الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإبل.. أسماء مستلهمة من واقع البيئة المحلية قديما وحديثا

الإبل.. أسماء مستلهمة من واقع البيئة المحلية قديما وحديثا
15 فبراير 2010 20:41
تطلق على الإبل مسميات كثيرة فهي “الجمال والنوق والبعير والهجن والركائب والظعائن....” ويتفرع عنها أسماء صغارها. فيما أطلقت العرب أسماء على كل واحد منها، سواء تبعا للونه أو لعلامة فارقة في جسده أو مسلكه أو طبعه أو قدرته. وفيما يذكر بعض استشاريي تراث البيئة البرية في الإمارات “أن مسميات الإبل عبر التاريخ سواء تلك التي ترصدها الكتب أو المتداولة بين الناس شفاها تكاد تبلغ الألف اسم”! نجد أنه في الإمارات وحدها يمكن رصد مئات آلاف الأسماء للإبل، تبعا لنوعها أو لونها أو نسبها أو حالتها أو عملها وفوائدها. تمثل الإبل أعلى درجة من درجات التأقلم مع بيئتها الصحراوية، ولعل في هذا سببا رئيسا في أن يودها ويفضلها أهل البادية.. وهي تعتبر في الإمارات كائنا محبوبا يتصف بالعون والصبر والوفاء، ولها مكانة تستحق معها أجمل الأسماء التي تُستنبط من أعماق البيئة المحلية إن من ناحية الأجداد قديما أو الآباء والأبناء حديثا. وشكّلت العناية الكبيرة التي أولاها مؤسس الدولة -المغفور له بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لتراث المنطقة بكل تفاصيل بيئتيها البرية والبحرية دافعا لدى أبناء الدولة نحو حماية تراثهم والمحافظة عليه ونشره، خاصة فيما يتصل بالاهتمام في سفينة الصحراء التي قاست بعض ما قاسوه وتحملت بعض ما تحملوه. لذا انطلق الاهتمام باقتناء الإبل سواء لما يتصل من فوائدها أو للمشاركة في منافسات السباق والمزاينة. البيئة البرية جاء في أحد أعداد مجلة “تراث” الشهرية؛ الصادرة عن “نادي تراث الإمارات” أنه من أشهر إبل الشيخ زايد رحمه الله، كانت هناك: “الشاهينة، درعية، الطيرة، الوثبة، مايدية”. وهي أسماء تحاكي تراث المنطقة. في هذا الإطار يقول محمد الرميثي- استشاري ومالك إبل وهجن: “نعتني كثيرا بحلالنا من الإبل والهجن، ونخصها برعاية فائقة، ونطلق عليها (ذكور وإناث) أسماء مألوفة في بيئتنا وتراثنا، ونعتمد في ذلك إما على الأوصاف الجميلة، للإناث: “الخود، الخريدة، دخيمة، المملودة، مضية، منيفة، دفية، فارعة، نشبة، مريفة”. وللذكور: “رسال، عيدان، سديم، دوسر، سرعـوف، شملال، دواني”. أو على استبشارنا بالخير والرزق، فنسمي الإناث: “ديمة، صوغة، هماليل، التبر، سجية، وفرة”. والذكور: “منعور، مترف، وصايف، سعدان، مكارم، يمّان”. أو على فوزها والتيمن بربحها إذا كانت هجن سباق، فنسمي الإناث: “الأولى، الذهبية، العالية، الفايزة، مبروكة”. والذكور: “الغالي، كسبان، المنصور، سبّاق، الصعود”. ولا يخفي الرميثي توجه كثر منهم إلى تسمية هجنه بأسماء تحمل القوة والتحدي اللازمين خلال خوض السباقات، يقول: “نختار لهجن السباق أسماء فذة تحمل العنفوان، من أسماء الإناث: “الصاعقة، انفجار، مهولة، الضاربة، مدمرة، الكايدة (الكايدة: ملكة جمال الإبل في الإمارات يملكها راشد بن علي المنصوري، ويقدر ثمنها 5 ملايين درهم). والذكور: “القاهر، حرقان، الكايد، زلزال، مقدرة، جبار”. من