الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علَم ونَشيد ومُنتَخَبٌ··· بقية الحلم الصومالي!

علَم ونَشيد ومُنتَخَبٌ··· بقية الحلم الصومالي!
9 مارس 2009 01:58
على امتداد سنوات حياته بعد مرحلة الطفولة، لم يرَ ''أحمد محمد رفح'' من بلده الصومال سوى الصور التي تنقلها شاشات التلفزيون في نشرات الأخبـــار، والتي تُظهر بلداً دمرته الحرب الطويلة ويعاني أهله من المجاعة والقتل على نطاق واسع· لكن فرح الذي يدرس إدارة الأعمال في إحدى الجامعات الكندية في ''أوتاوا'' يقول إن شعوراً غريباً انتابه عندما ارتدى لأول مرة قميص المنتخب الوطني لكرة القدم· لقــــد غــادر فرح وطنـــه قبل أربعة عشر عاماً، حين هرب مع عائلته من أجواء العنف والفوضى التي كانت سائدة هناك، لينتهي به المطاف مواطناً كندياً، بعيداً عن موطنــه الأصلي وأصدقاء طفولته· غير أن عودته مجدداً باتت محتملة بعدما رصدته الإدارة الفنية للمنتخب الصومالي خلال مشاركتـه في دورة لكرة القدم بمدينة تورونتو، العام الماضـي، لتستدعيــه للعـــب مع الفريق الوطني الملقب ''نجوم المحيط'' والمشاركة في دوري أفريقي لكرة القدم تستضيفه أوغندا· لكن الصومال الذي يستعد فرح لتمثيله في كرة القدم دخل الوعي الجماعي في الغرب من خلال الفيلم السينمائي الشهير ''بلاك هوك داون''، وأخبار الحرب الأهلية، وانعدام السلطة المركزية··· حيث تحولت البلاد إلى أخطر الأماكن في العالم· وإلى غاية اليوم مازال الصومال غارقاً في الحرب الأهلية في ظل انعدام حكومة قوية تدير شؤونه· أما فريقه الوطني لكرة القدم، والذي سينضم إليه فرح، فلم يخض مباراة واحدة طيلة عشرين عاماً الماضية· وفي العاصمة مقديشيو تنتشر مظاهر العنف في كل مكان بسبب المعارك المحتدمة بين قوات التمرد الإسلامي والقوات الحكومية، وبسبب الاقتتال الدائر بين مختلف الفصائل طمعاً في السلطة والاستيلاء على الحكم، وهو ما أدى إلى تعليق الدوري الوطني لكرة القدم لسنوات عديدة بسبب انعدام الأمن وغياب الظروف الملائمة لإجراء المباريات، بل إن مجرد احتفاظ البلاد بفريق لكـــرة القــدم يعـــد معجــزة بكل المقاييس· ورغم الدمار الذي يلف العاصمة والمشاكل السياسية والأمنية العالقـــة، فقد أضحى الفريق الوطني لكرة القدم مصدر تفاؤل لدى الصوماليين سواء في الداخل أو في المهجر· ولعل ما عزز هذا الانطباع هو الاستقبال الحاشد الذي لقيه المنتخب الصومالي من قبل مواطنيه في أوغندا أثنـــاء مشاركته في دوري شرق أفريقيا لكرة القـــدم المنعقــد هنــاك في يناير الماضي· فخلال هذه المناسبة الرياضية التف الصوماليون حول فريقهـــم الوطني وتعالى النشيد الوطني في أرجاء الملعب، واتشحت النساء بالعلم الصومالي تعبيراً عن فخرهن بالفريق الوطني وتشجيعاً له على تحقيق الفوز· وقد عبر عن أجواء الفرح تلك ''علي عبدالرحمن ورسان'' الذي غادر الصومال وهو طفل صغير قائلاً: ''لقد انتظرنا هذه اللحظة لفترة طويلة لنسمع النشيد الوطني يتردد في الملعب، ولنرى العلم الوطني يرفرف عالياً بجانب الدول الأخرى، وقد جاءت كرة القدم لتحقق لنا هذه الأمنية''· لكن رغم الزخم الكبير الذي ولدته مشاركة المنتخب الصومالي، بعد سنوات طويلة من الغياب عن الملاعب، والأمل الذي تركه ذلك في نفوس الصوماليين الذين هبوا لنصرة الفريق، فإن المنتخب يعاني من شح التمويل ومن صعوبات لوجيستية مرتبطة بالانتقال إلى خارج البلد وإجراء التدريبات في الدول الأفريقية المجاورة··· وهو ما يوضحه ''علي عبدي فرح''، مدرب المنتخب الصومالي بقوله: ''قبل بدء الدوري الأفريقي كنا نتدرب في جيبوتي التي أصبحت وطناً ثانياً بالنسبة لنا لطول إقامتنا فيها، وإجراء تدريباتنا على ملاعبها''· وبالنظر إلى هذه الصعوبات وغيرها، ليس غريباً أن يحتل المنتخب الصومالي المؤخرة في ترتيب الاتحاد الدولي لكرة القدم، باعتباره أحد أسوأ عشرة منتخبــات العالم· وعلى غرار ''أحمد محمــد فرح'' القادم من كندا يتشكل نصف لاعبي المنتخب من الصوماليين الذين يعيشون في الخــارج، لاسيمــا في كنـــدا وبريطانيا والولايات المتحدة والنرويج· وبالنسبة للاعبي المنتخب الصومالي لا ينطوي اللعب مــــــع هــــذا المنتخـــب علـــى أي امتيازات ماديـــة على غرار باقي الفرق، حيث يضطرون إلى تغطية نفقات السفر على حسابهم الخاص أثناء تنقلاتهم في الدول الأفريقية، بالإضافة إلى اضطرارهم إلى غسل قمصانهم بأيديهم· ماكس ديلاني- مقديشو ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©