الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مسؤولون وخبراء يدعون إلى دراسة تزايد حوادث سقوط الأطفال والعمال من الطوابق المرتفعة

مسؤولون وخبراء يدعون إلى دراسة تزايد حوادث سقوط الأطفال والعمال من الطوابق المرتفعة
1 أكتوبر 2011 00:44
دعا مسؤولون وخبراء إلى ضرورة الوقوف أمام تزايد حوادث سقوط الأطفال والنساء والعمال من الطوابق المرتفعة، والتي تحولت إلى مايشبه الظاهرة خلال الفترة الماضية، حيث لم يعد يمر أسبوع إلا ويتم الإعلان عن حالة أو أكثر، حتى أن مدينة عجمان وحدها سقط فيها أكثر من خمسة عشر حالة خلال الشهور الأربعة الماضية. آخر الحوادث شهدها أحد فنادق عجمان منذ أسبوع تقريباً، حيث سقطت مواطنة من الطابق الثامن بالفندق ليتم نقلها إلى مستشفى خليفة حيث كانت تعاني من كسور متعددة في العمود الفقري والضلوع، وأصيبت بشلل نصفي نتيجة الكسور في العمود الفقري، وتم تحويلها بعد ذلك إلى أبوظبي لتلقي العلاج في أحد مستشفياتها، وذلك حسب مصدر مسؤول بمستشفى خليفة بعجمان. حادث آخر وقع هذا الأسبوع في منطقة «جميرا ليك تاور» بإمارة دبي، حيث توفي طفل في الخامسة من عمره إثر سقوطه من الطابق الثامن، لتشاهده والدته «إيرانية الجنسية» التي كانت برفقة ابنتها الكبرى البالغة من العمر 15 سنة أمام البناية انتظاراً للحافلة المدرسية، وتصاب بحالة انهيار، وتصعد إلى الشقة محل سكنها، وتلقي بنفسها من النافذة التي سقط منها ابنها، لتفارق الحياة على الفور. إضافة إلى حوادث سقوط متعددة شهدتها مدن عجمان والشارقة خلال الفترة الماضية، ففي مطلع الشهر الماضي نجت امرأة مغربية من الموت إثر سقوطها من الطابق الخامس من إحدى البنايات في منطقة النهدة في الشارقة، إذ سقطت على سيارة كانت متوقفة أسفل البناية، ما أدى إلى إصابتها بإصابات بليغة، وتم نقلها إلى مستشفى القاسمي لتلقي العلاج اللازم. وفي مطلع الشهر الماضي أيضاً، توفيت امرأة من الجنسية الهندية، تبلغ من العمر 28 عاماً إثر سقوطها من شرفة شقتها بالطابق العاشر في إحدى البنايات الواقعة بمنطقة الراشدية بعجمان، حيث فارقت الحياة بمجرد ارتطام جسدها بالأرض. وشهد الشهر الماضي سقوط امرأة هندية، عمرها 45 سنة، من شرفة شقتها بالطابق الخامس، في إحدى البنايات الواقعة في منطقة الرولة في الشارقة، حيث توفيت على الفور. ويقول الدكتور عبدالكريم حلمي رئيس قسم الحوادث والطوارئ بمستشفى خليفة في عجمان إنه تم استقبال حالات كثيرة خلال الفترة الماضية، منها أكثر من 15 حالة لأطفال وبالغين سقطوا من أدوار عليا في الإمارة خلال الأربعة أشهر الماضية، إضافة إلى حالات لعمال يسقطون من طوابق مرتفعة وهذه النوعية يتم استقبال حالة أو حالتين منها في المتوسط بشكل شهري. وأوضح أن أغلب حالات السقوط من الطوابق المرتفعة للأطفال ويليهم العمال ثم يأتي النساء والرجال البالغون في المرتبة الثالثة، مشيراً إلى أن قسم الحوادث والطوارئ استقبل مطلع الشهر الماضي طفلين سودانيين سقطا من الأدوار العليا، حيث توفي أحدهما في الحال فيما أصيب الثاني بكسور متعددة وتم علاجه في المستشفى. وأوضح أن المستشفى استقبل أيضا منذ أيام حالة سقطت من الأدوار العليا بأحد الفنادق وأصيبت بكسور متعددة وتم تقديم العلاج اللازم لها ثم تم تحويلها إلى مستشفى في أبوظبي لتلقي العلاج اللازم، مشيراً إلى أن القسم يستقبل ما بين حالة واثنين بصفة شهرية لعمال يسقطون من الطوابق المرتفعة في بنايات تحت الإنشاء، نتيجة عدم