الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صالح يُحذر من «حرب أهلية» والمعارضة تدعو للاصطفاف

صالح يُحذر من «حرب أهلية» والمعارضة تدعو للاصطفاف
1 أكتوبر 2011 00:57
حذر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، من اندلاع حرب أهلية في بلاده، في حال استمرت الاحتجاجات الشعبية المناهضة له، فيما دعا ائتلاف المعارضة المجتمع الدولي “للوقوف بحزم” أمام ما وصفه بـ”مغامرة” النظام الحاكم “في جر البلاد لأتون حرب مسلحة شاملة ومفتوحة”. ميدانيا، احتشد مئات آلاف اليمنيين، أمس الجمعة، بالعاصمة ومدن يمنية، للأسبوع الرابع والثلاثين على التوالي، للمطالبة بإسقاط النظام، الذي يحكم اليمن منذ أكثر من 33 عاما، فيما تجمع عشرات الآلاف من أنصار الحزب الحاكم، بالقرب من القصر الرئاسي بصنعاء، للتأكيد على وقوفهم إلى جانب بقاء صالح في منصبه حتى نهاية ولايته الرئاسية الثانية والأخيرة، في سبتمبر 2013. وقال الرئيس علي عبد الله صالح في مقابلة مع صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، نشرت أمس الجمعة، إنه لن يتنحى مع وجود خصومه في مناصب هامة. وأضاف: “إذا نقلنا السلطة وكانوا هناك (في السلطة) فهذا يعني أننا استسلمنا لانقلاب”، في إشارة إلى القائد العسكري المنشق اللواء علي محسن الأحمر، الذي يتولى قيادة المنطقة العسكرية الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع، والذي كان يعد أبرز أركان نظام صالح على مدار 32 عاما. وأكد أنه يرفض التخلي عن السلطة إن احتفظ اللواء الأحمر وقبيلة “حاشد” بزعامة الشيخ صادق الأحمر، بنفوذهم. وقال صالح إن الخطة التي قدمتها دول مجلس التعاون الخليجي، أواخر أبريل الماضي، لإنهاء الأزمة المتفاقمة في اليمن، تنص على إزالة “كل العناصر” التي تثير توترا في اليمن، قبل الشروع في نقل السلطة بشكل سلمي وسلس. وحذر الرئيس اليمني، الذي عاد أواخر سبتمبر الماضي، من السعودية بعد غياب دام أكثر من ثلاثة شهور للعلاج من إصابته في محاولة اغتيال استهدفته داخل مجمعه الرئاسي بصنعاء مطلع يونيو الماضي، من نشوب حرب أهلية في حال لم تتم إزالة عناصر التوتر السياسي والأمني في اليمن. من جهته، اتهم ائتلاف المعارضة الرئيسي في اليمن، صالح بالسعي لجر البلاد “لأتون حرب مسلحة شاملة ومفتوحة”. وقال المجلس الوطني المعارض، المُشكل في أغسطس الماضي، من أحزاب “اللقاء المشترك” وتكتلات سياسية وشبابية حليفة له، في بيان، إن قوات الرئيس صالح “القمعية” تشن بـ”الأسلحة الثقيلة” هجمات على الزعيم القبلي النافذ صادق الأحمر، في معقله الرئيسي بمنطقة الحصبة، شمال غرب العاصمة، بالرغم من التزام الأخير بالهدنة، المعمول بها منذ مطلع يونيو الماضي. ودعا البيان المجتمع الدولي “للوقوف بحزم أمام مغامرة بقية النظام في جر البلاد لأتون حرب مسلحة شاملة ومفتوحة”، محذرا من أن هذه الحرب “ستفضي دون شك إلى دمار تصيب أثاره المباشرة وغير المباشرة الأمن والسلم الإقليمي والدولي”. وأشار البيان إلى أن المعارضة اليمنية “استنفدت كل الوسائل” من النظام الحاكم “المخادع المراوغ”، وأنها قبلت بالمبادرة الخليجية “التي لم تكن تلبي سوى الحد الأدنى من مطالب الثورة الشبابية الشعبية السلمية حقناً للدماء والتزاماً أمام المجتمع