الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مختصون: الاهتمام بالمسنين ليس احتفالية طارئة بل واجباً دينياً وأخلاقياً

مختصون: الاهتمام بالمسنين ليس احتفالية طارئة بل واجباً دينياً وأخلاقياً
2 أكتوبر 2011 01:14
بدأت الاحتفالات بيوم المسن العالمي والذي يأتي كل عام ليجدد العرفان ويرد الجميل للآباء والأجداد، ولكل يد سعت وعملت لبناء الأوطان، ثم شاخت وأصبحت بحاجة لمن يمد يده إليها ليعينها على تحمل بقية الطريق، وبدأت الجهات الحكومية والخاصة في وضع فعاليات يوم المسن العالمي في أجندة العمل، اعتباراً من الأول من أكتوبر ولمدة أسبوع، حيث تقام فعاليات ترفيهية وتثقيفية مختلفة في أنحاء الإمارات كافة. في حال كان هناك إنسان يشعر بالوفاء تجاه مسن أو يشعر بالواجب، فإنه سيعمل على زيارة دار رعاية المسنين أو العجزة، وهناك سيجد قلة قليلة من البشر تعمل على زيارة المسنين بانتظام من باب رد الجميل. إلى ذلك، تقول مريم القطري، مدير عام دار رعاية المسنين بحكومة الشارقة، إن هناك من يزور أحد أصدقاء الوالدين من باب البر بذلك الرجل أو المرأة، لأنه كان ذات يوم ذلك الجار الحبيب والصديق، الذي كثيراً ما أدى واجبات الجيرة والصداقة لأسرة الزائر، وربما كانت تلك الكفان الذابلتان إلا من عروق نافرة قد قامت بطهي وجبة شهية لأسرته أو ربتت بحنان عليه وهو صغير، بينما تنظر في وجوه المسنين الذين لا يعون ما يدور حولهم ولا يرون من يزور وربما لا يسمعون جيداً، ولكنهم يشعرون بتلك اللمسات الحانية التي تمنحها أكف الزائرين لهم. أهمية التواصل فعاليات اليوم العالمي للمسنين تتواصل محلياً وعالمياً، وعلى الرغم من أن الإمارات تشارك في هذا اليوم بفعاليات مختلفة من أجل التأكيد على أهمية العناية والتواصل مع المسنين، إلا أن الغالبية العظمى لا يؤمنون بتخصيص يوم للاحتفال بوجود المسن، أو يوم للفت انتباه المجتمع باعتبار أن ذلك واجباً وحتمية، لأن المجتمع الإماراتي خاصة، والعربي عامة، تحكمه ضوابط إسلامية تحث على عدم الفصل بين الأجداد والأبناء لأي سبب كان، بل إن الإعلام وكل الجهات المعنية بالشؤون الأسرية تعمل على خلق شعور بعدم الارتياح تجاه من يفكر بالتخلي عن مساعدة المسن من أجل أن يتفرغ لذاته. في هذا السياق، تقول القطري «لا يزال الخير موجوداً في الإنسان العربي والخليجي والإماراتي بشكل خاص فيما يتعلق بمسألة المسن وعلاقته بأسرته وحاجته إليهم بشكل أكبر عندما يشيخ، ولذلك فإن الغالبية العظمى لا تتخلى عن المسن إلا في حالات نادرة، كأن يكون في حاجة لإبقائه في دار لرعاية المسنين كي لا يتعرض صحياً لنكسه، لعدم توافر الأدوات والأجهزة والعلاج لدى الأسرة، ولذلك في غالب الأمر يحظى المسن بالتفاف أسرته حوله». وتؤكد أن الأسرة لا تزال بخير من حيث الحرص على العادات الأسرية المتعلقة بالبر والإحسان بالوالدين، ويتم نقل تلك العادات وتأهيل الأحفاد بها لدرجة أن كثيراً من الأسر لا تكتمل أفراحها إلا بوجود من كانوا أحد أسباب استمرارهم في الحياة وفي نجاحهم وتحقيق أمانيهم، وفي الوقت ذاته نجد الكثير من الاستهجان والاحتجاج على تلك الأسر التي تعيش في بيوت تخلت عن الجد أو الوالد بعد أن أصبح بحاجة لمساعدتهم، والكثيرون يرددون أن حياتهم كلها للأجداد الذين لا يزالون معهم، وليس فقط العناية بهم وإضفاء السرور على حياتهم ليوم واحد أو أسبوع في العام. وتعد فاطمة المغني أحد أشهر السيدات في المجال التطوعي، خاصة فيما يتعلق بإجراء الزيارات للبيوت ودعوة أهالي خورفكان لمنزلها لتحثهن وبقية أفراد الأسرة على بر الوالدين، وهي ترى أن الكثير من أولئك العجزة والمسنين المقيمين في دور الرعاية، لا يجدون من يزورهم إلا نادراً، خاصة الذين يعانون أمراض الشيخوخة المتقدمة، وفي حالة الزيارة يكون الزائر هو الشخص المستفيد من الزيارة لأن عمله سيكون خالصاً طلباً للثواب والأجر. وتقول المغني، مدير مركز التنمية الاجتماعية في خورفكان، إن الأسرة الإماراتية الشابة مطالبة برد الجميل، ومثلما تحمل الوالدين عبء حاجة الطفل وهو صغير وسهرا عليه وهو يصرخ، وقامت الأم بتنظيفه وإطعامه وهو ضعيف