السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لست مجنونة!

لست مجنونة!
2 أكتوبر 2011 01:22
المشكلة: أشعر أنّني أعاني من مرض نفسي، كثيراً ما أشعر بالضيق الذي أشعر به سواء داخل الأسرة أو مع الأقارب أو حتى في المدرسة. فأسرتي لا أنكر أنها تعاملني معاملة جيدة وتحاول أن توفّر لي جميع ما أحتاجه والجو الهادئ أثناء الدراسة، لكنني لا أحب الاهتمام الزائد. هذه نقطة، لكن إن لم أشعر بأنهم يهتمون بي استشيط غضباً، ولا أدري لماذا يحصل هذا معي. كما أنني أشعر بفراغ عاطفي، فقد أتكلم مع شباب عبر الإنترنت لأغطي هذا الفراغ، لكنه حقاً لا يفيد، وأنا أدرك هذا الأمر، ولا أحب إظهار مشاعري، وأتظاهر بالكره، وأفعل أشياء ليست نابعة مني، كي يقولوا عني مجنونة! وفي الوقت نفسه أغضب بسرعة، وأحياناً يقال عني أنني معقدة ! لا أجد الصديقة الحميمة، وأحياناً أشعر بالتكبر لمستواي الزائد في دراستي، لكنني سرعان ما أعود لوضعي الطبيعي، وأحياناً أشعر أنني أكره ذاتي، وأتمنى في أوقات أخرى أن أغير أسرتي وأهلي. وأحب أن أجد اهتماماً من الناس من غير أهلي. وأشعر بالوحدة والإحباط واليأس في أحيانٍ أخرى. وأتذكر ذكريات من طفولتي، طفولتي لم أعشها كأي طفلة، فأبكي وأحقد على ممن هم مروا بطفولة سعيدة، وربما يستمر هذا الوضع ليوم أو بعض ساعات اليوم، وبعدها أعود لوضعي الطبيعي. فلا أحد يفهمني، ولا أحد يقدرني. في الآونة الأخيرة أصبحت أبحث عن طريق الإنترنت عن طبيب نفسي، فبم تنصحني وتوجهني ؟ جزاكم الله خيراً. حليمة س النصيحة: هوني على نفسك ابنتي.. نقدر ثقتك، وثقي أيضاً أنك ستكونين بخير، فإذا راجعنا كلامك في أنك تشعرين بالضيق في معظم الأماكن، ويضايقك اهتمام أهلك الزائد بك، وفي الوقت نفسه إذا لم يهتموا بك. تشعرين بحاجة لمن يهتم بك، وتبحثين في الإنترنت لتغطية هذا الفراغ، وتتصرفين مع الآخرين بأنك غير مهتمة وقاسية فينتهي الأمر لوصفك بصفات سلبية من الآخرين، فتغضبين مع أنك تدفعينهم لهذا كما تقولين. تشعرين بعدم تقبلك لذاتك وتتمنين لو كان أهلك غير هؤلاء. وتحبين أن تجدي الاهتمام من الآخرين غير أهلك. باختصار تشعرين بالتناقضات في داخلك بين أشياء تريدينها، وفي الوقت نفسه لا تريدينها، تبحثين عن شيء ما كالاهتمام مثلاً وعندما تحصلين عليه ترفضينه. أنت الآن تمرين بمرحلة صعبة إلى حد ما من مراحل نموك ونمو شخصيتك. أنت في هذه المرحلة كمن يبحث عن ذاته ولم يجدها بعد، ولا يعرف أين مكانه، يريد أشياء كثيرة، وفي الوقت نفسه قد يمر بلحظات لا يعرف ماذا يريد بالضبط. ونتيجة لهذه التناقضات تشعرين أنك «معقدة» أو على الأقل تدفعين الآخرين بسلوكك أحياناً ليصفوك بهذا الأمر. الإنسان في هذه المرحلة من العمر يشعر أنه قد نضج وكبير، ولكنه في الوقت نفسه يشعر أنه بحاجة لأهله ولمن حوله. وهذا يسبب له نوعاً من التشتت. إنه يريد أن يثبت نفسه ويبرهن نفسه لأهله وللآخرين، ولا يريد أن يظهر لهم أنه بحاجة لهم، وفي الوقت نفسه ما زال بحاجة لحبهم واهتمامهم. لهذا يحصل معك أنه عندما يقترب منك أهلك كثيراً تتضايقين لأن هذا يشعرك وكأنك ما زلت صغيرة وإن ابتعدوا عنك تكرهين ذلك أيضاً لأنك ما زلت بحاجة لهم. وكلا الأمرين يزعج ويسبب الحيرة والارتباك أحيانا. ومن ناحية أخرى الإنسان في هذه المرحلة يحتاج إلى أشخاص من سنه خارج الأسرة. إلا أنك تشعرين أنك لا تعرفين كيف تتعاملين مع صديقاتك، وتفسرين هذا بسبب تفوقك. وما يصيبك مع أهلك يصيبك مع صديقاتك، تريدين الاهتمام، وفي الوقت نفسه تبتعدين عنهم أو هم يبتعدون عنك بسبب سلوكك. العلاقات بين الأصدقاء في هذه المرحلة مهمة، ولكنها ينبغي أن تقوم على المشاركة، والتقبل والمساواة والتعامل مع الآخرين بطريقة جيدة تلبي حاجات الطرفين وليس طرفا واحدا. وتعبيرك لصديقاتك عن حاجتك لهن ولكنك أحياناً لا تعرفين كيف تتعاملين معهن ليس ضعفاً. راقبي الصديقات الناجحات في علاقاتهن، واكتشفي التصرفات التي تقود إلى تحقيق نجاح العلاقة وتعلمي منهن، حاولي أن تلاحظي ماذا يفعلون وكيف يحلون خلافاتهم ومشكلاتهم وكيف يتحدثون ويتعاونون وقلديهم. فالتعلم من العلاقات الناجحة مفيد جداً في هذه المرحلة. ابحثي عن ميولك واهتماماتك فهي تتفتح في هذه المرحلة واشغلي وقتك فيها. وربما يكون واحداً من أسباب غضبك وتوترك أحياناً ومشاعرك التي تصفينها هو أنك لا تستغلين وقتك بالشكل المناسب، مما يفتح الباب على الأفكار السلبية والسيئة، التي تشعرين بها على أنها توتر وغضب وضيق وكره...الخ. فحاولي أن تبدئي بالبحث عما يسعدك من أمور وهوايات، كالمطالعة، قراءة القصص، قصص المغامرات في هذه السن مفيدة، ممارسة الرياضة، وحسب ما يتوافر لك من إمكانات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©