الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«معركة بلجراد».. العلم الأسود يشعل حرباً سياسية بين الصرب والألبان في تصفيات «يورو 2016»

«معركة بلجراد».. العلم الأسود يشعل حرباً سياسية بين الصرب والألبان في تصفيات «يورو 2016»
16 أكتوبر 2014 01:20
انتهت المباراة بين صربيا وألبانيا قبل اكتمال شوطها الأول أمس الأول بعد اشتباكات بين لاعبين من الجانبين بسبب رفع علم «ألبانيا العظمى» فوق المدرجات وأرض الملعب باستخدام طائرة يتم التحكم فيها عن بعد ليتحول الملعب إلى ساحة حرب كروية، وعادت السياسة لتطل بوجهها القبيح على ملاعب الرياضة لتفسد أجواء المنافسة الشريفة، والمتعة الكروية. وتدخل المدافع الصربي برانيسلاف إيفانوفيتش لينتزع العلم في النهاية لتندلع بعدها «الحرب الكروية» وتتحول إلى اشتباكات بين عدد كبير من اللاعبين، وتدخلت قوات مكافحة الشغب لفض الشجار بين المشجعين في أرضية الملعب، بينما تراجع اللاعبون للنفق المؤدي لغرف تغيير الملابس. وبعد تأخير لنحو نصف ساعة قرر الحكم الإنجليزي مارتن أتكينسون إنهاء المباراة حسبما أورد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بموقعه على الإنترنت، وكانت النتيجة لدى توقف المباراة التعادل بدون أهداف. وقال هاري بين مراقب المباراة من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم: «إنه موقف مؤسف سنذكره في التقرير. . الحكم وأنا والمسؤول الأمني، الظروف لم تمكننا من إكمال المباراة». وأضاف: «رأيتم جميعا ما حدث ولا يمكنني التعليق أو إلقاء اللوم على أحد، سأقدم تقريراً مع زملائي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي سيحدد ما سيحدث بعد ذلك». وصاحبت المباراة إجراءات أمنية مشددة ولم يسمح لجمهور ألبانيا بالحضور على خلفية توتر منذ فترة طويلة بين البلدين بسبب كوسوفو. وتدخلت قوات مكافحة الشغب مع نزول نحو عشرة مشجعين لأرض الملعب وهجومهم على لاعبي ألبانيا وهو ما أجبر أفراد الفريق الزائر على التراجع نحو النفق المؤدي لغرف تغيير الملابس مع إلقاء ألعاب نارية من المدرجات. وقال برانيسلاف إيفانوفيتش مدافع تشيلسي الإنجليزي وقائد صربيا: «ما حدث شيء لا يمكن تفسيره في هذه اللحظة»، وأضاف: «بالنيابة عن فريقي. . كل ما يمكنني قوله هو أني أردت مواصلة اللعب وعملنا على حماية لاعبي ألبانيا في كل خطوة في الطريق إلى النفق بعد اندلاع الشغب». وتابع: «قال الفريق الألباني إنه لم يكن جاهزاً من الناحية البدنية والذهنية لمواصلة اللعب بعد الحديث مع المسؤولين لتحديد مصير المباراة، يجب أن نشعر بالأسف مع تراجع كرة القدم خطوة إلى الوراء لكن من الصعب استنتاج أي شيء أو التعليق بأي شيء الآن». وقال لوريك كانا قائد ألبانيا: «شاهدت اعتداءات على لاعبي فريقي داخل النفق المؤدي لغرف تغيير الملابس وربما حتى من مشرفي الاستاد». وأضاف للتلفزيون الألباني: «لم نكن في الحالة الذهنية أو البدنية المناسبة لمواصلة اللعب». وذكر التلفزيون الصربي أن الشرطة ألقت القبض على أولسي راما شقيق رئيس الوزراء الألباني إيدي راما في المكان المخصص لكبار الشخصيات للتحقيق بشأن واقعة العلم. وقال سمير طاهري وزير داخلية ألبانيا إن أولسي راما غادر الاستاد إلى المطار على حد علمه وفقا لمعلومات حصل عليها من وزارة الداخلية الصربية ومسؤولين من ألبانيا في بلجراد. ورداً على سؤال ما إذا كانت الشرطة ألقت القبض على أولسي بسبب الاشتباه في تدبير الحادث قال طاهري: «لم يحدث هذا على قدر علمي، هذا مجرد تكهن». ونقل موقع بيليتش الصربي على الإنترنت عن إيفيتسا داتشيتش وزير خارجية صربيا قوله هذا استفزاز سياسي». وأضاف: «السؤال الرئيسي بالنسبة لي كيف سيتعامل الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأوروبي لكرة القدم مع الأمر لأنه إذا رفع شخص ما من صربيا علم صربيا الكبرى في تيرانا أو بريستينا (عاصمة