الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحداث ماريكانا... ضربة لاقتصاد جنوب أفريقيا

19 سبتمبر 2012
آندرو إنجلند جوهانسبورج في وقت تجتاح فيه الاضطرابات قطاع البلاتينيوم في جنوب أفريقيا، يعبر عدد من المحللين عن خشيتهم من تأثير هذه الأخيرة على نمو أكبر اقتصاد في القارة السمراء، ولاسيما أن هذا الأخير يعاني أصلاً من تأثيرات منطقة اليورو. ويحذر الخبراء من أن الصراع يتوقع أن يؤثر على آفاق نمو البلاد، مما سيضر أكثر بمشاعر المستثمرين المهتزة. هذا في وقت احتشد فيه الآلاف من عمال المناجم المضربين يوم الخميس الماضي وسط تحذيرات بأنهم سيتسببون في توقف هذا القطاع الحيوي. وفي هذه الأثناء، انخفضت العملة المحلية، "الراند"، بأكثر من 2 في المئة الأربعاء الماضي بعد أن أعلنت شركة "بلاتينيوم" الأنجلو أميركية، التي تعتبر أكبر منتج لهذا المعدن الثمين في العالم، أنها ستعلق عملياتها في خمسة نقط استغلال في "روستنبورج" من أجل حماية أمن نحو 26 ألف موظف في المناجم. وقد كانت هذه أحدث خطوة ضمن سلسلة من الخطوات التي اتُّخذت في المناجم عبر جنوب أفريقيا منذ أن بدأ العمال بمجمع مناجم ماريكانا، الذي تديره "لونمين"، الشركة المدرجة في بورصة لندن، الإضراب في العاشر من أغسطس الماضي. وكان قتل الشرطة لـ34 محتجاً في السادس عشر من أغسطس قد صلب مواقف المضربين حيث توقف إنتاج "لونمين" في جنوب أفريقيا لخمسة أسابيع. ومنذ ذلك الوقت عرفت المناجم إضرابين، بدأ آخرهما فور انتهاء الأول. وقالت "سوزان شابانجو"، وزيرة الموارد المعدنية: "إذا لم يذهب العمال إلى عملهم، فإنهم سيخسرون رواتبهم، ولكن ليس ذلك فحسب، ذلك أن هناك تأثيراً اقتصادياً كبيراً على البلاد أيضاً". والجدير بالذكر أن اقتصاد جنوب أفريقيا قائم على قطاع المناجم، الذي ما زال يمثل محركاً أساسياً للنمو، حيث يوظف هذا القطاع الحيوي نحو 50 ألف شخص، ويساهم بما بين 5 و8 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. وكانت أهمية القطاع بالنسبة لاقتصاد هذا البلد، قد اتضحت في وقت سابق من العام عندما خاض عمال "إمبالا بلاتينيوم" إضراباً دام ستة أسابيع، حيث انكمش قطاع المعادن بـ16?8 في المئة. وفي الربع الثاني، نما القطاع بـ31 في المئة، مما ساعد الناتج المحلي الخام على النمو وبلوغ 3?2 في المئة في ذلك الربع، ما مثل ارتفاعاً مقارنة مع 2?7 في المئة خلال الأشهر الثلاثة السابقة. وإذا كان الاقتصاديون يقولون إنه من المبكر جداً تحديد حجم التأثير على الناتج المحلي الخام، فإن ذلك الانتعاش يبدو قابلاً للانتكاس. وفي هذا الإطار، يقول كيفن لينجز، كبير الاقتصاديين في مؤسسة "ستانليب": "يبدو كما لو أنه (الاضطراب) أخذ يزداد أمداً وانتشاراً، وهذا بالطبع ينتقص كثيراً من الناتج المحلي الخام"، مضيفاً "وهكذا، فبدلاً من أن ينمو الاقتصاد بـ2?5 في المئة، فإنه قد ينمو بـ1?5 في المئة. وهذا هو نوع التأثير الذي نشاهده اليوم". بيد أن الخوف هو من أن يكون للاضطرابات تأثير غير مباشر على قطاعات أخرى، مثل قطاع الصناعة الذي يعاني أصلاً. وفي هذا الصدد، يقول "ستيوارت جينينجز"، رئيس إحدى الشركات الصناعية: "إنني جداً قلق بشأن ذلك... وأخشى أن ينتشر أكثر"، مضيفاً "نظراً للركود في أوروبا، هناك نقص في الطلبيات وهذا يجعل الأمور أسوأ بالنسبة لنا. وبالتالي، فإن آخر ما نحتاجه هو اضطرابات داخلية". وتعد جنوب أفريقيا إحدى الأسواق الصاعدة الأكثر ارتباطاً بأوروبا، وقد كان من المتوقع أن ينمو اقتصادها بحوالي 2?5 في المئة هذا العام. غير أن هذا المعدل يعتبر دون الرقم اللازم من أجل معالجة الفقر والبطالة، التي تبلغ 25 في المئة، وكلتاهما مشكلتان سلطت عليهما أحداث "ماريكانا" الضوء. وكان البنك المركزي أعلن هذا الأسبوع أن العجز اتسع إلى 6?4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو معدل شوهد آخر مرة في 2008 ويمثل ارتفاعاً مقارنة مع 4?9 في المئة خلال الربع الأول. وحتى الآن، ظلت بورصة جوهانسبورج مستقرة عموماً، حيث مازال مؤشرها العام في مستويات مماثلة لما كان عليه في السادس عشر من أغسطس، بينما مازالت التدفقات الأجنبية في سوق السندات قوية. ولكن الخوف هو من إمكانية أن يكون الضرر الذي لحق بصورة جنوب أفريقيا طويلاً في وقت زادت فيه أحداث "ماريكانا" من المخاوف بشأن حالة عدم اليقين السياسية، والضغوط الاجتماعية المتزايدة، والمناخ السياسي المضطرب داخل حزب "المؤتمر الوطني الأفريقي" الحاكم. وفي هذا السياق، يقول "مارتن كينجستون"، المدير التنفيذي لبنك "روتشيلد" الاستثماري في جنوب أفريقيا: "لا اعتقد أن المرء يستطيع نفي حقيقة أن هناك تصوراً سلبياً ازداد قوة ليس فقط بسبب ماريكانا، ولكن أيضاً بسبب ما ظهر على الواجهة كنتيجة لماريكانا"، مضيفاً "إن العديد من الزبائن، ليس فقط في قطاع المعادن، يحاولون فهم ما حدث وما إن كانت ثمة تداعيات أوسع على عملياتهم أو فرصهم في جنوب أفريقيا". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©