الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا... حصاد سياسات أوباما الخارجية

أميركا... حصاد سياسات أوباما الخارجية
19 سبتمبر 2012
إيليوت إيه. كوهين محلل سياسي أميركي هل كان الرئيس أوباما راعياً كفؤاً للأمن القومي الأميركي منذ توليه مسؤولية الحكم وحتى الآن؟ إذا نحينا جانباً الحماقات التي ارتكبتها الإدارة في بداية توليها، ومنها السياسة المعروفة بـسياسة "ضبط العلاقة" مع روسيا، والتي سلمت فيها الولايات المتحدة لوزير الخارجية الروسي الزر الذي يمكن له من خلالها ضبط العلاقة، في حين اكتفت هي بدور تابع. وإذا نحينا جانباً كذلك النفاق المتضمن في مشاعر الاحتقار التي يكنها فريق أوباما لحاكم ولاية ماساشوسيتس السابق "مت رومني"، بسبب افتقاره للخبرة في مجال السياسة الخارجية، على الرغم من أن الرئيس الحالي عندما كان سيناتوراً في مجلس الشيوخ، قد ظل يكرر اتهاماً موجهاً لـ"الجمهوريين" ثبت خطأه لحد كبير، وهو أن سياسة إحداث طفرة في حجم القوات الأميركية العاملة في العراق سيكون مصيرها الفشل في نهاية المطاف. وإذا نحينا جانباً عدم اللياقة المتمثل في إلقاء اللوم على فشل أميركا في الخارج على إدارة الرئيس السابق بوش الإبن، مع القيام في الآن ذاته بنسبة الفضل إلى نفسها بشأن سياسات وضعت قواعدها في عهد إدارة ذلك الرئيس. إذا ما صرفنا النظر عن كل ذلك... فإن الإجابة على السؤال هي: لا. صحيح أن أوباما هو الذي أصدر الأوامر بالقيام بالعملية التي أدت إلى قتل بن لادن، إلا أن هذا الشيء هو المتوقع من أي رئيس يتولى حكم أميركا، ولكم هنا أن تتخيلوا مدى الضجة التي كان يمكن أن تنشأ فيما لو قام أي رئيس أميركي أو حتى أي قائد عسكري أميركي بالامتناع عن إصدار مثل هذا الأمر إذا أتيحت له الفرصة لاصطياد بن لادن. وإذا كان أوباما قد نجح في التخلص من زعيم تنظيم "القاعدة"، فهل نجح كذلك في التخلص من المتطرفين الإسلاميين؟ ففي الوقت الراهن نجد أن الحركات الإسلامية التي تتبنى العنف منهجـاً تعيش فترة مـن الانتشـار فـي اليمـن، والشـام وشمـال أفريقيا وفي دول أفريقيا وجنوب الصحراء وعلى وجه الخصوص مالي، التي شهدت مؤخراً تنفيذ أحكام إسلامية ضد متهم بالسرقة شملت قطع يديه وقدمـه. وفـي سوريا يتغذى "الجهاديون" على الفوضى، وفي مصر وليبيا يقومون بمهاجمة بعثاتنا الدبلوماسية. تدعي إدارة أوباما بأنها قد أنهت الحرب في العراق، ولكن الحقيقة أن ما قـام به أوباما في هذا البلد لا يزيد عن كونه أقنع الحكومة العراقية بأنه لا يريد شيئاً من هذا البلـد، وهو السبب الذي جعلـه غير قادر على عقد اتفاقية أمنية معه. وفي الوقت الراهن ونتيجة لهذا الفشل، نجد أن الحكومة العراقية قد باتت أكثر عناداً وأقل استجابة وأن البلد برمته قد بات أكثر عنفاً، مما كان عليه في 19 يناير 2009 تاريخ تولي أوباما الحكم. يدعي أوباما أنه سينهي الحرب في أفغانستان لكن الحقيقة هي أنه لو سحب جميع الجنود الأميركيين الموجودين هناك غداً، فإن هذه الحرب ستتواصل لسنوات، علاوة على أنه لن يسحب كافة القوات بل إن جزءاً كبيراً منها سيبقى هناك وفقاً لخطط الإدارة المعلنة في هذا الشأن. وإذا انتقلنا إلى الموضوع الإيراني، فإن السؤال الذي يخطر على البال للوهلة الأولى هو: هل قامت الولايات المتحدة بتطبيق عقوبات أكثر صرامة في عهد أوباما من تلك التي طُبقت في عهد بوش؟ الإجابة هي: نعم، وهو ما يرجع لحد كبير إلى الضغط الذي مارسه الكونجرس على الرئيس. وعلى الرغم من ذلك تبقى هناك حقائق قاسية بشأن هذا الملف أهمها أن الإيرانيين ووفقاً لتقرير صادر الشهر الماضي عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانوا يمتلكون في يناير 2009 ما يقرب من 1000 كيلو جرام من اليورانيوم المخصب بنسبة خمسة في المئة أما اليوم فإنهم يمتلكون ما يزيد على 7000 كيلو جرام من اليورانيوم المخصب بهذه النسبة. وفي يناير 2009 لم يكن الإيرانيون يمتلكون أي كميات من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة وهي النسبة التي تضعهم على عتبة إنتاج سلاح نووي أما اليوم فإنهم يمتلكون 200 كيلو جرام مخصباً بهذه النسبة. ليس هذا فحسب بل يوجد لدى الإيرانيين الآن الآلاف من أجهزة الطرد المركزية كما بدأوا في إقامة منشآت نووية يكاد يكتمل العمل فيها، كما أن هناك أدلة متوافرة على أنهم قد دخلوا بالفعل مرحلة إعداد تصميمات لسلاح نووي. وسلبية الإدارة بشأن الملف النووي الإيراني تجد صدى لها في موقفها من الأزمة السورية والذي اكتفت فيه بالتفرج على تطورات تلك الأزمة التي تحولت الآن إلى حرب أهلية كاملة الأركان ترتب عليها مصرع الآلاف وفرار عشرات الآلاف من اللاجئين علاوة على انتقال تداعياتها إلى دول أخرى مثل لبنان وتركيا والعراق والأردن. ولكن ما الذي جعل سجل إدارة أوباما على النحو الذي هو عليه الآن؟ ربما لأن الرئيس ومساعديه ممن يؤمنون بأن النفوذ الأميركي سوف يأفل في نهاية المطاف، أو ممن يعتقدون أن أميركا أضعف من أن تتصرف. وربما أنهم غير مبالين، وربما لأنهم بكل بساطة يفتقرون إلى الكفاءة المطلوبة. في جميع الأحوال، فإن الرئيس الحالي سوف يترك لخليفته دولة أقل أماناً بكثير مما كانت عليه عندما أدى القسم. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوزسيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©