الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فحوص ما قبل الزواج تؤسس لأسر مستقرة ومعافاة

فحوص ما قبل الزواج تؤسس لأسر مستقرة ومعافاة
19 سبتمبر 2012
(أبوظبي) - ظهر في جسم زوجته أورام في الغدد الليمفاوية، وعند عمل التحاليل والعينات تبين أنها مصابة بسرطان الغدد الليمفاوية، ومن ضمن التحاليل التي أجريت لها فحص فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، ليظهر أنها مصابة به، وأن سرطان الغدد الليمفاوية هو مصاحب لمرض الإيدز. صدمة الزوج خالد بالخبر جعلته في حالة هستيرية، وبعد خضوعه للفحص اكتشف إصابته بالإيدز أيضاً، فانهار خالد واعترف لزوجته بعلاقات جنسية محرمة مع نساء أثناء دراسته في الخارج، لكنه أكد لها أنه لم يعلم بتاتاً أنه مصاب به، وإلا لما أقدم على الزواج منها، ولأجرى الفحوص الطبية قبل زواجه. وزيادة في المأساة، انتقل فيروس نقص المناعة المكتسبة إلى طفلتهما الوحيدة، لتحل الكارثة على جميع أفراد العائلة. قد تكون هذه الحكاية الواقعية من الحكايات المؤلمة التي تعانيها بيوت الزوجية، فالبعض من الأزواج يتزوج دون قيامه بمجموعة من الفحوص الطبية للتأكد من خلوه من الأمراض الوراثية أو المعدية، ولتحاشي مثل هذه الكوارث، جاءت الحملة الصحية البيئية، التي أطلقتها مؤسسة صندوق الزواج، بالتعاون مع هيئتي الصحة والبيئة في أبوظبي، وتستمر فعالياتها حتى نهاية ديسمبر المقبل، بعنوان “بالوقاية والتعاون لأجل مجتمع معافى”، التي تسعى إلى التركيز على أهمية الفحص الطبي للمقبلين على الزواج من أجل بناء أسرة إماراتية متماسكة ومستقرة. في هذا الصدد، تقول حبيبة الحوسني، مدير عام صندوق الزواج، إن المؤسسة تسعى إلى تنظيم حملات وبرامج توعية صحية وبيئية للمجتمع المحلي، من أجل خلق بيئة مستدامة خالية من مسببات التلوث، ولبناء أسرة إماراتية متماسكة ومستقرة. وتضيف “الأشخاص المقبلون على الزواج يهتمون بالانتقال إلى حياة جديدة، يتخللها بعد توفيق الله إنجاب أطفال تزيد حياتهم فرح وسعادة. وقد يفوتهم أن التفكير في أن إنجاب الأطفال قد تصاحبه أمور لم تطرأ على بالهم”. وتوضح “من الممكن التنبؤ بكثير من الأمراض والتشوهات التي قد تصيب الأطفال طبياً، ومن الممكن تجنب بعضها، إلا أن ذلك يلزم أن يقوم المقبلون على الزواج بالتأكد من هذه الأمور عن طريق الفحص الطبي قبل الزواج. وقد سنت دولة الإمارات نظاماً للحصول على المنحة المالية من صندوق الزواج لإتمام الزواج بشرط إجراء الفحص الطبي قبل الزواج”. وتقول الحوسني “الفحص الطبي قبل الزواج، قضية شائكة لها أبعاد متباينة، فقد تكون سبباً في نجاح العلاقة الزوجية وتقويتها، ويمكن أن تؤدي دوراً مؤثراً في اتخاذ القرار الصعب بالانفصال والرحيل، ومهما كانت تلك النتائج، إلا أن الحقيقة التي لا تقبل الجدال أن الفحص الطبي قبل الزواج أصبح أمراً مهماً لتفادي حدوث مشاكل مستقبلية تؤثر بشدة على العلاقة الزوجية”. ويتفق بدر الجسمي مع الحوسني في الرأي. ويقول إن “الكثير من الأمراض الوراثية لا يوجد لها علاج أو يصعب علاجها وذات تكلفة عالية، وقد يترتب على إجراءات العلاج، سواء بتناول الدواء طوال الحياة أو التغذية الخاصة أو نقل الدم بصفة منتظمة أو زرع الأعضاء، زيادة في النفقات. لكن قيام الراغبين بالزواج في إجراء الفحص الطبي قبل الزواج، يشكل وسيلة ملائمة لمكافحة الأمراض الوراثية ووسيلة للوقاية وبأقل تكلفة، مقارنة بالفوائد الكبيرة التي تتحقق إذا ما تم حماية المجتمع من الأمراض الوراثية، والتي يكلف علاجها مبالغ طائلة ومعاناة كبيرة”. من جهتها، تقول خلود البلوشي “الفحص المبكر للراغبين في الزواج يحد من انتشار الأمراض المعدية والتي يتسبب فيها طرفان لم يكونا على قدر من المسؤولية في خروج أجيال سليمة صحياً وعقلياً لتسهم بشكل جدي في دفع مسيرة البلد نحو التنمية بشكل علمي يخضع للعلم”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©