مقتل أنور العولقي في غارة أميركية شرقي اليمن

أعلن اليمن أمس مقتل الناشط المتشدد الأميركي من أصل يمني، أنور العولقي، الذي يُعتقد أنه الأب الروحي لـ”تنظيم القاعدة في جزيرة العرب”، في غارة جوية استهدفته وعددا من رفاقه في محافظة الجوف شرقي البلاد. وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية، في رسالة نصية عبر خدمة الهاتف المحمول، “مصرع الإرهابي أنور العولقي”، دون أن تضيف مزيدا من التفاصيل. وقال مصدر أمني يمني، في وقت لاحق أمس الجمعة، إن العولقي “الذي يعد المطلوب رقم واحد عالميا بعد الصريع أسامه بن لادن الزعيم السابق لتنظيم القاعدة، لقي مصرعه اليوم (أمس) مع عدد من رفاقه من عناصر التنظيم في غارة جوية ناجحة بمحافظة الجوف” شرقي اليمن. وأضاف المصدر الأمني، لوكالة الأنباء اليمنية الحكومية “سبأ”، إن أميركيا من أصل باكستاني، يدعى سمير خان، “قُتل في الغارة الجوية”، إضافة إلى شخصين، موضحا أن خان “متخصص في برامج الكمبيوتر التابعة لتنظيم القاعدة”. ولفت إلى أن “هذه العملية الناجحة تمت بعد عملية متابعة ومراقبة ورصد من قبل أجهزة الأمن اليمنية لتحركات الإرهابي أنور العولقي ومن معه”. وأكد أحد شيوخ قبائل الجوف اليمنية أن ستة أشخاص قتلوا مع العولقي صباح الجمعة في منطقة السيل شرق محافظة الجوف شمال اليمن، وقال الشيخ القبلي طالبا عدم كشف اسمه لوكالة فرانس برس “أكد لنا خميس صالح عرفج الذي كان يستضيف المجموعة، ولم يصب في الحادث، أن القتلى سبعة أشخاص، هم أنور ناصر العولقي وسالم صالح عرفج ومحمد محسن النعاج والباكستاني سمير حسن خان ويعرف بصاحب الكمبيوتر”. وأضاف “هناك شخصان آخران يعتقد أنهما سعوديان، والشخص السابع لم يتم الكشف عن هويته ولا التعرف عليه”، موضحا أن خميس سالم عرفج قال إن الشخص السابع من قبيلة عبيدة في مأرب. وأوضح الشيخ القبلي أن “العملية تمت في حدود الساعة العاشرة والنصف صباحا، حيث كان أعضاء المجموعة بصدد إخراج الأكل من السيارة لتناول الطعام على الأرض في الصحراء، في مكان يبعد 600 متر تقريباً عن البيت الذي كانوا ينزلون فيه”. وأضاف “حينئذ شنت طائرة غارة أولى عليهم وهم متفرقون على الأرض، فهربوا جميعا باتجاه السيارة واستقلوها للهرب من المنطقة”. وقال الشيخ القبلي “بعد سماع الانفجار.. شنت الطائرة غارة ثانية فأصابت السيارة إصابة مباشرة، وتسببت في احتراقها وتطاير أجساد القتلى إلى أشلاء”. وأكد الشيخ القبلي أن “الأهالي قاموا بجمع أشلاء القتلى السبعة، وتم دفنهم في مقبرة في منطقة الخسف بالقرب من المنزل الذي كانوا ينزلون فيه”. وقال مسؤول أميركي كبير في واشنطن، لوكالة رويترز، “أستطيع أن أؤكد مقتله”، دون أن يدلي بأي تفاصيل عن العملية التي استهدفت العولقي. فيما ذكر نائب وزير الإعلام اليمني، عبده الجندي، في تصريح لقناة بي بي سي” الناطقة باللغة العربية، أن “الدولة (اليمنية) مسؤولة عن هذه العملية”، مشيرا إلى وجود تعاون أميركي وسعودي لتنفيذها “لأن أنور العولقي شخصية كبيرة بحجم أسامة بن لادن”، الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة. لكن مصدرا قبليا يمنيا قال، لوكالة فرانس برس، إن العملية التي استهدفت العولقي نفذتها “طائرات أميركية”، مشيرا إلى أن “طائرات لم تعرف هويتها كانت تحلق فوق المنطقة منذ أيام”. وقال غوردن كوريرا، الصحفي المتخصص بالشؤون الأمنية بشبكة “بي بي سي” الإخبارية البريطانية، إن مقتل العولقي، إذا تأكد، سيكون له تأثير كبير، لأن الأخير له نفوذ على عدد كبير من المسلمين الشباب عبر استخدامه وسائل الإعلام لإقناعهم بالتشدد وحمل السلاح. والعولقي مطلوب للسلطات اليمنية والأميركية بتهم ارتباطه بتنظيم القاعدة، وسبق أن أدانته محكمة يمنية، في يناير الماضي، بتهمة الانتماء لتنظيم “القاعدة”، و”التحريض” على قتل فرنسي بالعاصمة صنعاء، وقضت بسجنه 10 سنوات. وكان العولقي (40 عاما) نجا من غارة للطيران اليمني أواخر ديسمبر 2009، استهدفت تجمعا لمقاتلي تنظيم القاعدة في جبال محافظة شبوة، جنوب شرقي اليمن. كما نجا أنور العولقي من غارة أميركية في اليمن في مايو الماضي، وذلك بعد أيام من مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن في عملية نفذتها قوات خاصة أميركية في باكستان. وتشتبه واشنطن في أن أنور العولقي كان على اتصال بالنيجيري عمر فاروق عبدالمطلب منفذ محاولة تفجير طائرة أمريكية في 25 ديسمبر 2009 كانت في رحلة بين أمستردام وديترويت. كما تتهم الولايات المتحدة العولقي، المولود من أبوين يمنيين في ولاية نيو مكسيكو الأميركية، بأنه كان يتراسل مع الضابط الأميركي نضال حسن الذي أطلق النار على قاعدة فورت هود في تكساس في نوفمبر 2009 موقعا 13 قتيلا. وشجع العولقي في خطب بالانجليزية والعربية على شن هجمات على الولايات المتحدة، وكان ينظر إليه على أنه قادر على تجنيد أفراد للقاعدة في الدول الغربية.