العلاج الهورموني للنساء يُقلل مخاطر إصابتهن بأمراض القلب

أظهرت دراسة حديثة أن النساء السليمات بدنياً واللاتي يبلغن سن انقطاع الطمث بشكل طبيعي يكُن أقل عُرضةً للإصابة بأمراض القلب في حال لجوئهن للعلاج الهورموني خلال السنوات الأولى من انقطاع الطمث، وتُعد هذه الدراسة أحدث إسهام في الجدل الدائر منذ فترة طويلة حول ميزات العلاج الهورموني بعد سن انقطاع الطمث. وكانت دراسات سابقة قد أظهرت أن لجوء النساء للعلاج الهورموني بعد مرور عشر سنوات أو أكثر على بلوغهن سن انقطاع الطمث يجعلهن أكثر عُرضةً للإصابة بأمراض القلب، غير أن السؤال حول ما إذا كان العلاج الهورموني قد يمنع ظهور مرض القلب أو يُبطئه لدى النساء حديثات العهد بانقطاع الطمث ظل محط سجال وخلاف مستمرين. وتناولت الدراسة الجديدة التي نُشرت في العدد الأخير من مجلة «انقطاع الطمث» حالة 654 امرأةً تجاوزن سن انقطاع الطمث، وكُن يخضعن لقسطرة القلب الشريانية بهدف إيجاد دليل عن وجود مرض قلب، فتبين للباحثين أن استخدام الهورمونات مبكراً عند انقطاع الطمث له علاقة بوجود صفائح أقل في شرايين القلب لدى النساء اللاتي مررن بفترة انقطاع طمث طبيعية. وهو الأمر الذي لم يُلاحظ الباحثون وُجوده لدى النساء االلائي انقطع الطمث لديهن عقب إجرائهن عمليات جراحية لإزالة المبيضين، علماً أن سبب وُجود هذا الاختلاف ما زال مجهولاً إلى الآن. وقال الباحثون إنه من بين فوائد استخدام العلاج الهورموني التي وجدوها لدى النساء اللاتي وصلن سن انقطاع الطمث بشكل طبيعي هو تمتعهن بصحة أفضل من غيرهن، وحتى عند إخضاعهن لفحوص أخرى لمراقبة عوامل صحية أخرى، كان انخفاض مؤشرات إصابتهن بأمراض القلب بادياً بوضوح. وأضافت هذه الدراسة إلى دليل تأثير العلاج الهورموني على القلب كونه مرتبطاً بسن المرأة ومدى تطور مرض القلب لديها مسبقاً، ونظراً لأن العديد من النساء يمكنهن الاستفادة من العلاج الهورموني لمراقبة أعراض سن انقطاع الطمث مثل التعرق الليلي، فإنه ما زالت هناك حاجة إلى إجراء المزيد من البحوث والدراسات لمعرفة ما إذا كانت النساء الأربعينيات والخمسينيات يمكنهن أيضاً تعزيز صحتهن ولياقتهن القلبية، وأشار الأطباء الذين شاركوا في الدراسة كذلك إلى أن اتخاذ القرارات بشأن مدى تناول الهورمونات بعد انقطاع الطمث من عدمه يجب أن يأخذ في الحُسبان تأثير الهورمونات على خطر الإصابة بالسرطان وعلى صحة العظام. عن «لوس أنجلوس تايمز»