مورينيو حائر بين المال وسان جيرمان والمجد مع الريال

لم يكد البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لريال مدريد يلتقط أنفاسه على إثر الفوز الكبير الذي حققه الفريق “الملكي” على أياكس أمستردام في ثاني جولات دوري المجموعات لأبطال أوروبا بثلاثية بيضاء، حتى عادت الصحف الإسبانية من جديد إلى مناوشته والتقليب في صفحات كتاب مستقبله، وهذه المرة كانت المبادرة من صحيفة “سبورت” الكتالونية التي طرحت عبر تقرير لها جميع سيناريوهات المستقبل التدريبي للمدير الفني للفريق الأبيض والذي أثار جدلاً كبيراً في المحيط الكروي الإسباني منذ توليه مقاليد الإدارة الفنية للريال، وقد لا يتفق البعض أن فوائد حالة الإثارة التي خلقها مورينيو تفوق الأضرار التي سببها بتجاوزاته بين الحين والآخر. والدليل الكبير على ذلك أن المدرب البرتغالي لا يزال المطلوب الأول في العالم لتدريب أكثر من فريق سواء في انجلترا أو فرنسا أو حتى في روسيا، ولكن الأمر في نهاية المطاف يتوقف على قراره هو شخصياً، وهو لن يتخذ قراراً إلا بناء على حصيلته النهائية من الألقاب والبطولات مع نهاية الموسم الحالي، حيث يعني الفشل في الحصول على لقب كبير، خاصة دوري الأبطال أو الدوري الإسباني رحيله مباشرة عن منصبه الحالي، ويتردد أنه تعهد أمام فلورينيتو بيريز بأنه سوف يحصل على بطولة كبيرة مع نهاية الموسم الحالي. الملايين من جماهير الريال يحلمون بوقف المد الكتالوني والتفوق البرشلوني، ولم يكن حصول الملكي على لقب كأس الملك الموسم الماضي على حساب البارسا كافياً لتحقيق هذا الحلم، فالجميع يترقبون نجاح مورينيو في الظفر بلقب الدوري الإسباني، أو دوري الأبطال، وربما يحصل عليهما معاً. وسيكون من الرائع “وفقاً لحلم عشاق الريال” أن يتحقق هذا الإنجاز على حساب البارسا، وفي حال فشل مورينيو في تحقيق هذا الهدف، فسوف يفتح وكيل أعماله المزاد بين الأندية الراغبة في الحصول على خدماته بنهاية الموسم الحالي، سواء انجي الروسي بأمواله الطائلة، أو مان يونايتد “في حال تخلى فيرجسون عن منصبه”، أو باريس سان جيرمان صاحب المشروع الكبير في ظل ملكيته من جانب جهات قطرية. البداية مع إنجي الروسي الذي يملكه المليارير الروسي سليمان كاريموف، والذي يتمنى الحصول على خدمات مورينيو بعد أن تمكن من جلب بعض نجوم الكرة العالمية، وعلى رأسهم إيتو، وتشير آخر التقارير إلى أن العرض الروسي لمورينيو وصل إلى 30 مليون يورو سنوياً “خالصة الضرائب” ليصبح أغلى مدرب في التاريخ، وبفارق كبير عن أقرب ملاحقيه. ويبدو أن الرفض هو الاحتمال الأقرب لهذا العرض على الرغم من الإغراء المالي الكبير، فالدوري الروسي لا يتمتع بزخم إعلامي كبير، وإن كان وكيل أعمال مورينيو يشتهر بأنه يبقي جميع الأبواب مفتوحة. في المقابل، لن يكون من السهولة بمكان أن يرفض مورينيو العرض القطري لتولي مقاليد الأمور في باريس سان جيرمان، خاصة أن النادي الفرنسي يتمتع بمكانة جيدة، ويلعب في دوري لا بأس به، بالإضافة إلى أن هناك مشروعاً كبيراً لجعل الفريق واحداً من القوى الكروية الكبيرة في أوروبا، وليس في فرنسا وحدها. وفي حال وافق مورينيو على قبول العرض “الباريسي” فسوف يتمتع بأعلى درجات الحرية في إدارة شؤون الفريق، فضلاً عن منحه الوقت والمال لتحقيق طموحات جماهير النادي والجهات المالكة له. ووفقاً لتقارير إسبانية وإنجليزية، فإن مورينيو لديه “هوساً” كبيراً بخلافة أليكس فيرجسون في تدريب مانشستر يونايتد، وهو النادي الوحيد في العالم الذي يعوضه عن أي إخفاق مع الريال، وذكرت بعض التقارير أن مورينيو قد يتخذ قرار الرحيل عن الريال نهاية الموسم في حال قرر أليكس فيرجسون التخلي عن المنصب الذي يشغله منذ عام 1986. وسبق للمدير الفني لليونايتد أن قال إنه يثق في قدرة مورينيو على قيادة يونايتد في المستقبل، وفي الوقت ذاته أقر مورينيو في أكثر من مناسبة بأنه يترقب يوم العودة إلى العمل مع أحد أندية الدوري الإنجليزي، خاصة أن له تجربة لا تنسى مع تشيلسي بين عامي 2004 و2007. يذكر أن مورينيو الذي يقول البعض عنه إن أسهمه تراجعت بعد قيادته للريال، خاصة أن منافسه المباشر برشلونة يمر بأفضل فتراته على مر التاريخ يعاني ضغطاً كبيراً، ولكنه لا يزال يتمتع بمكانة كبيرة، وإن رصيده التدريبي يتحدث عن نفسه، فقد حصل على 18 بطولة خلال 11 عاماً أمضاها في التدريب، ومن أهم إنجازاته الحصول على دوري الأبطال مع بورتو وإنتر ميلان، فضلاً عن دوري إنجلترا وإيطاليا أكثر من مرة، وتقول الأرقام إنه خاض كمدرب 519 مباراة حقق الفوز في 353 مباراة، والتعادل في 104، وتلقى 62 هزيمة، محققاً نسبة نجاح بلغت 68%.