الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإمارات: بالتعليم والتنمية نواجه شر الإرهاب

الإمارات: بالتعليم والتنمية نواجه شر الإرهاب
16 أكتوبر 2014 17:47
بالتعليم والتنمية الاقتصادية وإرساء ثقافة الحوار والتآخي والاعتدال يمكن مواجهة شر الإرهاب. . التحالف العسكري لا يكفي لمواجهة هذه الآفة الخطرة والمطلوب تحالف ثقافي وفكري مواز لمحاصرتها وتفكيكها، لأن ما تواجهه المنطقة اليوم منبعه الأساسي فكري وثقافي. رسالة موجزة شاملة نقلتها الإمارات العربية المتحدة إلى أعمال المنتدى الخليجي المتوسطي الأول الذي استضافته مدينة كالياري في جزيرة سردينيا الإيطالية السبت الماضي، تحت عنوان «حلول مشتركة لتحديات مشتركة»، محذرة من أن مواجهة القوى المتطرفة التي تهدد أمن واستقرار منطقة البحر المتوسط، تتطلب جهوداً متضافرة لبناء شراكات حقيقية تواجه الإرهاب، ومشددة على ضرورة دفع وتيرة النمو الاقتصادي وتطوير التعليم والإعلام لخلق أجواء عصية على التطرف. الريسي: شراكات مواجهة الإرهاب وأكد سفير الإمارات لدى إيطاليا صقر ناصر الريسي أهمية المنتدى الذي عقد السبت الماضي بحضور نخبة واسعة من الخبراء والدبلوماسيين والمسؤولين الأوروبيين، في تناوله مواضيع في غاية الأهمية تتعلق بأمن المنطقة والتعاون الضروري الذي بات ملحاً الآن مع ظهور قوى متطرفة تهدد أمن واستقرار هذه المنطقة الحيوية التي تتطلب بذل جهود مشتركة لحل الأزمات الإقليمية التي يترتب عليها أعداد كبيرة من المهاجرين من الضفة الجنوبية للمتوسط، وتستدعي أيضاً تضافر الجهود المشتركة وخلق شراكات لمواجهة الإرهاب ومعالجة كل الأزمات الإنسانية المترتبة على ذلك. وأكد الريسي حرص القيادة الرشيدة في الإمارات على السعي دائماً لإحلال السلام وتقديم العون للمنكوبين بسبب الحروب أو الكوارث الطبيعية والمساعدة في مد يد العون للمهجرين بسبب النزاعات. وثمن اهتمام المنتدى بالنمو الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة الجنوبية للمتوسط، مشيراً إلى أن الفوضى والاضطرابات التي تعرضت لها الدول العربية في السنوات الأخيرة، نتج عنها عوامل عدم استقرار من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، ما يتطلب من الجميع التكاتف معاً لإيجاد الحلول لكل هذه الأزمات والمستجدات، مثل انعدام الأمن الغذائي والبطالة التي تشكل خطراً على تماسك المجتمعات واستقرارها، علاوة على التحديات الأخرى، مثل ضرورة دفع وتيرة النمو الاقتصادي عبر التعاون بين دول المنطقة الخليجية والمتوسطية. وأكد الريسي دعم الإمارات التعليم والتنمية الاقتصادية للتصدي للإرهاب، وحرصها على نصرة المتضررين، بما يؤكد أنها أيقونة اعتدال في المنطقة. وشدد على أهمية التعاون الثنائي ومتعدد الجوانب في سبيل توطيد الاعتدال الذي أصبح ضرورة مُلحة أكثر من أي وقت مضى، لافتاً إلى ضرورة تطوير التعليم والترويج لثقافة الحوار والتآخي بين الأديان بوصفها ركائز مهمة لإحلال السلام والاستقرار. سردينيا: الأولوية للحوار الاقتصادي من جهته، شدد حاكم ولاية سردينيا فرانسيسكو بيغيارو، على أهمية الحوار الاقتصادي الثقافي لمواجهة المخاطر، وقال «هناك تحديات ومشروعات يجب القيام بها سوياً، مستنيرين بتعاون طموح بين الأطراف كافة». وأشاد بالدور الذي قامت به مصر في ظل الحكومة