توافر وسائل الأمان والحماية لهم موضحا أن المستشفى قدم تقريراً بذلك لقيادة الشرطة والدفاع المدني لتوفير الحماية المطلوبة لهم من قبل شركات الإنشاء. من جهته، دعا حمد تريم الشامسي مدير منطقة عجمان الطبية ومدير مستشفى خليفة بعجمان إلى الوقوف لدراسة تعدد حالات السقوط لأشخاص من الطوابق العليا، خصوصاً الأطفال والنساء والعمال، فقد أصبحت مزعجة للغاية، ويجب أن تتضافر الجهود لدراستها وتحديد مسؤولية كل طرف فيها، حتى يتم تطبيق المعايير لتفادي مثل هذه الحوادث. وأوضح الشامسي أن حالات سقوط الأطفال تتحمل المسؤولية عنها الأسرة التي يجب أن تعطي أولوية كبيرة لأطفالها، فلا يفترض تركهم بمفردهم في الشرفات أو بالقرب من النوافذ المطلة على الشارع، موضحا أنه يجب غلق النوافذ بشكل جيد حتى نقي الأطفال الصغار من خطر فتحها، لأن الطفل، خصوصاً دون الرابعة، لا يستطيع تمييز المسافة جيداً، ولا يمكن توقع تصرفاته، داعيا إلى أخذ المقاولين هذه الاعتبارات عند تصميم العمارات، بحيث تكون النوافذ مرتفعة ويكون هناك عازل مرتفع في الشرفات حتى لا يستطيع الأطفال التسلق إليها. ووافقه الرأي العميد علي عبدالله علوان القائد العام لشرطة عجمان، مؤكداً أنه من خلال تجربة القيادة العامة لشرطة عجمان خلال الفترة الماضية، فإن أهم أسباب حوادث السقوط من الطوابق المرتفعة هو إهمال الأب والأم أو الأسرة بصفة عامة، إذا كانت الحوادث متعلقة بالأطفال، حيث يتم ترك الأطفال وحدهم بالمنزل والخروج من المنزل لشراء أغراض أو غيرها، مثل الحالة التي وقعت في شهر رمضان الماضي حيث ذهب الأب والأم لصلاة التراويح وتركا طفلهما نائماً، فما كان منه عندما استيقظ سوى أن ألقى بنفسه من النافذة المفتوحة بجانبه. وأضاف القائد العام لشرطة عجمان أنه يجب على الأسرة أخذ الحيطة والحذر وعدم ترك أبنائها وحدهم داخل الشقق المرتفعة أو حتى المنخفضة لأن الطفل يصاب بحالة هستيرية إذا وجد نفسه وحده في المكان، كما يجب إغلاق النوافذ بشكل جيد وكذلك شرفات المنازل وعدم الطلب من الأطفال الصغار إحضار الأشياء المخزنة في هذه الشرفات، لأنه يمكنهم مغافلة الأم والقفز من الشرفة أو يختل توازنهم ويسقطوا من الطوابق المرتفعة. وأشار العميد علوان إلى أن السبب الثاني هو الانتحار، وهو سبب يشترك فيه البالغون من الجنسين وليس قاصرا على النساء فقط وهو يرجع إلى ضعف الوازع الديني، وأغلب مرتكبي هذا الفعل من غير المسلمين. حوادث السقوط.. الأسباب والمسؤولية أوضحت مصادر الإدارة العامة للدفاع المدني في عجمان أن هناك إهمالاً من بعض الأسر في العناية بأطفالهم، حيث يخرجون ويتركون الأطفال وحدهم بالمنازل، أو يطلبون من الأطفال الصغار إحضار بعض الأشياء من الشرفات والتي يستخدمونها في تخزين أغراض وأدوات يمكن أن يتسلقها الأطفال، ما يمثل خطورة على حياتهم، ويزيد احتمالات تعرضهم للسقوط من طوابق عليا، فضلاً عن أن بعض السكان أو أصحاب البنايات يجرون تغييرات داخل الشقق، سواء بإدخال إضافات أو بوضع قواطع تمثل أحياناً خطورة على سلامة أفرادها. وأشار إلى أن الفئة الأخرى التي تتعرض لحوادث السقوط هي فئة العمال الذين يسقطون من الأدوار العليا في مبان تحت الإنشاء، بسبب قلة خبرتهم وإهمالهم، نتيجة قدومهم من دول لا تراعي اشتراطات الأمن والسلامة، أو بسبب عدم التزام الشركات بإجراءات الأمن والسلامة التي تحمي العامل أثناء أداء مهمته.
المصدر: عجمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©