الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تجربة مثيرة للإعجاب

تجربة مثيرة للإعجاب
16 أكتوبر 2014 00:30
تجربة الإمارات مع التكنولوجيا الحديثة فريدة واستثنائية ليس فقط في الشرق الأوسط بل على مستوى العالم، بعدما حققت كل هذا القدر من النجاح في تبني التقنية الحديثة كأسلوب حياة، وطريقة لإنجاز الخدمات وتيسير مختلف الأمور، لأعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين. والأمر مثير للإعجاب والتقدير من وجوه عدة، فالدولة بهذه الإنجازات الواضحة للعيان في شتى القطاعات، تثبت للعالم كله، كيف أن مجتمعاً في قلب الصحراء، بالشرق الأوسط لديه كل هذه القدرة على التعاطي بكفاءة وذكاء مع أحدث التقنيات وأكثرها تطوراً، بما يدحض أفكاراً سلبية يربط فيها كثيرون في الغرب بين العرب والمسلمين عموماً، والتخلف عن مواكبة العصر أو عدم القدرة على الاندماج الإيجابي في حركة المجتمع الدولي. ثم إنها تمضي بقوة على طريق التكنولوجيا مع ارتباط شديد بالتراث وماضي الأجداد التليد، فتزاوج بعبقرية بين الماضي والحاضر، بل بين الماضي والحاضر والمستقبل، لتحل معضلة صعبة ومعادلة عسيرة، فشلت مجتمعات كثيرة بالمنطقة في الوصول إلى حل لها. وتكشف الدولة عن إبداع مذهل في تسخير التقنية الحديثة لصالح المواطنين والمقيمين، بما يعكس حرصاً بالغاً على رفاهية الجميع التي هي هدف كل حكومة رشيدة. ويدعم التوسع في تقديم مختلف الخدمات عبر التقنيات الحديثة عن طريق الهواتف الذكية أو أجهزة الحاسوب، سياسة الدولة في إنجاز الأعمال بشفافية ونزاهة ودون تفرقة بين شخص وآخر على أساس العرق أو الدين. فالتكنولوجيا الحديثة بطبيعتها تؤدي مهامها بنزاهة تامة وحياد شديد. ويرسخ الاعتماد المتزايد عليها مزاجاً عاماً يرفع قيمة العلم والتقدم والتطور، كما أنها تجعل من الدولة وسكانها في قلب العالم، حتى ولو كانت أقرب لشرقه الأقصى. ومن شأن ذلك، أن يضمن وجود الدولة دوماً في المراتب الأولى على المؤشرات العالمية للسعادة والرضا والتقدم والتنمية الاقتصادية. ليس ذلك فحسب، بل يساعد أيضاً في محاربة كل تطرف وشطط قد ينبت هنا أو هناك، بالنظر إلى الانفتاح الهائل الذي توفره التكنولوجيا على مختلف الأفكار من حولنا، لأنها في حد ذاتها - كتقنية وأجهزة تواصل - تجعل أصحابها أكثر تواصلاً مع العالم من حولهم، وتقبلاً للآخر بصرف النظر عن درجات ومستويات الاختلاف الثقافية والحضارية. وهذا بالتحديد هو أعمق وأهم ما تنجزه التكنولوجيا في المجتمعات لأنها بالفعل تحول العالم إلى قرية صغيرة، وتجعل الناس أكثر قرباً، بل وأفضل تقديراً لفضائل التنوع والتعدد، وبالتالي يصبحون أكثر استعداداً للتعايش المشترك والتفاعل الإيجابي. أحمد مصطفى (أبوظبي)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©