كوسوفو) فإن الحدث سيصبح على جدول أعمال مجلس الأمن». واقتحمت الخلافات السياسة ميادين كرة القدم الأوروبية هذه الأحداث، وتحولت المباراة إلى معركة إعلامية في صحافة البلدين وسط اتهامات متبادلة، تعكس تاريخاً طويلاً من الخلافات السياسية والعرقية بينهما، فقد كشفت صحيفة «كوريير» الصربية عن هوية المجموعة التي استخدمت طائرة صغيرة بدون طيار يتم تحريكها بجهاز التحكم عن بعد، لحمل علم «ألبانيا العظمى»، لإثارة مشاعر الصرب في معقلهم بالعاصمة بلجراد بملعب بارتيزان. وأشار تقرير الصحيفة إلى أن هذه المجموعة من الألبان الذين يعيشون في مقدونيا، يرحلون خلف المنتخب الألباني في كل مكان، وشعارهم «أفعال لا أقوال»، وقاموا عقب المباراة بنشر تفاصيل الواقعة من خلال موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك». وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك قد يدعم موقف الصرب في قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الخاص بالمباراة، في إشارة إلى ذلك سوف يقلل من الخسائر المتوقعة في القرار على اعتبار أن المباراة أقيمت على أرض الصرب، ومن ثم قد يكون القرار لمصلحة المنتخب الزائر ألبانيا. وفي إطار الحرب الإعلامية والصحفية بين البلدين عقب المباراة، أشارت «كوريير» الصربية إلى أن ستيفان ميتروفيتش أصبح بطلاً قومياً في بلاده، بعد أن انتزع العلم الألباني من الطائرة الصغيرة التي كانت تحلق في الملعب، وتابعت الصحيفة : «تمكن ميتروفيتش من انتزاع العلم بسرعة، ليتحول في لمح البصر إلى بطل قومي من وجهة نظر الآلاف من الجماهير الذين تواجدوا في الملعب على الأقل، فقد تلقى تصفيقاً حاراً من الحضور، خاصة أن العلم الألباني كان يحمل صورة أول رئيس وزراء ألباني، وشخصية سياسية قومية أخرى في ألبانيا ممن شاركوا في الحروب في القرن الماضي». وحاول لاعبو ألبانيا انتزاع العلم من ميتروفيتش لتبدأ فصول المعركة بين اللاعبين، مما أدى إلى إيقاف المباراة، وخروج الجميع من أرض الملعب قبل انفجار الموقف». ونقلت الصحف الألبانية تصريحاً على لسان رئيس الوزراء راما الذي قال« كم أنا فخور بلاعبي منتخبنا، فقد كانوا أبطالاً خلقاً ولعباً، ولكنني أشعر بالأسف للجيران الذين جعلوا المشهد يبدو قبيحاً أمام العالم». وعنونت صحيفة «24 أوري» الألبانية: «العار يلاحق الصرب»، وهاجمت الجمهور الصربي بضراوة مشيرة إلى أنهم ذهبوا إلى المباراة بعقلية «الحرب» وليس مشاهدة مباراة في كرة القدم، كما نوهت الصحيفة إلى أن المنتخب الألباني لا علاقة له بكل ما حدث، حيث لم يكن هناك ألباني واحد في ملعب المباراة، وفقاً لتعليمات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي منع الجمهور الألباني من الحضور، منعاً لحدوث أي مشكلات في ظل حساسية العلاقة بين البلدين، ومن ثم لا يتحمل الألبان مسؤولية ظهور الطائرة الصغيرة التي تحمل العلم الذي تسبب في الأزمة على حد قول الصحيفة. وتابعت الصحيفة: «العار على الصرب، أنتم تتحملون مسؤولية كل ما حدث في الملعب، الآن نحن لا نفكر ولا نهتم بنتيجة المباراة، وما إذا كانت سوف تصب في مصلحة منتخب ألبانيا أم لا، ولكن يظل السؤال كيف يحدث ذلك في وسط أوروبا؟، ما حدث ليس له علاقة بصورة الدول الأوروبية، ولكن يبدو أن هذه الأحداث وقعت في صربيا وليس في أوروبا، ليس هناك تفسير آخر للوقائع المخجلة التي حدثت في ملعب بارتيزان». وبعيداً عن ردة الفعل في ألبانيا وصربيا فقد اهتمت الصحف العالمية بالحادثة التي أثارت ضجة كبيرة، حيث أشارت صحيفة «دايلي ميل» إلى أن ألكسندر كولاروف نجم مان سيتي، وبرانيسلاف إيفانوفيتش مدافع مان سيتي، وهما من عناصر المنتخب الصربي حاولا بشتى السبيل حماية عناصر المنتخب الألباني من الغضب الجماهيري، في مشهد يؤكد تمتع بعض عناصر المنتخب الصربي بالروح الرياضية العالمية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©