ذكرت تقارير إعلامية أمس، أن الحكومة السودانية اتفقت مع المجلس الانتقالي الليبي على ضرورة إعادة تأسيس العلاقات الثنائية بين البلدين على أسس استراتيجية تخدم مصالح الشعبين، وعلى تفعيل أعمال اللجان الوزارية المشتركة، خلال زيارة النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه إلى طرابلس أمس الأول ولقائه مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي.
وحسب تقارير الصحف السودانية أمس، قال طه في تصريحات صحفية عقب لقائه عبد الجليل بفندق ركسوس في طرابلس إنه “بإمكان ليبيا والسودان القفز إلى مراحل متقدمة في مجالات التعاون المختلفة، نظراً للإمكانات البشرية والموارد الطبيعية اللتين يذخر بهما البلدان”. وأضاف أن السودان مستعد لتبادل تجربته السياسية لتكون في خدمة الثورة الليبية.
وقال طه إن السودان ينظر لتطورات الأحداث في ليبيا بمنظور إيجابي، خاصة أن الأمن في ليبيا يعد جزءاً من الأمن في السودان. وأكد أنه لا صحة مطلقاً لما أشيع عن انتقال أسلحة وصواريخ من الأراضي الليبية إلى السودان. واعتبرها “شائعات وتقارير مغرضة تخدم أجندة تريد الانحراف بالعلاقات السودانية الليبية عن مسارها، والدور الذي يمكن أن يقوم به السودان مستقبلاً في بناء علاقات إيجابية مع ليبيا، وعلى ترتيبات الأوضاع الداخلية فيها”.
وبشأن تأثير ما يحدث في ليبيا على الأوضاع الأمنية في السودان، قال طه إنه “لا بد من التعاون في تأمين الحدود المشتركة، لمواجهة الحركات المتمردة أو أي انفلات أمني، مشيراً إلى أن كتائب القذافي تحاول إشاعة هذه الاضطرابات في الحدود الليبية مع دول الجوار”.
ومن جهته، قال مسئول المكتب التنفيذي بالمجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل إنه تم الاتفاق علي تفعيل اللجان المشتركة بعد إعادة تأسيس استراتيجيتها. وأشار إلى أن العلاقة بين الدولتين كانت تحكمها سياسة يفرزها فكر فردي، يتبدل وفقاً لتحركات ذلك الفكر ونزواته.
وقال محمود جبريل إنه “آن الأوان لأن يكون للاقتصاد ومصلحة البلدين الأولوية، وأن تكون السياسة تابعة لمصلحة البلدين”. وأشار إلى أن زيارة علي عثمان طه تحظى بأهمية خاصة، لأن السودان من أوائل الدول التي ساندت الثورة، مشيراً إلى ارتباط الأمن القومي الليبي وتأثره بما يجري في السودان.
وقال محمود جبريل لقد “تحدثنا في ضرورة إعادة العلاقة الاستراتيجية وترسيخ الوحدة الوطنية، وعلى عقد ندوات مشتركة في ليبيا للتعرف إلى التجربة السودانية، وضرورة إعادة تفعيل اللجنة السودانية الليبية المشتركة من منظور استراتيجي جديد”.
وحول الأنباء التي أشارت إلى أن صواريخ متقدمة نقلت إلى السودان بمساعدة دول أخرى، قال جبريل “تناولنا مع طه ضرورة إجلاء هذا الأمر حتى لا يكون مرتعاً للصيد في المياه العكرة من قبل أطراف كثيرة”. وأشار إلى الاتفاق على إعادة أولويات العلاقة بشكل مختلف مثل الأمن الغذائي السوداني وتوجيه الاستثمارات الليبية بشكل أكثر أولوية لإشباع حاجات استراتيجية بدلاً من أن تكون المصالح المشتركة رهن قرارات سياسية أو تهدف للربح السريع.
عدد اليوم