عاجز، على الأبناء اليوم أن يقدموا تلك الخدمات للأبوين وهما في عمر العجر. مجتمع متراحم تؤكد المغني أن الأسرة الإماراتية تعيش في مجتمع متراحم، والشاذ هو ذلك الذي لا يرحم ومن لا يرحم لا يُرحم، والآباء والأجداد العجزة اليوم بحاجة للرعاية وليسوا بحاجة لاحتفالية مؤقتة يحظون فيها بالتقارب مع الأبناء ومع الأحفاد، بل هم بحاجة إلى حياة متكاملة ومستمرة، وأجمل البيوت وأسعد الأسرة تلك التي يوجد بها مسن مثل الجد أو الجدة، وهما في راحة نفسية وجسدية بسبب بر الأبناء. وتضيف «على الزوجات أن يتقين الله في أقارب الزوج، وأن تتذكر أنه كما تدين تدان وكما كنتم يولى عليكم، وكذلك على كل زوج أن يشجع زوجته على التواصل مع والديها والإحسان لهما، فقد كانا سبباً من أسباب وجود تلك الزوجة في حياته، خاصة أن مسؤولية الدولة أو الرعاية الأسرية الرسمية هي تقديم الخدمات العلاجية التي لا تتوافر لدى الأسرة، ولكن الحب والحنان والرفق المفترض أن ينبع من الأبناء، ومن باب حسن الخلق البر بالأهل والأقارب وزيارتهم والجلوس معهم، وتخصيص الوقت للتناوب على الرعاية». وتشدد فوزية طارش، مدير إدارة التنمية الأسرية في وزارة الشؤون الاجتماعية، على أهمية تطبيق التعاليم الإسلامية، التي تحث على رعاية الوالدين أحدهما أو كلاهما في عمر العجز والشيخوخة، مشيرة إلى أن كل رجل اليوم كان طفلاً عاجزاً في الأمس، وقد حرص الأم والأب على تقديم كل الرعاية له حتى يبلغ مراده ومناه، ولذلك من المشين أن يتخلى عنهما في الكبر لأنهما ربما يشكلان عبئاً عليه. وتقول إن المجتمع لا يوجد به مركز لرعاية المسنين أو العجزة إلا لمن ليس لديهم أسرة وأبناء، لأن الأسرة لا تزال تحافظ على الجد أو الجدة ضمن أفراد البيت الواحد، وفي حال المرض أو الحاجة للعلاج فإنه ينقل إلى المستشفى ليتلقى العلاج ثم يعاد للمنزل، والمعروف محلياً ودينياً وإسلامياً أن الله يبارك في الأبناء البررة، وفي أعمارهم ووظائفهم وفي رزقهم بسبب إحسانهم للوالدين، وعلى كل أسرة أن تتذكر أن لديها أبناء يراقبون الأحداث، وذات يوم سيكبر الأب أو الأم الشابان وسيتلقيان المعاملة ذاتها، فالجزاء من جنس العمل». أهداف الدار توضح طارش أن من أهم أهداف إدارة التنمية الأسرية بوزارة الشؤون الاجتماعية، تنمية قدرات فئة كبار السن القادرين على العطاء، وتقديم الخدمات المتميزة لهم ودمجهم في المجتمع، وكذلك إبراز دورهم كأفراد لهم قيمتهم المعنوية، لافتة إلى أن أهم الفعاليات التي تقوم الإدارة بتفعيلها هي الاحتفالات بيوم المسن العالمي، كونه يعد تعبيراً معنوياً عن كل ما يكنه كل فرد في المجتمع من حب وحنان تجاه الآباء والأجداد. وهناك الكثير من المبادرات التي تم العمل بها وأعطت نتائج طيبة، من أجل المحافظة على الصحة النفسية للمسنين ولتطوير العلاقة بين كبار السن وذويهم، وبينهم وأصدقائهم الذين كانوا يلتقون بهم كل يوم قبل أن يصبحوا في حالة تستدعي إبقاءهم في مركز رعاية المسنين. وتعتبر الفعاليات التي تقام سواء في هذه المناسبة أو خلال العام مناسبة للاجتماع معهم في جو مختلف، وتقديم فقرات ترفيهية وثقافية وتراثية، وتقوم إدارة التنمية الأسرية بالإشراف على هذه الاحتفالات سواء في الإدارة أو في مركز رعاية المسنين بعجمان، وهو من المراكز التابعة للإدارة، وأيضاً الإشراف على احتفالات مراكز التنمية الاجتماعية البالغ عددها 10 مراكز في الدولة، وذلك من أجل تفعيل دور كل فرد من أفراد المجتمع لخدمة كبار السن. وتشير طارش إلى أن مسألة إدماج المسن في نشاطات الأسرة واجب، وقد كان ولا يزال يطبق إلى اليوم لدى الكثير من الأسر داخل المجتمع الإماراتي مثل الاجتماع اليومي للأسرة في المنزل الواحد، وعند زيارة الأسرة إلى أسرة صديقة، لأن المسن ربما لا يستطيع أن يمارس النشاطات البدنية، ولكن المشاركة بالوجود مع أسرته تسعده روحياً وفكرياً مما يمنحه الشعور بالأمان والسعادة، ويشعر أنه عنصر مهم في حياة أبنائه، كما أن احتكاك الأحفاد مع المسنين يأتي بنتائج جيدة في مسألة السعادة والأمان والإحساس بأهميته كجزء من الأسرة.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©