الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حركية الدواء في الجسم تتأثر بممارسة الرياضة

19 سبتمبر 2012
أبوظبي (الاتحاد) - المقصود بالحركية الدوائية هي تلك العوامل التي تحكم زمن بقاء الدواء في الجسم، وتعتمد على أربعة عوامل، هي: امتصاص الجسم للدواء، وتوزيعه في أنسجة الجسم المختلفة، واستقلاب الجسم للدواء، ومن ثم مقدرة الجسم على طرح الدواء ومخلفاته الاستقلابية. تغيير المعايير يمكن للنشاطات الرياضية المختلفة أن تحدث تغيرا ملحوظا في معايير الحركية الدوائية لبعض الأدوية، تؤدي إلى خلل في تأثير الدواء على الجسم، وتعتمد أهمية هذه التغيرات في الحركية الدوائية لدواء معين على عدة عوامل، منها مثلا تلك العوامل المتعلقة بالدواء، والعوامل المتعلقة بالنشاطات الرياضية من حيث شدتها ونمطها وزمنها. يوضح الصيدلاني راتب الحنيطي، تأثير النشاطات الرياضية على امتصاص الدواء، حيث يتأثر التوافر الحيوي للدواء بالنشاطات الرياضية عن طريق تقليل أو زيادة امتصاصه من مكان إعطائه ووصوله إلى النسيج الهدف بإحدى الطرق التالية: زيادة درجة الحرارة للجسم والتي تزيد من حركة الجزيئات للمركب الدوائي، وهذا يؤدي إلى انتقال سريع للدواء من الأنسجة إلى مجرى الدم. وانتشار الدواء في أنسجة الجسم يتحدد ويعتمد على تدفق الدم الذي تحدثه النشاطات الرياضية لأجزاء محددة من أعضاء الجسم، فيكون تركيزه مثلا أعلى في العضلات أثناء ممارسة الرياضة. ويشير الحنيطي إلى تأثير النشاطات الرياضية على توزيع الجسم للدواء، ويقول:»يعتبر توزيع الدواء ووصوله إلى النسيج المطلوب للحصول على الأثر الدوائي المطلوب، أحد أهم عوامل الحركية الدوائية. وتوزيع الجسم للدواء يعتمد على عدة عوامل، نذكر منها ما يهمنا لارتباطه بالأنشطة الرياضية، إذ يرتبط الدواء في بروتينات بلازما الدم: فمعلوم أن الدواء المرتبط بالبروتينات ليس له أثر دوائي ولا يخضع لعملية الاستقلاب، وتحد من انتشار الدواء خارج الجهاز القلبي الوعائي، وأن الدواء الحر هو الذي يعطي الأثر الدوائي وهو الذي تتم عليه عملية الاستقلاب والطرح، وعادة يكون هناك توازن بين الدواء الحر والدواء المرتبط، بمعنى أنه كلما قل تركيز الدواء الحر، يتحرر ما يقابله من الدواء المرتبط حتى يعود التوازن إلى وضعه السابق». ويكمل الحنيطي:«لقد لوحظ أن تركيز بروتينات بلازما الدم تزداد أثناء القيام بأنشطة رياضية، ربما يسبب فقد الجسم للماء، وهذا يؤثر على تركيز الجزء الحر للدواء. وهناك أيضاً معدل تدفق الدم، حيث يعتمد توزيع الدواء لأنسجة الجسم على تدفق الدم، ولقد لوحظ إعادة توزيع الدم إلى العضلات أثناء الممارسة الرياضية، الأمر الذي يعكس قلة وصول الدم وبالتالي الدواء إلى أعضاء وأنسجة أخرى مطلوبة لفعل الدواء. وقد أوضحت بعض الدراسات التي أجريت أن حجم التوزيع الدوائي لبعض الأدوية قد يتأثر بفعل النشاط الرياضي، فيما بينت دراسات أجريت على أدوية أخرى أن تركيزه في الدم تدنى بشكل ملحوظ وزاد تركيزه في أنسجة العضلات. طبيعة العلاقة ويعتبر الاستقلاب الدوائي من أهم معايير الحركة الدوائية للتخلص من الأدوية ومخلفاتها، وهذا الاستقلاب يحدث في مختلف أعضاء الجسم كالرئتين والجهاز الهضمي والدم، ولكن يبقى الكبد هو العضو الأهم بلا منازع في استقلاب الأدوية وباقي المواد الكيميائية التي تدخل الجسم. إن النشاطات الرياضية تعمل على إعادة توزيع الدم إلى أماكن معينة من الجسم أكثر من غيرها، فالأدوية التي يعتمد استقلابها على الكبد، وهي النسبة الكبرى، قد يتأخر استقلابها وتبقى في الجسم لوقت أطول، بسبب قلة تدفق الدم إلى الكبد أثناء ممارسة النشاطات الرياضية، كما أن الأشخاص الذين يأخذون هذه الأدوية أو غيرها ويقررون ممارسة بعض النشاطات الرياضية قد تتغير المعايير الدوائية لديهم. عملية طرح الأدوية (زوال الدواء ومخلفاته من الجسم)، تتم بواسطة أعضاء مختلفة من الجسم، فقد يطرح الدواء عن طريق الغدد العرقية، السائل المنوي، حليب الأم، الرئتين، الصفراء والكلى. تعتبر الكلى من أهم أعضاء الجسم المسؤولة عن طرح الأدوية والمواد الكيميائية، ولقد لوحظ أن تدفق الدم إلى الكلى يقل أثناء النشاطات الرياضية، يتبعه انخفاض في معدل الترشيح الكلوي بنسبة تصل إلى أكثر من 30%، وهذا بالتأكيد يؤدي إلى خفض في معدل طرح الدواء من الجسم، ومن الأدوية التي لوحظ تأثرها بالنشاطات الرياضية هي: (atenolol,procainamide, s lphadimidine) وبشكل عام هناك شح في الدراسات من حيث الكم والنوع على موضوع تأثير ممارسة الرياضة على الحركية الدوائية في جسم الإنسان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©