السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الشاعرة ناتالي حنظل تنحاز إلى الإنسانية المجردة

الشاعرة ناتالي حنظل تنحاز إلى الإنسانية المجردة
9 مارس 2009 01:59
تعيش الشاعرة الأميركية الفلسطينية الأصل ناتالي حنظل المولودة في إحدى جزر الكاريبي 1969 مفارقات عديدة، فهي تفكر باللغة العربية وتكتب باللغة الإنجليزية والإسبانية وثقافتها فرنسية -أميركية لاتينية وتعيش في أميركا وأميركا اللاتينية· لكنها عندما تعود إلى بيت لحم مسقط رأس والديها في زيارات خاطفة لا تشعر بالصدمة الثقافية التي يعيشها المنفيون عادة لأنها تعيش هذه الصدمة أينما حلت· الحل المنطقي الذي توصلت إليه من أجل أن تكون لها هوية هو أن تكون مواطنة كونية وهويتها ''الإنسانية'' بحيث يتحول الزمان والمكان واللغة والثقافة بالنسبة لها إلى عالم واحد لا يتجزأ في مقابل التشظي وتمزق الهوية· إنها تنتمي إلى تلك المناطق التي تنتعش فيها الأسطورة وغالباً ما تجد نفسها هناك لأن ذلك يمنحها توازناً لا تجده في مكان آخر· ليست لها لغة أم ولا تاريخ شخصي، لكن هذا التاريخ ينبئ وفقاً لتاريخ مدينة بيت لحم مسقط رأس والديها وجدتها اللبنانية التي أثرت فيها كثيراً، وتحاول قدر مستطاعها أن تحافظ على تاريخ هذه المدينة التي بدأت تخاف مما يحدث فيها هناك· وعندما قامت حرب تموز في لبنان كانت هي هناك قبل بدء الحرب وغادرت قبل أسابيع قليلة من اشتعالها، وتقول عن ذلك عنما التقينها في مهرجان للشعر في نيكاراجوا: ''كنت أشعر بعد قيام الحرب بأنني قريبة جداً من لبنان، الحرب دمرت أماكن في بيروت مازلت أحتفظ بذكرى عنها''· تشعر بأنها لاجئة دائماً لأنها لا تستطيع أن ترى طريقاً للعودة، والمنفى بهذا المعنى يجعلها تقيم في اللغة الأولى، غير أنها تتحرر أحياناً إلى درجة تتخلى فيها عن كل شيء وتنحاز إلى الإنسانية المجردة من الانتماء والهوية الضيقة· إنها توجه خطابها إلى العالم أجمع حتى وهي تتحدث عن أصغر التفاصيل · لم تتأثر بالأدب العربي لأنها لم تقرأه إلا مترجماً لكن يبقى محمود درويش بشخصه وشعره ذا تأثير كبير على شعرها وحياتها· في قصيدة لها ترثي مواطنها العالمي محمود درويش الذي التقت به مرات كثيرة في باريس يبدو واضحاً حضوره القوي في لغتها وصورها الشعرية ربما لأن القصيدة تتحدث عنه كمفقود خاص بالنسبة لها خصوصاً أن درويش ترك أيتاماً كثيرين في كل مكان· نحسدُ أولئك الذين يمرّون بنا خِفافاً· هم ينامون في أسرّتهم ونحن نبحثُ عن أسرّتنا· البيتُ أبعدُ، أبعدُ، منّا- زهرُ برتقالٍ، زيتونٌ، وقهوةٌ· لكنها في قصائد أخرى كثيرة وبسيطة من ديوان ''الحقل اللامتناهي'' تلوذ بالحب كآخر معقل تنتهي عنده كل أشكال سوء الفهم، هذا الحب الذي يتجاوز معانيه التقليدية ليشمل العالم بدءاً من العائلة الصغيرة الموزعة في أماكن كثيرة من هذا العالم إلى الأسرة الكبيرة التي هي العالم نفسه وقد توحدت فيه اللغة والهوية· إنها بذلك وبدلاً من أن تلعن هذا التشظي تحاول أن تحتويه أو أن تجاوره على أقل تقدير قبل أن يقوم بسحقها وتحطيمها كما حدث للكثير من الكتاب والشعراء المغتربين في كل زمان ومكان· ولأنها كما قلنا تفكر بالعربية فهي تكتب عن لبنان كما تكتب عن فلسطين لأنها تعتقد أن هذين البلدين من أكثر المناطق اشتعالاً في العالم ويستحقان منا أن نكتب عن المعاناة التي يعشها الشعب العربي هناك وان ندع العالم يلتفت إلى هذه المنطقة التي لا تهدأ فيها الحروب· أصدرت ناتالي حنظل أربعة مجاميع شعرية باللغة الانجليزية وقدمت لها مسرحية في نيويورك، وقد قامت قبل فترة بإعداد انطولوجيا عن الشعر النسائي في بعض البلدان العربية وتعتزم مع فريق من الشعراء إعداد انطولوجيا أخرى أوسع من سابقتها تشمل بلدان الشرق الأوسط وآسيا وهي مخصصة لكل الأسماء المؤثرة في بلدانها الأصلية·
المصدر: نيكاراجوا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©