الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نشر ثقافة الاعتدال وتعزيز البناء الحضاري

نشر ثقافة الاعتدال وتعزيز البناء الحضاري
6 يناير 2008 03:06
أكد سعادة الدكتور حمدان المزروعي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف ان الهيئة انتهت من إعداد خطتها الاستراتيجية للأعوام من 2008 إلى 2010 ، مشيرا إلى أن هذه الاستراتيجية ارتكزت على توصيات الخطة الاستراتيجية للحكومة الاتحادية، وأن تحصين المجتمع ضد الأفكار الخاطئة أحد أهم أولويات استراتيجية الهيئة، وكذلك نشر ثقافة الاعتدال وتعزيز البناء الحضاري في دولة الإمارات· وأكد سعادته في حوار مع ''الاتحاد'' أن استراتيجية الهيئة تضم برامج عمل كثيرة أبرزها إعادة بناء وتوسيع الوقف الخيري للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في منطقة الخالدية، بعد التبرع السخي الذي قدمه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، والذي بلغ نحو 370 مليون درهم، إضافة إلى مشاريع أخرى لتنمية الأوقاف الإسلامية بالدولة وستخصص لها الأموال التي رصدها المحسنون بالدولة خلال حملة ''نبت في الأرض وأثمر في السماء'' التي انطلقت في شهر رمضان الماضي تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة· وأكد المزروعي على أن الفترة المقبلة ستشهد نموا كبيرا للصناديق الوقفية المتنوعة وحسن استثمارها بما ينعكس بالخير على المستفيدين منها· وأشار رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف إلى نجاح الهيئة في توطين كوادرها الإدارية بنسبة 70% على مستوى الدولة، منها في هذا الصدد ابتعاث الهيئة للعديد من الطلاب للدراسة في الجامعات العربية في مجال الدراسات الشرعية، كما أكد سعي الهيئة لتحويل خدماتها إلكترونيا بنسبة 50% خلال العام الحالي تمهيدا لزيادتها إلى 90% خلال السنوات القادمة· وفيما يلي نص الحوار: ؟ أعلنت الهيئة عن استفادتها من استراتيجية عمل الحكومة الاتحادية في تطوير خطط عملها وأدائها خلال الفترتين الحالية والمقبلة ·· كيف ذلك؟ ؟؟ الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف من المؤسسات الحكومية الاتحادية الحديثة، حيث ظهر كيانها الإداري الحالي في عام ،2006 وهي تمتلك رؤية واضحة ومتميزة في مجال نشر الثقافة الإسلامية وتنمية الوعي الديني ورعاية المساجد وتنظيم شؤون الحج والعمرة وإحياء سنة الوقف والدعوة له وحث القادرين عليه· واهتمت الهيئة باستراتيجية الحكومة الاتحادية، وإذا كان الهدف الأساسي من استراتيجية الحكومة، هو تحقيق التنمية المستدامة والمتوازنة وضمان جودة حياة عالية للمواطنين، وإنجاز كل ذلك في غضون ثلاث سنوات قادمة· ؟ من أين تنطلق الهيئة في أداء دورها كجهة اتحادية؟ ؟ ؟ الهيئة تنطلق من محورين أساسيين؛ الأول ثقافي إرشادي، وذلك فيما يخص الشأن الإسلامي، وذلك بتنمية المجتمع بالفكر الإسلامي المعتدل، وتحصينه من التيارات والأفكار الخاطئة، والثاني اجتماعي اقتصادي، يتمثل فيما تقدمه الهيئة في مجال الوقف الإسلامي من خدمات إنسانية وحضارية وتنموية أخرى، على أن يتم صياغة كل ذلك في إطار عام ورؤية شمولية تعمل على الإسهام في البناء الحضاري للدولة ثقافياً واجتماعياً واقتصاديا· ؟؟ ما هى الخطوات التي اتبعتها الهيئة لإعداد خطتها المستقبلية؟ ؟ قامت الهيئة بإعداد استراتيجية الهيئة للفترة 2008-2010 من خلال اتباع المنهج العلمي والاستفادة من الممارسات العالمية في مجال التخطيط الاستراتيجي، حيث بنيت الخطة الاستراتيجية والخطة التشغيلية للهيئة على أسس ومنهجيات تستجيب للممارسات العالمية الأفضل· ونفذت الهيئة عدة خطوات مدروسة شملت تشكيل فريق التخطيط الاستراتيجي برئاسة نائب المدير العام للشؤون الإسلامية والأوقاف المكلف وعضوية نائب المدير العام للخدمات المؤسسية والمساندة المكلف وثلاثة مستشارين أحدهم في مجال التطوير الإداري ''من خارج الهيئة'' و تشمل اثنين من داخل الهيئة ''المستشارين القانونيين للهيئة''، وأسند لهذا الفريق مهمة إعداد وتطوير استراتيجية للهيئة، وقد قام الفريق بمراجعة توصيات الخطة الاستراتيجية للحكومة الاتحادية وكذلك الكتيبات الإرشادية الخاصة بالتخطيط الاستراتيجي والمعتمد من قبل مجلس الوزراء، وبناء عليه تم تطوير خطة عمل لإعداد استراتيجية الهيئة· ؟؟ ماذا عن اهتمام الهيئة بالتوطين وتدريب الكوادر المواطنة؟ ؟ الهيئة تعنى بتأمين فرص العمل للمواطنين، كما تعنى بالشأن الثقافي والتراثي والحضاري، ومن هنا نستطيع القول بأننا حققنا نسبة توطين جيدة في مجال الكوادر الإدارية وصلت إلى نسبة70% من موظفي الهيئة ومكاتبها على مستوى الدولة، وقد ابتعثنا عددا من الطلاب للدراسة في الجامعات العربية في مجال الدراسات الشرعية، وذلك لرفد الهيئة بالعلماء والخطباء والوعاظ من المواطنين· ؟؟ وماذا عن دور الهيئة في تنمية المناطق النائية؟ ؟ لم تتجاهل الهيئة حاجات تلك المناطق للتطوير، بل شيدت فيها المساجد وزودتها بكل ما تحتاج إليه، وهي الآن تقوم باستبدال المساجد المؤقتة ''الكرفانات'' في بعض المناطق بمساجد مبنية وفق أحدث الطرز المعمارية وأجملها لتعكس المظهر الحضاري الجميل للدولة في كل مكان، وعندما نبني المسجد في أي منطقة فإننا نعمره بالكادر الوظيفي المناسب، ونفسح فيه لمراكز تعليم القرآن الكريم، ونسهم في التثقيف الإسلامي، والتنوير الفكري، ونجعل من المسجد منارة للهداية وللتعلم معاً· ؟؟ ماذا عن جهود الهيئة في مجال تطوير بيئة العمل الداخلية؟ ؟الهيئة تمتلك رؤية واضحة في مجال النهوض بأداء الموظفين وكوادرها البشرية التابعة لها، حيث تعتبر ''الشؤون الإسلامية'' الاستثمار في العنصر البشري مسألة حيوية لإنجاح تطبيق مشاريعها في المجالات المنوط بها، حيث تعمل الهيئة على توظيف الكوادر المؤهلة والكفوءة، فلا نعين إماماً ولا خطيباً ولا مؤذناً إلا بشروط تؤهله لدخول الاختبار، وهذا الاختبار ينتقي لنا أقدر الكفاءات العلمية وأحسن الخبرات، وهذا ما صار يلمسه كل من يرتاد بيوت الله عز وجل، في المدن والقرى على السواء، وجميع موظفي الهيئة قد أصبحوا على قدرة عالية للانخراط بالحكومة الإلكترونية· ؟؟ متى ستنفذ الهيئة هذه الإستراتيجية ؟ ؟ باشرنا منذ الإعلان عن مشروع الخطة الاستراتيجية للحكومة الاتحادية بالاستعداد التام لتطوير عمل الهيئة وبعد لقاءات وورش عمل مركزة قامت الهيئة بتسليم خطتها الاستراتيجية إلى مجلس الوزراء الموقر في الفترة المحددة، ولن يأتي موعد بدء التنفيذ الرسمي للاستراتيجية مفاجئا لنا، وما حملة الوقف التي كانت تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي انطلقت مع بداية شهر رمضان الماضي إلا واحدة من مفردات هذه الاستراتيجية، وكنا يومها نصر على التصريح بأن الحملة تأتي استجابة لاستراتيجية حكومتنا الرشيدة، وذلك في كل ندواتنا ومنشوراتنا التي واكبت تلك الحملة الناجحة· ؟؟ الاهتمام ببيوت الله من صلب أدوار الهيئة ·· ما هى مشاريعكم المستقبلية في ذلك المجال؟ ؟ الهيئة تمتلك الكثير من المشاريع لخدمة المساجد ورودها وتعتبر ذلك من الأمور الجوهرية لإنجاح دور الهيئة، فعلى سبيل المثال من المشاريع القريبة في ذلك الجانب إطلاق الحملة الثانية لرعاية المساجد تحت عنوان ''مساجدنا من مظاهر حضارتنا''، وذلك في الفترة من الثامن عشر وحتى الخامس والعشرين من الشهر المقبل لتنمية وعي الجمهور وتشجيع مرتادي المساجد على الاهتمام بنظافة المساجد، وكذلك فتح المجال أمام القادرين والراغبين في المساهمة برعاية بيوت الله وخدمتها والاهتمام بها، بالإضافة إلى إيجاد شراكة متبادلة بين الهيئة والمجتمع· ؟؟ هل هناك مشاريع وقفية جديدة ستنفذها الهيئة تماشياً مع الإستراتيجية؟ ؟ فيما يخص الوقف لدينا العديد من المشاريع الوقفية، منها مشاريع تحت الإنجاز وهي عبارة عن عمارات وبنايات وقفية تجارية وسكنية، ومساجد ومركز لتعليم القرآن الكريم، ومشاريع مستقبلية هي بنايات ومحال تجارية، بالإضافة إلى بناء مركز تجاري كبير هو ''مركز الخير'' في المنطقة الغربية، ولدينا أراضٍ وقفية هي حاليا تحت الدراسة لوضع أفضل المشاريع للاستفادة منها· ؟؟ هل أنتم راضون عن إنجازات الهيئة العامة خلال الفترة السابقة، وما هي تطلعاتكم المستقبلية؟ ؟ في الفترة السابقة، وبانتقال الهيئة من المبنى القديم في شارع حمدان إلى المبنى الجديد أمام وزارة التربية، تم إعادة هيكلة الهيئة، وبذلك تتقارب الهيئة يوماً بعد يوم من اهتمامات المجتمع الإماراتي، وتنتج تواصلاً إيجابياً بين القيم والتراث والأصالة والحداثة· ونحن في الهيئة نتطلع أن نصل إلى رضا الموظف أولاً بما نقدمه له من حوافز، ورضا الناس والجمهور بما نجتهد في صياغته من فكر إسلامي أصيل معاصر، من خلال تطوير كفاءة خطباء المساجد بما يواكب التطور المجتمعي بعيدا عن الغلو والتطرف أو التساهل والتسطيح· وأعتقد أن خطط ومشاريع الهيئة تصب في اتجاه تحصين وطننا الغالي العزيز وشبابه من الفراغ والانحراف أو التشدد والضياع، فرسالتنا في الحياة رسالة تسامح وتعاون وتناصح، وافتتاح خطوط تواصل مع الناس فيها الثقافة الإسلامية المستنيرة، والحكمة والموعظة الحسنة· وأخيرا فإننا نطمح إلى تحويل خدمات الهيئة إلى خدمات إلكترونية بنسبة 50% في العام الحالي حتى تصل إلى 90% خلال السنوات القادمة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©