابقة وتجارب البشرية عبر تاريخها، وبما حدده من قوانين ونظم وتشريعات تحقق التوازن الإنساني والخير لجميع الناس· وشدد على أهمية تعرف الأجيال واطلاعهم على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم على وجهها الصحيح الى جانب إدراكهم لهدي القرآن ومعرفة مقاصده وأغراضه الإنسانية· وأنشد المنشد المعتصم بالله العسلي عدداً من المدائح النبوية التي لاقت استحسان الحاضرين· ولد الهدى من جهته، بيّن الدكتور قطب عبدالحميد من دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي في كلمة بعنوان ''وُلد الهدى''، الولادة الجديدة للأمة العربية ومن ثم ولادة هذا الدين الذي أطلق المواهب العلمية الحضارية والإنسانية للبشرية فنعمت في ظلال الإسلام بالسلام والعزة ، وقوة الاقتصاد والمعرفة، ومن ثم بقية الفتوحات المعرفية والعلمية التي لا تزال البشرية تعيش على مآثرها وتتغنى بها وهي أحوج ما تكون لها اليوم لإنقاذها من عثرات الحياة وتحدياتها· واختتم الحفل بقصيدة للشاعر محمد بديا ولد الشيخ من وحي المناسبة، وبكلمة ودعاء للداعية الحبيب علي الجفري· ووزعت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف ملصقاً للمساجد الى جانب آلاف النسخ من كتيب مفيد أصدرته بهذه المناسبة لتعميم الفائدة بمناقب الرسول الكريم وجميل صفاته وهدايته· كما وزعت العدد الجديد من مجلتها الشهرية ''منار الإسلام'' والتي صدرت مع هلال هذه المناسبة الكريمة
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©