الجديدة وظهور ملامح التلاحم الحكومي الشعبي، وهو ما تجلى في بناء مشروع قناة السويس وجمع 7 مليارات يورو في غضون أيام بواسطة المصريين. موضحاً أن المشروع استراتيجي وضروري للأمن الوطني، حيث يزيد من التبادل بين الغرب والشرق، ولافتاً إلى أن الدعم المالي دليل الثقة التي حازها المشروع بأبعاده كافة، خاصة الجانب الاقتصادي. وأشار بيغيارو إلى الثقة المتبادلة التي تدفع دائرة الاستثمار للنمو في المنطقة، لافتاً إلى أن هناك جمعيات لديها طموح وتسهيلات للاستثمار في سردينيا، وقال «أعطينا دفعة قوية للمجتمع المدني، من أجل المشاركة في نمو وتطوير المنطقة، خاصة بعد الخروج من الأزمة، فهناك هناك مشروع كبير يشارك به 14 بلداً من أجل نمو الحوض المتوسطي، ويمتد هذا المشروع خلال الفترة من 2014 حتى 2020. من ناحيته، قال منسق شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الإيطالية بلن انريكو إن هناك عناصر جديدة في مشاركة الدول حول المبادرات ومناقشة التحديات المشتركة، حيث تشهد المنطقة حراكاً سياسياً كبيراً، وأضاف «إنها منطقة مهمة والإمارات تمثل الشريك الأول لإيطاليا». «داعش» و«الإخوان» والإرهاب العابر إلى ذلك، شهدت الجلسة الأولى من المنتدى التي حملت عنوان «التعاون الأمني في الكوارث المحيطة» نقاشاً حاداً حول الإرهاب ومنابعه وكيفية القضاء عليه، تضمن في أحد محاوره دعم بعض الدول لجماعة «الإخوان المسلمين» المحظورة وتبنيها بعض حاملي الفكر المتطرف وإعطائهم حيزاً من الحرية للعمل، وهو ما صنع التطرف وجعله أقوى من قبل. وقال رئيس لجنة الأطلسي فابريزيو لاشيولي، خلال الجلسة التي أدارها علي جمال العماري من مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي، «إنه من الضروري العثور على حلول نابعة من أفكار تتم مناقشتها بوضوح، حيث هناك مستجدات في الحرب على الإرهاب»، موضحاً أن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي يواجهان مشكلة الإرهاب المتوسطي، حيث لا يمكن القضاء عليه دون تكاتف دولي. وتطرق إلى سبل حل أزمة تنظيم «داعش» في سوريا والعراق التي تتطلب تعاوناً أمنياً فعالاً مثل الذي قام به الحلف الأطلسي عام 2010 في ليبيا، مشدداً في الوقت نفسه على أهمية وضع استراتيجية فعالة، تحترم خصوصيات الدول سياسياً واجتماعياً وقيمياً. ورأى وزير تطوير القطاع العام الأردني السابق، الأمين العام السابق للاتحاد الأورو - متوسطي، أحمد المساعدة، أن المتوسط شاهد تاريخي على التبادلات الثقافية والفن والسلام، لكنه للأسف الآن هو شاهد على حقبة جديدة للإرهاب. وقال «إن الإرهاب جريمة عابرة للحدود، وهو ليس له دين أو جنسية، فهناك جبهات متطرفة عديدة في الساحة، منها طالبان مثلاً، وهناك الآن النصرة و»داعش» أو حركات راديكالية». واعتبر المساعدة أن العدو الحقيقي للجميع في حوض المتوسط هو الفقر وندرة التنمية ونقص الحقوق الإنسانية، وهي مسائل عولجت في الماضي على أساس أمني وعسكري وليس على أساس الاستثمار والتنمية في الإنسان. وخاطب الدبلوماسيين الغربيين، مشيراً إلى أن جوهر الأزمات في المنطقة هو الصراع العربي الإسرائيلي والفشل بعد 20 عاماً من المفاوضات في إقامة الدولة الفلسطينية. وتحدثت رئيسة قسم مكافحة الإرهاب في «الناتو» جوليات بارد أيضاً عن خطر «داعش»، قائلة «إن هناك 18 دولة تحارب