بين مسميات الإبل، هناك “البعير” وهو اسم عام يشمل الذكر والأنثى (يشير الدميري في كتابه حياة الحيوان: سمي بعيرا، لأنه يبعر بصوته، وهو يشمل الجمل والناقة كالإنسان يشمل الرجل والمرأة). أنواع ومسميات يقول الشاعر محمد بن يعروف- استشاري في تراث البيئة البرية، موضحا ما يتصل ببعض المسميات: “كرّم الله عز وجل الإبل وذكرها مرارا في كتابه العزيز. والإبل: اسم يطلق على الذكر والأنثى والصغير والكبير. والذكر هو “الجمل”، والأنثى هي “الناقة”. وكذلك الهجن: اسم يطلق على الذكر والأنثى، وهي الركايب من الإبل تتصف بالخفة والرشاقة. منها “الذلول” أي ما يركب بعد عسفها حيث تستخدم في السباقات. وهناك الراحلة: أيضا من الركايب لكنها للأسفار. والزمول: الآباء من الإبل. والبوش: الأمهات من الإبل. والفحل: ذكر الإبل الذي يقوم بتلقيح النوق. والمطية: الأنثى التي يمتطى ظهرها. والخلفة: الناقة عندما تلد. واللقحة: الأنثى التي في بطنها مولود (تسمى أيضا مخاض). والعشراء: التي أتى عليها عشرة أشهر من حملها. والحيل: يطلق على الإبل التي لقحت ولم تلقح. والمسوح: التي تدر الحليب عند المسح على ثديها بدون أن يرضع وليدها. والحوار: مولود النوق. والبكرة: هي الأنثى الشابة من الإبل. والخلوج: الناقة التي تحزن على موت ولدها. والقعود: ما يتخذ للركوب وحمل الزاد. والظعائن: التي تحمل الهوادج ومن بداخلها. والعيس: هي البيض الكرام من الإبل، ويخالط بياضها بعض الشقرة. والمعاويد: التي ترفع الماء من البئر العميقة. والشملال: الخفيفة السريعة. والشارف: المسنة من النوق”. كما يذكر بن يعروف مسميات أخرى لها، من بينها: (الدوسر، البخت، القلوص، الشول، الثنايا، المفاريد، المجاهيم، بعارين، السواني) ويردف: هناك المزيد من أسمائها، بعضها وردت في قصائدنا نحن الشعراء. أسماء عصرية كانت الإبل قديما تكنى (أم مسعود، وأم حوار، أو بنات الفحل، وبنات البيداء، وبنات النجائب). بينما يكنى الجمل (أبي أيوب، وأبي الصفوان، وابن صوغان وابن العتيج). وفي عصرنا الحالي ثمة إبل تكنى بأبي النوازل، وأم المعارك، وابن الصاعقة.. بينما في عصرنا الحالي دخلت أسماء حديثة تحاكي العصر. يقول في ذلك علي بن سالم المنصوري- مالك ومضمّر هجن: “باتت بعض الأسماء الحديثة تدخل على هجننا، فأنا شخصيا لدي جمل بطل سباقات لم ينهزم في أي سباق له، أسميته “عمار” تيمنا بالممثل التركي في مسلسل “دموع الورد”. وكنت من قبله أسميت شقيقته “إعمار” الفائزة بعدة جوائز؛ على اسم إحدى الشركات في الدولة. بينما يطلق بعض ملاّك الإبل والهجن أسماء عديدة عليهما، ويحرصون على انتقاء الأجمل لفئة الهجن لأنها تشارك في السباقات ويتردد اسمها بين الناس، من بين تلك الأسماء للإناث والذكور: “نجمة، فجر، وله، جود، بشر، زين”. وثمة أسماء تخص ممثلات ومذيعات من قبيل: “نورمان، سوزان، حليمة، يمنى”. وأخرى بأسماء مدن: “الشامية، كازابلانكا، سينا، صلالة، عذاري”. فيما يجمع أصحاب الهجن والمضمرين على أنه لا يمكن حصر أسماء ومسميات الإبل والهجن، فهي يوميا بازدياد، ومع كل ولادة “حوار” يولد اسم جديد.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©