الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مكافحة التعصب الأعمى

19 سبتمبر 2012
دومنيك ومايك رايشكليك المديران المشاركان لبناء المجتمع والتواصل تشكّل ذكرى الحادي عشر من سبتمبر مناسبة مؤثرة للتفكير المعمّق في سبب إصرارنا على رؤية الناس من ديانات أخرى على أنهم "الآخر" بشكل أساسي، رغم وجود الكثير مما نتشارك به. ورغم تحقيق خطوات كبيرة في تشجيع التفاهم بين الديانات، تجري مهاجمة أناس في الولايات المتحدة وفي أماكن أخرى لفظياً وجسدياً بسبب ديانتهم، ويُذكي الخوف وسوء الفهم نار هذه الهجمات أحياناً. شهدنا هذا الصيف في الولايات المتحدة أعمال قتل رهيبة ضد أفراد طائفة السيخ في "أوك كريك" بولاية "ويسكنسن" وحرق مسجد في مدينة جوبلين بولاية ميسوري وإرهاب الأطفال اليهود في معسكر صيفي في ولاية بنسلفانيا. وهناك العديد من حالات التعصب الديني الأعمى التي لا يتم الإعلان عنها. الآن، وأكثر من أي وقت مضى يحتاج أصحاب الضمائر لأن يقفوا معاً فعلياً، مظهرين للعالم أن الناس من كافة الديانات يستطيعون التركيز على ما يوحّدنا بدلاً مما يفرّقنا. وجدْتُ في حياتي مناسبة كهذه للوقوف مع الآخرين من خلال المساعدة على تنظيم وحضور "مسيرة الوحدة" السنوية في ذكرى الحادي عشر من سبتمبر. جرت المسيرة السنوية الثامنة في ذكرى الحادي عشر من سبتمبر هذه السنة يوم الأحد 9 سبتمبر في قلب مدينة واشنطن العاصمة. هذه المسيرة هي على غرار مسيرات الزعيم الهندي الراحل غاندي، بحيث تم خلالها فتحُ كل مسجد وكنيسة وكنيس يهودي ومعبد في شارع السفارات بمدينة واشنطن العاصمة أبوابها، واجتمع أناس من كافة الديانات والثقافات المختلفة لبناء جسور الاحترام والسلام. جرى التفكير بهذه المسيرة في السنوات التي تلت هجمات الحادي عشر من سبتمر، كرد جزئي على عدم التسامح المتنامي والشك والخوف الموجّه ضد المسلمين، وبشكل أوسع كردّ على تزايد عام في التوترات عبر الديانات. كان شعار مسيرة الوحدة هذه السنة "من ديانات مختلفة، نسير معاً كدين واحد". أثناء المسيرة، خاطَبنا عدداً من الزعماء الدينيين، ووقفنا دقيقة صمت احتراماً لذكرى ضحايا التحامل والعنف المبني على الدين.فتحت كنائس مسيحية عديدة، كاثوليكية وبروتستانتية وأرثوذكسية وإنجيلية أبوابها ووفرت جولات عرضت من خلالها ممارسات وفنون وموسيقى تلك التقاليد الدينية. رحب المعبد البوذي بالزائرين مقدّماً لهم فرصة لترنيم تعويذة للتأمّل في الحديقة التذكارية لجبران خليل جبران. كما أنصتنا في المركز الإسلامي في واشنطن إلى نفخ البوق اليهودي التقليدي الذي يستخدم عادة في الشعائر الدينية اليهودية. وأنشدت فرقة من الأطفال ترانيم دينية من الإنجيل على درجات المركز الإسلامي. جلسنا بخشية وخشوع أمام جمال المسجد، وتواجدنا أثناء قيام أخوتنا وأخواننا المسلمين بالصلاة. تعتبر هذه الأعمال المتبادلة والأساسية من حسن الضيافة والاستقبال بين الديانات جزءاً أساسياً من مسيرة الوحدة وتبعث برسالة قوية. إلا أن المسيرة مهمة ليس فقط لأنها تتم في ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وإنما لأنها دفعت هؤلاء المشاركين لأن يصبحوا نشطين على أسس مستمرة، ومن خلال ذلك، نقلت تلك التجربة الفريدة من الأخوّة عبر الديانات إلى ما وراء أحداث الحادي عشر من سبتمبر. ونتيجة تجربتهم في المسيرة، وبإلهام من "إيبو باتيل"، مؤسس "جوهر الشباب عبر الديانات في مدينة شيكاغو"، والذي طوّر نموذج خدمة عابرة للديانات للشباب، قام أطفالنا بتنظيم مجموعة خدمات عابرة للديانات للشباب مع 15 أسرة أخرى. تتكون "الأصدقاء عبر الديانات" في منطقة العاصمة (CAIF) من صغار السن من المدارس المتوسطة والثانوية، الذين يلتقون بشكل منتظم في مشاريع الخدمات (مثل إعداد الوجبات الغذائية وتناولها مع المشردين) وتعلم المزيد عن ديانات بعضهم بعضاً. تكمن الخدمة، مثل إطعام الجياع ورعاية الذين يعانون، في قلب جميع التقاليد الدينية. بناء عل ذلك، تحدّث الطلبة أثناء المسيرة عن الأمور التي تعلموها من خلال الانخراط في الخدمة مع أصدقاء من ديانات متعددة. ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند» الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©