في العراق وسوريا، وهناك 8 ملايين نازح في العراق وسوريا»، وأضافت «إن المنضمين إلى داعش أكثر تطرفاً وأكثر خطراً على بلدانهم في حال عودتهم إليها»، وتابعت «إن العراقيين يحتاجون إلى دعم لاستعادة وطنهم، وإن الأمل ضعيف من دون وجود تحالفات». العمل الخيري والدعم المتستر واعتبر رئيس لجنة حقوق الإنسان في المجلس الوطني المصري، سفير مصر السابق لدى «الناتو» محمود كارم، أن الحكومات لم تتخذ ما يكفي من تدابير لمواجهة قضية التمويل التي تتستر خلف العمل الخيري، وهي في حقيقة الأمر يتم توجيهها لجهات لا علاقة لها بالعمل الإنساني. مشيراً إلى أن الجميع يتعين عليهم النظر إلى تجربة مصر في محاربة الإرهاب. في وقت حملت مداخلة وزير الأمن الوطني الفلسطيني الأسبق محمد دحلان اتهامات للولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية بدعم «الإخوان» والإرهاب، وقال «نحن الآن نعيش عصر داعش، وغداً يظهر الإرهاب بمسميات أخرى، والغريب أن الإعلام الأوروبي يستخدم مصطلح الدولة الإسلامية لوصف داعش، ومنذ أن بدأت أميركا حربها على الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، والظاهرة في ارتفاع بسبب الحلول الأميركية الفاشلة، وهناك دول يتم التغاضي عنها لأسباب غير معلنة تقوم بدعم مباشر للإرهاب ونشر أيديولوجيات متشددة في المنطقة والمرتكزة في الإخوان». وأعرب دحلان عن الأسف لأن المجتمع الدولي لم يصنف «الإخوان» جماعة إرهابية، وقال «أميركا وأوروبا تريدان القضاء على «داعش»، لكن كلاهما لا ترى تنظيم الإخوان تنظيماً إرهابياً، أو أنه المنظمة الأم التي أنجبت كل هذه الظواهر من القاعدة إلى داعش»، وقال «إنه وبعد فشل مشروع نشر الفوضى الخلاقة التي كانت أداتها جماعات الإسلام السياسي، وعلى رأسها الإخوان في المنطقة، جاء البديل في صورة الفوضى الفتاكة، فهي الوجه الآخر والحقيقي لهذه الجماعات، وما حدث في مصر وليبيا وتونس والجزائر هو دليل واضح كيف يتم وبصورة سريعة التحول من اللاعنف إلى العنف». مشيراً إلى أنه بإمكانه رسم صورة هندسية يمكن تسميتها بمثلث الإرهاب، وأضلاع هذا المثلث تتكون من الدول الراعية والداعمة للحركات المتطرفة، والضلع الثاني يكمن في المنظمات الإرهابية، وكذلك الضلع الثالث فهو الأفكار والأيديولوجيات الخبيثة. واتهم دحلان أميركا ودولاً أوروبية بالتدخل في الانتخابات المصرية الماضية التي فاز بها مرسي من خلال التلاعب في الانتخابات، وقال «كنا نعلم ذلك قبل الإعلان بخمس أيام»، وأضاف «يقولون إن عدد مقاتلي داعش حالياً 30 ألفاً، ولو بقي الإخوان في مصر لأصبحوا 300 ألف داعشي». كما وجه انتقاداً شديداً لسياسة تركيا الخارجية، واتهمها بالضلوع في دعم الإرهاب وشراء النفط من داعش والأكراد، وتسهيل دخول المقاتلين إلى سوريا ودعم الإرهاب في ليبيا، وجذب إرهابيين من 80 دولة. وأنهى دحلان مشاركته بوضع رؤيته لحلول بإمكانها القضاء على الإرهاب واقتلاعه من جذوره من خلال معالجة الثغرات في الدوائر الأربع على المستوى العالمي «دائرة حركة البشر، ودائرة حركة المال، ودائرة الإعلام، ودائرة حركة الأفكار». وقال «إنه على المستوى الإقليمي في الشرق الأوسط، تكمن مواجهة الإرهاب في تكسير أضلاع المثلث كلها، بداية من الدول الراعية للإرهاب والذي من المفترض أن تمنع تدفق التمويل للمنظمات