الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سوق شهادات الإيداع تترنح تحت «صدمة ليمان براذرز»

19 سبتمبر 2012
? فرانكفورت (د ب أ) - لم تختف من الذاكرة صور المودعين الغاضبين، الذين سالت الدموع من أعينهم ورفعوا اللافتات أمام أفرع البنوك، احتجاجاً على ما لحق بهم من خسائر، وذلك على الرغم من مرور أربع سنوات على الأزمة التي أصابت الكثير من المودعين في العالم، في أعقاب انهيار بنك ليمان براذرز. اهتزت ثقة الكثير من المودعين في البنوك، خاصة إذا تعلق الأمر بمثل هذه الشهادات، وذلك لأن إعادة هيكلة المنتجات المالية لأحد البنوك التابعة لمصرف ليمان براذرز، كلفت المودعين الألمان وحدهم ما يقدر بنحو مليار يورو، وهو ما يمثل جرحاً للكثير من المودعين والبنوك العارضة لهذه الشهادات على السواء. وعلى الرغم من ارتفاع مؤشر داكس بنحو 20% خلال الأعوام الأربعة الماضية، فإن حجم تجارة شهادات الإيداع انهار من 110 مليارات يورو خلال الربع الثالث من عام 2008 إلى 80 مليار يورو مطلع عام 2009. وعلى الرغم من أن هذا التطور تبعه انتعاش خجول، تمثل في انتعاش حجم سوق الشهادات الادخارية إلى 100 مليار يورو، إلا أن هذه السوق لا تزال مرابطة في هذا المستوى منذ ثلاث سنوات. ولم تعد هناك حركة لسوق شهادات الإيداع، لأن خبراء القطاع يرون أن الأزمة المالية هزت السوق بشكل مستديم، بحسب ما أوضح زاشا بيروفيتش رئيس صندوق الاستثمار وشهادات الإيداع بوكالة سكوب للتصنيف الائتماني. واتفق معه في الرأي، هايكو فياند من مصرف “إتش إس بي سي ترينكهاوس” وقال إن تسويق شهادات الاستثمار تراجع بقوة، عبر فروع البنوك، ولحق بسمعة شهادات الإيداع ضرر بالغ، جراء إلغاء شهادات مصرف ليمان براذرز، وذلك بعد أن عجز البنك، عن تسديد قيمة هذه الشهادات لأصحابها الذين اضطروا لسماع الحقيقة المرة، مؤداها أنهم خسروا مدخراتهم التي أودعوها في هذه الشهادات، بسبب إفلاس البنك. وأوضح فياند أن انخفاض سعر الفائدة على المدخرات، يمكن أن يساعد في العودة إلى هذه الشهادات كبديل، ولكن شيئاً لم يتغير في مشكلة أساسية متعلقة بشهادات الإيداع، تتمثل في أن هناك الكثير من المنتجات الادخارية في سوق الشهادات بشكل يفقد المودعين القدرة على الإحاطة بجميع هذه الأنواع. وتوصل آخر إحصاء أجراه اتحاد “دي دي في” الألماني لشهادات الإيداع خلال يوليو الماضي، إلى أن ألمانيا وحدها بها نحو 700 ألف من هذه الشهادات، في حين أن عدد هذه الشهادات لم يكن يتجاوز 150 ألف شهادة خلال الربع الأخير من عام 2007. وفي ضوء ذلك، كان تقدير محلل وكالة سكوب للتصنيف الائتماني، بشأن آفاق سوق شهادات الإيداع متحفظاً، حيث رأى أن من بين المظاهر السلبية في هذه السوق، ارتفاع المعروض من هذه الشهادات وتعقده، على الرغم من أنه رأى في الوقت ذاته أن هناك تقدماً فيما يتعلق بالشفافية والمعلومات في القطاع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©