سناء شاهين (الخرطوم) - جدد النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه اهتمام بلاده بتحقيق السلام، والعمل عن كثب من أجل ترسيخه داخل البلاد، وفي المنطقة عبر عملية التفاوض التي تجري حالياً في أديس أبابا. وأكد لدى لقائه أمس وفداً يمثل الأحزاب والقوى السياسية والمنظمات المدنية بولاية جنوب كردفان، أن السلام هو الخيار الاستراتيجي الذي انحاز له جميع أهل السودان. وندد طه بالحرب التي اشعلها المتمردون في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وقال إنها مفروضة على البلاد. وحث النائب الأول أهل الولايتين بترسيخ مبدأ الحوار فيما بينهم وتكثيف التواصل مع أبناء المنطقة في الداخل والخارج لتعزيز التوجه السلمي في المنطقة وأعلن ترحيبه بمبادرة الأحزاب والفعاليات السياسية بولاية جنوب كردفان لدعم مسارات التفاوض.
من جانب آخر، أعلن السفير بدرالدين عبدالله المتحدث الرسمي باسم وفد الحكومة السودانية في المفاوضات الجارية في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا مع جنوب السودان عن تقدم في الملفات الاقتصادية والترتيبات الأمنية والحدود ويجري الآن التفاوض حول الاتفاقيات الإطارية المرتقبة. وأضاف بدر الدين في تصريحات صحفية بمقر المفاوضات أمس الأول نقلتها قناة الشروق الفضائية السودانية: “ربما يتم التوقيع على اتفاقيات حول جميع الملفات بالأحرف الأولى، لكن التوقيع النهائي سيكون في نهاية المفاوضات في هذه الجولة، وهي الجولة الأخيرة”. وأوضح أنه سيكون هناك اتفاق إطاري شامل يغطي الملفات كافة سواء كانت اقتصادية أو أمنية أو الملفات الحدوية ويشمل القضايا كافة. وقال إنه يجري حالياً التفاوض حول اتفاقيتان حول ملف الحدود إحداهما تتعلق بإدارة الحدود بين البلدين والأخرى حول المرجعية لعمل فريق الخبراء الأفريقي، مؤكداً أن هذه الملفات تتحرك بصورة متباينة، ولكنها في المجمل تتقدم إلى الأمام.
وتوقع بدر الدين أن تشهد الأيام القادمة حركة أكبر في الملف الأمني بالنظر إلى أنه قد تم بحث معظم الملفات الأخرى. وأضاف “الآن يوجد زمن كاف لبحث هذا الملف، ونتوقع أن تشهد جولات مكثفة من التفاوض في الأيام المقبلة حوله”. ورأى أن المفاوضات بصورة عامة مستمرة ومتقدمة، ولكن لا يمكن الجزم بأنه سيتم الانتهاء من العمل حولها جميعاً. وقال “لكن ما نستطيع تقييمه هو أن التفاوض يتقدم، ولكن لا نستطيع أن نحكم ما إذا كانت ستكون هناك نتائج أم لا”.
وأكد بدر الدين أن وجود مبعوثين هم المبعوث الأميركي بريستون ليمان والبريطاني روبرت كوين ومبعوث الاتحاد الأوروبي السيدة روزالين يأتي في إطار الزخم المتصاعد بعد أن تقارب زمن مدة تنفيذ القرار (2046).
عدد اليوم