الإرهابية، والحد من حرية التحرك والتجنيد للأفراد لصالح المنظمات الإرهابية، وكذلك عدم توظيف المنظمات الإرهابية لغايات ومصالح ضيقة». وأكد أنه لابد من إعلان الحرب على الحركات والمنظمات الإرهابية من خلال تجفيف الموارد المالية كافة، ووقف التعاملات التجارية كافة، ومحاصرة وملاحقة الشبكات سواء أفراد أو شركات مساندة. الحمادي: تحالف فكري للتصدي للتطرف من ناحيته، أطلق محمد الحمادي، المدير التنفيذي للتحرير والنشر، رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد»، دعوة شاملة لتأسيس تحالف دولي فكري وثقافي وعدم الاكتفاء بالتحالف العسكري والأمني لمواجهة التطرف في المنطقة العربية، والعمل على إطلاق تنمية واعية وواعدة تقلص الهوامش بين الشمال والجنوب. وقال في مداخلة أمام المنتدى «من المهم أن نتكلم عن المواجهة الثقافية والفكرية. . نحن بحاجة إلى الحوار، والحوار الصحيح لا بد أن يبنى على المعرفة ويكون إيجابياً وبناء». واعتبر الحمادي أن «الإرهاب سواء من «داعش» أو غيره ليس ضد المسيحية والإسلام فحسب، وإنما ضد كل شيء إنساني»، وقال «قبل أن يحمل أولئك الإرهابيون السلاح على أكتافهم كانوا يحملون الأفكار في عقولهم المرتبكة التي أوصلتهم إلى تلك الحالة»، وأضاف «منذ أحداث 11 سبتمبر ونحن نحارب الإرهاب، والنتيجة تنظيم إرهابي أسوأ من القاعدة». وأضاف «في الحرب الأولى على الإرهاب تكلمنا عن ضرورة محاربة الظاهرة من جذورها وأن تكون مواجهة الأفكار بالأفكار، لكن في ذلك الوقت لم يستمع أحد، فقط أردنا أن نقتل الإرهابيين بينما قتل أبرياء. . والآن بعد أكثر من عشر سنوات من الحرب، لا يزال الإرهاب باقياً مستمراً، والمفارقة أنه أصبح أكثر قوة، لذا لنعمل أن تكون حربنا الثانية ضد الإرهاب حرباً فكرية وليست حرباً بالطائرات والدبابات». وتحدث الحمادي عن نموذج الإمارات التي يعيش على أرضها 10 ملايين نسمة من أكثر من 200 دولة يتشاركون الحياة على الرغم من اختلاف ثقافاتهم وخلفياتهم الاجتماعية ولغاتهم ومستوياتهم المعيشية، وقال «نحن ندرك أين نعيش وما حولنا من دول وتحديات». وأشار إلى تغير اقتصاد الإمارات ليصبح اعتماده على النفط أقل من 40% وتوفير فرص العمل التي يحتاجها الشباب الإماراتي والعربي، بل الشباب من أنحاء دول العالم». وقال «إن الربيع العربي لم يكن سببه وهدفه الأول تغيير الأنظمة السياسية، وإنما فرصة جديدة للشباب، وإن غالبية الشعوب العربية كانت متفائلة بهذا الربيع، لكن التيارات المتشددة اختطفت ثورة الشباب وقضت على أحلامهم بمستقبل أفضل»، وأضاف «كنا نتمنى أن يقضي الربيع العربي على كل محاولة لعودة الإرهاب، لكن الإحباط الذي أصاب الشباب بعد الربيع العربي جعل العودة إلى الإرهاب أسرع». وتابع قائلاً «ما زلنا نعاني البطالة والفقر والجهل». وحذر الحمادي من أن الإرهابيين الجدد متعلمون، يستخدمون التكنولوجيا الحديثة، ويستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت بكل سهولة لإيصال رسالتهم، كما أنهم يقومون بتجنيد شباب جدد من خلال الاتصال الاجتماعي، وقال «يجب العمل من أجل تحجيم المتطرفين في كل الجهات، سواء كانوا يسمون أنفسهم إسلاميين أو غيرهم من الأديان»، وأضاف «إنها حرب قيم. . حرب من أجل إرساء قيم التسامح. . نحن بحاجة إلى تحالف آخر بالإضافة إلى التحالف العسكري، وهو