تضاربت الأنباء بشأن حصيلة عدد ضحايا انفجار بسيارة مفخخة استهدف أمس، خيمة عزاء ناحية مدينة الحلة الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر جنوب بغداد. فقد ذكرت حصيلة أعلنتها مصادر أمنية وطبية أن الانفجار الإرهابي الذي وقع قرب مسجد في مدينة الخفاجي وسط العراق، أودى بحياة 9 أشخاص وأصاب العشرات. قال طبيب في مستشفى الحلة الرئيسي إن الحصيلة بلغت تسعة قتلى و30 جريحاً، في حين أفاد ضابط في الشرطة أن عدد القتلى بلغ 10 والجرحى 29. وكانت حصيلة أولية نقلت عن سلطات محلية وشهود قولهم إن مالا يقل عن 18 شخصاً قتلوا بانفجار السيارة الملغومة وسط معزين كانوا يشاركون أمس في جنازة رجل بمدينة الحلة جنوب بغداد. وذكرت مصادر أخرى في الشرطة أن 5 أشخاص لقوا مصرعهم في انفجار بسيارة مفخخة قرب مسجد بمدينة الخفاجي وسط العراق وأصيب 19 آخرون. بالتوازي، أعلنت القوات الأميركية مقتل أحد جنودها أمس الأول شمال العراق دون توضيح لظروف الحادث، وهو الأول منذ أكثر من شهرين، وفقاً لبيان للجيش الأميركي.
وفي حادث ثالث أكد مصدر في الشرطة أن قنبلة مزروعة على الطريق انفجرت فقتلت مدنيين اثنين وأصابت 6 آخرين في حي الزعفرانية جنوب شرق بغداد. كما ذكر مصدر شرطي آخر أن قذيفتي مورتر سقطتا قرب مبنى للمجلس المحلي في حي الكرادة وسط بغداد في ساعة متأخرة مساء أمس الأول، مما أسفر عن إصابة 4 مدنيين. وفي حادث غريب، تسبب فيه صراع بين كلب وديك في إحدى المناطق الزراعية جنوب بغداد أمس الأول، بمقتل شخص واندلاع صراع بين أفراد عشيرة فرت إحدى عائلاتها إلى جهة مجهولة. من ناحية أخرى، تمكنت قوة أمنية عراقية من تحرير 4 رهائن هم 3 مسيحيين ورابع تركماني تم اختطافهم في 21 سبتمبر الماضي أثناء رحلة للصيد في منطقة خلوية قرب مدينة كركوك المتنازع عليها، وذلك بعد أن عثرت القوة على سيارة محترقة وكلاب نافقة بالمنطقة.
وتقع مدينة الحلة على بعد 100 كيلومتر إلى الجنوب من بغداد على الطريق الذي يسلكه مرتادو المزارات الشيعية جنوب البلاد. وقالت الشرطة إن الانفجار حصل قرابة الخامسة والنصف بعد الظهر خارج مسجد النبي يعقوب الشيعي في الخفاجي القريبة من الحلة. وتبعد الحلة نحو 100 كلم جنوب بغداد وهي كبرى مدن محافظة بابل. وخلف التفجير الإرهابي الذي وقع بالقرب من مسجد شيعي تجمع المشيعون في خيمة إثر وفاة أحد شيوخ العشائر المحلية، جثثاً محترقة وحطام سيارات، بحسب الشهود. وقال حيدر قحطان (37 عاماً) الذي أصيب في يده بالانفجار “كنت أقف على الجانب الآخر من خيمة العزاء.. فجأة تحول المكان إلى جحيم.. تقطعت أوصال جميع أقربائي واحترقت جثثهم”. وأكد رجال أمن في موقع الانفجار أن 18 شخصاً لقوا مصرعهم وأصيب أكثر من 48 آخرين. من ناحيته، قال ضابط الشرطة كريم الشمري وضابط آخر في الجيش رفض كشف هويته، إن الانفجار وقع قرابة الساعة 17,30 (14,30 ت غ) خارج مسجد النبي أيوب الشيعي في مدينة صغيرة قريبة من الحلة (95 كلم جنوب بغداد) عاصمة محافظة بابل.
وفي السياق، أفاد بيان للجيش الأميركي أن “عسكري أميركي قتل الخميس شمال العراق” دون توضيح ظروف الحادث، وذلك للمرة الأولى منذ 15 يوليو الماضي. وتوفي خلال الفترة الماضية، 3 عسكريين أميركيين في ظروف غير قتالية. وبهذا يرتفع إلى 4477 عدد العسكريين الأميركيين الذين قتلوا في العراق منذ أن اجتاحته القوات الأميركية في 2003 بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام موقع “ايكاجولتيز.كوم” المتخصص.
وفي حادث آخر، أكد ضابط برتبة ملازم في الشرطة العراقية رفض الكشف عن اسمه أمس، أن “مشكلة نشبت بين مجموعتين عشائريتين لدى عبور ديك إلى منزل الجيران في إحدى المناطق الزراعية جنوب بغداد، مما دفع كلب الجيران إلى الهجوم عليه وأكله، وتسبب ذلك بزرع الغضب في قلوب أصحاب الديك فتوجهوا إلى بيت الجيران وقتلوا الكلب بسلاح رشاش”. وتابع “ثار أصحاب الكلب فقام أحدهم بحمل السلاح والتوجه إلى بيت الجيران وقتل رب العائلة علي هزاع تومان (52 عاماً) عند باب منزله”. وأشار المصدر إلى أن العائلتين من عشيرة الدلابحة إحدى عشائر شمر، الشيعية التي تسكن منطقة الدبوني (90 كلم جنوب بغداد). ووفقاً للأعراف العشائرية المتوارثة، توجه العشرات من عائلة الضحية للانتقام من القاتل ولكنهم لم يجدوه ولا أي من أفراد عائلته في المنزل، على ما أوضح المصدر ذاته. وأكد ضابط الشرطة أن القاتل وعائلته فروا من منزلهم خوفاً من رد فعل عائلة الضحية التي قامت باحتلال منزل القاتل والاستيلاء على ممتلكاته.
عدد اليوم
