الحريري: لعبة المحاور أضرت لبنان

تعهد رئيس وزراء لبنان سعد الحريري بمواصلة انفتاحه على سوريا في احتفال حاشد أُقيم في وسط بيروت أمس بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لاغتيال والده رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري. وأكد الحريري أن التضامن العربي هو مصلحة استراتيجية للبنان وأن لعبة المحاور تشكل ضرراً كبيراً لهذا البلد. وقال الحريري في كلمة ألقاها أمس أمام عشرات الآلاف من مناصريه “إن مصلحة لبنان في التضامن العربي هي مصلحة استراتيجية”. وأضاف الحريري: “لبنان أكبر متضرر من الانخراط في لعبة المحاور والمصالحة العربية فرصة للبنان لا يجوز أن تضيع أو أن نغيب عنها مهما كانت الأسباب والاعتبارات”. وأكد الحريري أن مصلحة لبنان تكمن في الاستقرار قائلاً: “لا سبيل لنا اليوم وغداً إلا الوحدة الوطنية”. وقال: “بهذه الروح، نواجه المرحلة الجديدة ونمد يدنا للتعاون من أجل بسط سلطة الدولة والقانون، وبهذه الروح وضعنا لبنان على خريطة المصالحات الدولية، وليس سراً على أحد أنني شريك في وضع هذه الخريطة”. وقال: “زيارتي إلى دمشق كانت جزءاً من نافذة كبرى فتحها خادم الحرمين الشريفين وأعطت نتائجها في أكثر من ساحة عربية وأُريد بكل صراحة وصدق إبقاء هذه النافذة مفتوحة والشروع بعلاقات جديدة بين لبنان وسوريا من دولة حرة مستقلة إلى دولة ذات سيادة مستقلة”. وأعاد الحريري إلى الذاكرة ما كان قاله قبل عامين من أن لبنان أولاً، وقال: “التضامن في مواجهة التهديدات الإسرائيلية في مصلحة لبنان أولاً، وتعطيل أسباب الفتنة الداخلية في مصلحة لبنان أولاً”. وتعهد الحريري بأنه “لن تكون هناك أي فرصة للبيع والشراء على حساب الكرامة الوطنية أو على حساب نظامنا الديمقراطي أو على حساب المحكمة الدولية”. وقال رئيس الجمهورية الأسبق ورئيس حزب “الكتائب المسيحي أمين الجميل: “إننا مع قيام أفضل العلاقات مع سوريا، وهذا النهج واظبنا عليه منذ زمن وندعم رئيس الحكومة سعد الحريري في كل الخطوات التي يقوم بها لتحصين العلاقات بين البلدين ولدينا كل الثقة أنه لن يقدم إلا على ما هو من مصلحة لبنان”، ولفت الجميل إلى ضرورة أن تقوم سوريا بالمقابل بخطوات لحل الملفات العالقة، وأعرب عن مخاوفه من عدم التزام سوريا بحل هذه الملفات “ولنا في التجارب السابقة مع سوريا خير دليل على أحقية مخاوفنا”. وطالب الجميل سوريا بأن “تقتنع أن لبنان كيان مستقل ودولة ذات سيادة حرة ذات نظام مميز في هذه المنطقة وان تتعاطى معنا على هذا الأساس”. وأضاف: “إننا لا نريد من سوريا فقط فتح السفارات مع لبنان، بل أداء ينطبق للمفهوم الدولي للعلاقات بين بلدين جارين”. وقال: “إننا متمسكون بحتمية مد الجسور مع سوريا؛ لأننا على قناعة بأن استقلال لبنان من استقلال سوريا والعكس صحيح، وأمن لبنان من أمن سوريا والعكس صحيح”. وقال: “إننا نقدر للحريري تعاليه عن جرحه لمصلحة لبنان ونطلب من سوريا خطوات ملموسة على حجم هذه التضحيات”. وقال رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة: “لبنان بلد عربي، لكنه بلد عربي مستقل ذات سيادة واللبنانيون يؤمنون بالعروبة المنفتحة الرحبة الواسعة”، وأضاف السنيورة: “نعرف أن عدونا الوحيد هو العدو الصهيوني الذي اغتصب فلسطين وشرد الفلسطينيين، وما زال حتى الآن يرفض الاعتراف بالحقوق ونحن نتمسك بالمبادرة العربية ونرفض كل أشكال التوطين ونؤيد كل ما يتفق عليه العرب”. وقال: “سنظل على استعداد لمقاومة إسرائيل صفاً واحداً وبإرادة رجل واحد، إذا ما اعتدى علينا لكننا سنجهد لعدم إعطاء العدو فرصة أو ذريعة ليدمر وطننا”. وتابع يقول: “نحن ندرك أنه لا حل لمشكلاتنا إلا بسيادة حكم القانون والمؤسسات وبسط سيادة الدولة ومؤسساتها على كل الأراضي اللبنانية، ونحن ضد سيطرة الميليشيات”. واعتبر أن جريمة اغتيال الحريري “هي جريمة العصر في لبنان، ونحن لن ننشد الثأر ولا الانتقام، بل نحن نريد الحقيقة والعدالة وسنظل نسعى إليهما”. وطالب العرب باحترام سيادة لبنان وحرياته “نريد منهم أيضاً الاحترام لا سيما مع شقيقتنا سوريا التي يربطنا معها التاريخ، ونحن نكن لها الاحترام ونريد منها الاحترام المتبادل والاعتراف بهذا النموذج اللبناني الفريد”. وأعرب عن أمله “في هذه المرحلة الواعدة التي بدأت مع زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري لدمشق أن نكون دخلنا مرحلة جديدة لترسيخ مفاهيم السيادة”. الجيش اللبناني يتصدى للطائرات الإسرائيلية بيروت (الاتحاد) - تصدت مدفعية الجيش اللبناني أمس للطائرات الحربية الإسرائيلية التي اخترقت الأجواء اللبنانية في الجنوب والبقاع الغربي. وقالت مصادر رسمية إن “طائرات حربية إسرائيلية خرقت الأجواء اللبنانية عند العاشرة من صباح أمس على علو متوسط وحلقت بشكل مكثف فوق مناطق العرقوب، حاصبيا، راشيا، وإقليم التفاح” في جنوب لبنان، كما حلقت الطائرات فوق مناطق البقاع الغربي”، وقد تصدت لها مضادات الجيش اللبناني في المنطقة”. وتقوم الطائرات الحربية الإسرائيلية بخرق الأجواء اللبنانية بشكل شبه يومي ويطالب لبنان الأمم المتحدة بالضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها لسيادته. وتزامن تحليق الطيران الإسرائيلي مع حركة لافتة للدوريات المؤللة الإسرائيلية في محاذاة السياج الشائك عند الحدود اللبنانية، ولاسيما ما بين مستعمرة المطلة غرباً ومزارع شبعا شرقاً مروراً ببلدة الغجر المحتلة.