الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سوريون يستعدون لبرد الشتاء بـ «جفت الزيتون»!

19 سبتمبر 2012
الباب (سوريا) (أ ف ب) - من بعيد يبدون كأنهم يفرغون في دلاء حقلا للنفط الخام في أرض مكشوفة.. في الواقع يجمع هؤلاء المزارعون السوريون محروقات لكن مادتهم الأولية هي الزيتون. تجفف أسرة أحمد أبو أحمد (80 عاماً) قرب مدينة الباب التي تستهدف يومياً بغارات الطيران السوري في شمال شرق حلب، في الشمس عجينة الزيتون الممزوجة بالماء والمعروفة باسم الجفت، التي ستكون هذا الشتاء بديلا للمازوت الذي ارتفع ثمنه كثيراً بسبب الحرب. وقال الرجل المسن مبتسماً “أجدادنا كانوا يفعلون ذلك، ومع اندلاع المعارك أصبح الفيول لتشغيل المواقد باهظ الثمن، وبدأنا العام الماضي مجدداً بتجفيف عجينة الزيتون”. وأضاف “أتذكر ذلك جيداً عندما كنا أطفالا.. لم يكن هناك أي بديل آخر”. ونزلت نساء محجبات حتى الخصر، في العجينة السوداء التي تفوح رائحتها من الحفرة الكبيرة التي أقيمت بين أشجار الزيتون والفستق. وتقوم النساء بمساعدة أطفال يضحكون ويلهون بملء دلاء ينقلونها الواحد تلو الآخر لإفراغها في قاطرة تجرها جرافة. ويجلس قرب الحفرة رجال يراقبون العملية ويشرحون مراحلها لصحفيين أجانب لكنهم لا يسمحون لهم بالتقاط صور للنساء. وقال مصطفى (37 عاماً) أحد أبناء أحمد أبو أحمد “بعد عصر الزيتون ننقل بخرطوم كبير ومضخات ما تبقى منه في الحفرة من معاصر الزيتون التي ترونها هنا في الجانب الآخر من الطريق”. وأضاف “نضيف الماء ونترك المزيج طوال فصل الشتاء أي سبعة إلى ثمانية أشهر ثم في نهاية الصيف نخرجه لتجفيفه”. ويتم لاحقاً تمديد عجينة الزيتون على الأرض في مربعات كبيرة. وخلال أيام تجف العجينة تحت أشعة الشمس الحارقة في نهاية فصل الصيف وتتقلص وتتفتت إلى قطع صغيرة تجمع وتوضع في أكياس بلاستيكية كبيرة. وأوضح مصطفى “في الموقد تشتعل العجينة أفضل من الحطب أو أي مادة أخرى لاحتوائها على الزيت”. وأضاف “يتم إحراقها وحدها أو تمزج إلى قطع حطب تكون ساخنة جداً وتفوح منها رائحة عطرة”. وارتفع سعر المازوت لإشعال المواقد إلى حد كبير من سبع ليرات سورية (0,08 يورو) لليتر الواحد قبل بدء المواجهات إلى 15 ليرة سورية واليوم إلى 65 ليرة سورية (0,75 يورو). وقال أبو أحمد “إن المازوت أنظف وأكثر عملانية.. لا حاجة إلى كل هذه العملية المعقدة، لكن لم يعد في إمكاننا شراؤه لأنه باهظ الثمن”. وأضاف “لا نبيع عجينة الزيتون بل نوزعها بيننا على الأسرة وأحياناً الجيران أو الذين ليس لديهم وسيلة تدفئة”. وقال ابنه “قد تصل درجة الحرارة هنا إلى خمس درجات تحت الصفر في يناير.. إننا قريبون جداً من الجبال في تركيا”، وأضاف “إننا كالنمل إذا لم نعمل خلال فصل الصيف نموت من البرد في فصل الشتاء”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©