الدولي”. واتهمت المعارضة اليمنية صالح بنقض اتفاقياته مع دول مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي، معتبرة أن التفويض الذي منحه إلى نائبه الفريق عبدربه منصور هادي، للتوقيع على المبادرة الخليجية، “محاولة” تهدف إلى استهلاك الوقت “دون اكتراث بالمخاطر المحدقة بالوطن بسبب هذه الأوضاع المأساوية” التي يعاني منها اليمنيون. ودعا المجلس المعارض الشعب اليمني “إلى مزيد من التلاحم والاصطفاف”، و”التصعيد بكل الوسائل الثورية السلمية حتى إسقاط” النظام الحاكم “كلياً”. في غضون ذلك، احتشد مئات آلاف اليمنيين، أمس الجمعة، في العاصمة صنعاء ومدن يمنية أخرى، للمطالبة بإسقاط النظام الحاكم، وذلك للأسبوع الرابع والثلاثين على التوالي، الذي حمل اسم “جمعة النصر لشامنا ويمننا”، في إشارة رمزية لوحدة المطالب المحتجين اليمنيين والسوريين. وتجمع نحو مائة ألف متظاهر في شارع الستين الشمالي، شمال غرب صنعاء، في ظل إجراءات أمنية مشددة فرضتها القوات العسكرية المنشقة بقيادة اللواء الأحمر. وهتف المتظاهرون، الذين رفعوا أعلام اليمن وسورية، “يا الله يا ذا المن.. انصر سوريا واليمن”، “أحرار اليمن والشام.. سوف يمحون الظلام”، “حرية حرية .. لليمن وسورية”. كما هتف المتظاهرون، الذين شيعوا عددا من قتلى الاحتجاجات وأعمال العنف بصنعاء، “الشعب يريد محاكمة السفاح”، و”الشعب يريد بناء يمن جديد”. كما شهدت مدينتا تعز وإب، وسط اليمن، تظاهرات ضخمة، للتنديد بـ”جرائم” النظام الحاكم، وللمطالبة بإسقاطه سريعا. وجابت تظاهرة حاشدة لأنصار جماعة الحوثي المتمردة، شوارع مدينة صعدة (شمال) للتنديد بـ”التدخل الخارجي الداعم والمساند للنظام الظالم”، حسب بيان صادر عن الجماعة، تلقت (الاتحاد) نسخة منه. كما جاب آلاف المحتجين شوارع مدينة ذمار (وسط)، وهم يهتفون “من ذمار حيوا درعا.. ودمشق تحيي صنعاء”، قبل أن يتعرضوا لإطلاق نار من قبل مسلحين، يعتقد أنهم موالون للرئيس صالح، ما أدى إلى إصابة عشرة متظاهرين، حالة ثلاثة منهم حرجة. وبعد ساعات من هذا الهجوم، اقتحم مسلحون موالون للنظام الحاكم، مقر شركة “سبأفون” للهاتف النقال، بمدينة ذمار، والمملوكة لرجل الأعمال المعارض حميد الأحمر. وذكرت مصادر صحفية محايدة أن المسلحين نهبوا وأحرقوا محتويات المبنى. بالمقابل، احتشد أنصار الرئيس صالح، أمس الجمعة، فيما سمي بـ”جمعة الحوار والاحتكام إلى صناديق الاقتراع”، بميدان السبعين، القريب من القصر الرئاسي، جنوب العاصمة، وسط إجراءات أمنية مشددة جدا فرضتها قوات الحرس الرئاسي. وهتف المتظاهرون، الذين رفعوا صور الرئيس صالح والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، “الشعب يريد علي عبدالله صالح”. واتهم أمين عام حزب المؤتمر الشعبي الحاكم أحمد عبيد بن دغر، في كلمة ألقاها بعد صلاة الجمعة، المعارضة باللجوء إلى العنف من أجل الوصول السلطة، محذرا من نفاد صبر الرئيس صالح وحزبه الحاكم، إزاء تفاقم الأوضاع في البلاد. فيما قال صلاح الصائدي، وهو قيادي في حزب صغير موالٍ للسلطة، إن المعارضة أسقطت “غصن الزيتون” وقتلت “حمامة السلام”، وهما الشيئان اللذان قال صالح، لدى عودته من السعودية، إنه يحملهما لخصومه السياسيين والعسكريين.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©