تحالف ثقافي وفكري لمواجهة الإرهاب، فما تواجهه المنطقة اليوم منبعه فكري وثقافي». وشدد الحمادي على أنه ليس من مصلحة الإعلام الغربي أن يستخدم مصطلح الدولة الإسلامية بدلاً من «داعش». وقال «عندما نتكلم عن الإرهاب أطلب شيئاً واحداً، وهو ألا نتجاهل ولا نستبعد الإخوان المسلمين من حساباتنا، وألا نكتفي بترديد الأسطوانة التي تقول إنها جماعة إسلامية وسطية ومتسامحة. . يجب البحث والتأكد من هذه الفرضية، لأننا اليوم يمكننا أن نقول إن أيديولوجيا الإخوان وراء كل فكر إرهابي». (سردينيا - الاتحاد) 3 محاور للتعاون الأمني والتنمية الاجتماعية ومستقبل الشرق الأوسط شهد المنتدى الخليجي المتوسطي الأول ثلاث جلسات حوارية تركزت حول التعاون الأمني والتنموي بين جنوب وشمال حوض المتوسط، وسبل إطلاق آفاق مستجدة للتعاون على أساس التخفيف من حدة الهجرة المعاكسة إلى جنوب أوروبا والأخطار التي باتت تواجه ثقافات الشعوب. لكن المحور الأساسي الذي فرض نفسه فعليا في معظم الجلسات كان الإرهاب بكل ما يمثله معاصرا بـ»داعش» وغيره من منظمات هذه الآفة الخطيرة. وألقت جلسة الحوار الأولى التي عقدت تحت عنوان «التعاون الأمني والأزمات الإقليمية»، الضوء على موجة الإرهاب والتطرف في العراق وسوريا وليبيا وسيناء، وما يشكله تنامي ذلك الإرهاب من تهديد حيوي للاستقرار والأمن المشترك في دول حوض البحر الأبيض المتوسط ودول الخليج العربي، ما يدعو إلى ضرورة تبني حلول مشتركة للتعامل مع هذه الظاهرة العابرة للحدود، وما يتطلب معالجة هذه الظاهرة من الدعم والتنسيق بين هذه الدول، لأنها تنعكس بشكل فعال في الحد من ظواهر أخرى كموجات اللاجئين والهجرة غير الشرعية من دول جنوب المتوسط نحو أوروبا. كما بحثت هذه الحلقة مختلف بؤر التوتر الإقليمية، والسبل الممكنة لتعزيز علاقات التعاون والشراكة في مكافحة الإرهاب، وكذلك في إدارة الأزمات الإنسانية ومنع وقوعها. وبحثت جلسة الحوار الثانية التي حملت عنوان «التنمية الاجتماعية والاقتصادية في جنوب البحر الأبيض المتوسط»، عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، الذي يشكل عاملًا رئيسياً في اندلاع الاضطرابات في عدد من بلدان العالم العربي في السنوات الأخيرة. وركزت على كيفية معالجة مشكلة البطالة بين الشباب، والأمن الغذائي والتهميش مع ما يمثله من تربة خصبة سهلة الاستغلال من قبل قوى التطرف، بهدف إطلاق استراتيجيات لتطوير وتحديث النظم والسياسات في دول جنوب البحر الأبيض المتوسط، مع اهتمام وثيق بالتحديات ذات الصلة من أجل تسريع عملية النمو الاقتصادي. وتناولت جلسة الحوار الثالثة، التي حملت عنوان «الطريق إلى الاعتدال ومستقبل الشرق الأوسط»، التطرف والتعصب باعتبارهما من المحفزات الرئيسية للصراعات والنزاعات في العالم. وشددت على ضرورة أن يسود الاعتدال في المجال الثقافي والسياسي بدلا من الخصومة، والطائفية والعداء، الأمر الذي يساهم في تدشين عهد جديد يتميز بسيادة الأمن، والتكامل، والحكم الرشيد، واحترام حقوق الإنسان والحرية. وتركز النقاش على آفاق الحوار بين الثقافات والأديان، وقضية التعليم، ومستقبل الأقليات، وتحقيق مساكنة جديدة بين الأديان والطوائف المختلفة، والتي هي شرط أساسي لإحلال السلام في الشرق الأوسط.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©