قتل أربعة أشخاص على الأقل، أمس في هجوم نفذته طائرة بدون طيار يشتبه في أنها أميركية، استهدف سيارة شمال غرب باكستان. فيما زاد الحلف الأطلسي من ضغوطه على هذا البلد من اجل القضاء على معاقل “الإرهاب” في المنطقة الحدودية مع أفغانستان.
وقال مسؤول أمني إن الهجوم وقع في وزيرستان الجنوبية أحد الأقاليم القبلية السبع المتاخمة للحدود الأفغانية، حيث ينشط مسلحو طالبان المرتبطين بالقاعدة.
وقال مسؤول في المخابرات إن السيارة أصابها صاروخين. وأضاف المسؤول، الذي تحدث شرط عدم الكشف عن هويته، “قتل أربعة أشخاص في الهجمات، بينهم أجنبيان”، ويستخدم لفظ أجانب للإشارة أيضا إلى المسلحين من الدول العربية ودول وسط آسيا. وطلبت السلطات الباكستانية من واشنطن وقف مثل هذه الهجمات التي تسفر عن سقوط ضحايا من بين صفوف المدنيين، لتثير غضب السكان المحليين. غير أن الولايات المتحدة تقول إن هذه الغارات ضرورية لضرب المسلحين المتورطين في هجمات عبر الحدود تستهدف القوات الدولية المنتشرة في أفغانستان المجاورة.
ويستحيل التأكد من حصيلة غارات الطائرات الأميركية بدون طيار التي تستهدف بانتظام المناطق القبلية لدى مصادر مستقلة في تلك المناطق التي يتعذر على الصحفيين الوصول إليها.
يشار إلى أن هذا كان أول هجوم بطائرة بدون طيار في أعقاب الاجتماع الذي عقده القادة السياسيون والعسكريون في باكستان أمس الأول لبحث العلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة. واتهمت واشنطن إسلام أباد في وقت سابق هذا الأسبوع بإقامة علاقات مكثفة وتقديم دعم للجماعات المسلحة. شهدت العلاقات بين البلدين تدهورا ملحوظا منذ الهجوم الذي نفذته قوات أمريكية خاصة لقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بعد تحديد موقعه في مدينة أبوت أباد قرب العاصمة الباكستانية في مايو الماضي.
في غضون ذلك، زاد الحلف الأطلسي من ضغوطه على باكستان أمس من اجل القضاء على معاقل “الإرهاب” في المنطقة الحدودية مع أفغانستان. ودعا الأمين العام للأطلسي اندرس فوج راسموسن إلى “التزام جدي” من قبل إسلام آباد لضمان الاستقرار في أفغانستان وذلك وسط ضغوط متزايدة من قبل الولايات المتحدة على باكستان لبذل جهود اكبر للقضاء على متطرفين مرتبطين بتنظيم القاعدة. وصرح راسموسن خلال منتدى للدفاع استضافه مركز السياسات الأوروبية “نحث القوات والحكومة في باكستان على بذل أقصى الجهود لمحاربة التطرف والإرهاب في المنطقة الحدودية”. وأضاف “إنها مشكلة أمنية بالنسبة إلى جنودنا أن يتمتع الإرهابيون بملاذات آمنة في باكستان”.
وتابع “من مصلحتنا المشتركة التعاطي مع الأمر”. وقال “لهذا السبب وجهنا رسالة واضحة إلى السلطات الباكستانية”. وكانت الحكومة الباكستانية أكدت وحدتها أمس الأول مع أبرز قادة المعارضة في مقاومة الضغوط الأميركية لفعل المزيد في إطار الحرب على الإرهاب.
عدد اليوم
