الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاطمة المغني: يجدر بالمرأة الإماراتية أن تدعم نفسها

فاطمة المغني: يجدر بالمرأة الإماراتية أن تدعم نفسها
15 فبراير 2010 20:44
حققت المرأة الإماراتية عدة إنجازات، وعرفت نجاحات كثيرة بحكمة القيادات الرشيدة التي جعلتها في الريادة، حيث تبوأت أحسن المراكز، ووصلت إلى أماكن صنع القرار، حيث تعتبر فاطمة المغني، العاملة في وزارة الشؤون الاجتماعية بالشارقة، والتي تحمل لقب عميدة المتطوعين في الإمارات، إنَّ بين الإماراتيات كثيرات يستحققن أن ينظر إليهن بوصفهنَّ نماذج للنساء الناجحات اللواتي يصلحن للاقتداء بتجاربهن الكفاحية المثمرة. هنا حوار معها. هي امرأة خبرت الحياة بتفاصيلها وجزئياتها، ناضلت وتعلمت، وحازت على أحسن المراكز الاجتماعية، انطلقت من محيطها الصغير نحو العالم الفسيح، ساعدت الناس ومدت يد العون للمحتاج، وتطوعت يوم كان التطوع لا مظلة له، عن حياتها وعن نظرتها للمجتمع الإماراتي وعما تحقق للمرأة الإماراتية تقول: انتزعت حقي في التعليم يوم كان خروج المرأة إلى العالم الخارجي يستدعي نقداً اجتماعياً قاسياً، وساعدني في ذلك أني ترعرعت في كنف عائلة متفهمة، واعية بما تحمله الدراسة من تفتح للمدارك وتوسع للآفاق على العالم، وحصلت على شهادة الثانوية العامة سنة 1976، وبعد هذا التاريخ مباشرة تزوجت وكان ذلك سنة 1978، أنجبت ثلاثة أطفال، عملت خلال هذه الفترة، ولم توقفني انشغالاتي الأسرية عن التفكير في الدراسة، لهذا أكملت دراستي الجامعية قسم تربية وعلم نفس، حصلت على شهادة البكالوريوس، وقبل هذه الفترة، وفي سنة 1979، شغلت منصب مديرة مركز التنمية الاجتماعية في خورفكان. وتضيف المغني: بعد حصولي على البكالوريوس، كان عندي إصرار كبير على التخصص في مجال الصحة النفسية، ثم اتجهت نحو التطوع الذي أضاف إلي الكثير من المهارات، وصقل مواهبي، وعلمني التواصل مع الناس من حولي، ومد يد العون لهم، حيث بدأت في هذا المجال منذ كنت صغيرة في المدرسة الابتدائية، كنت أعاون الطالبات الضعيفات في الصف، أساعدهم لحفظ جداول الضرب، وأساعد كل محتاج على تجاوز الصعاب، شاركت في الإذاعة المدرسية، وتعلمت كل ذلك من خلال بيتنا حيث كان أهلي يحبون مساعدة الغير، كما ساعدت في تعليم الكبار في إطار محو الأمية، وخلال العطل المدرسية كنت أشارك في تحفيظ القرآن الكريم، كما كنا نعمل على مساعدة الحالات الصعبة، وكان لي دور في جمع التبرعات، وذلك خلال بداية الاتحاد، وكان التطوع يتم بشكل فردي وجماعي، ولم تكن هناك جمعيات أو مؤسسات في هذا المجال، بل كان التطوع يسير بجهود فردية، وكانت المدرسة نقطة إشعاع في العمل التطوعي والاجتماعي. جوائز ومناصب نتيجة مجهوداتها في إطار العمل التطوعي، ومساعدة الحالات الصعبة حصلت المغني على العديد من الجوائز، حيث تقول عن ذلك: فزت بجائزة «الشارقة للعمل التطوعي» في دورتها الأولى، وحصلت بعد ذلك على العديد من الجوائز، حيث شغلت الكثير من المناصب الأخرى إذ كنت عضوة في المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة من سنة 2004 إلى 2007، وعملت رئيسة مجلس سيدات أعمال الشارقة من سنة 2007 إلى 2009، وعملت أمين عام مساعد الجمعية العربية للتنمية البشرية والاجتماعية والنفسية، بجمهورية مصر العربية، وكنت أول إماراتية تتبوأ هذا المنصب، كما شغلت رئيسة كثير من الجمعيات التطوعية، ومازلت إلى اليوم منتسبة إلى جمعيات تطوعية في الإمارات، وفي الوطن العربي، وأسعد كثيراً بلقب عميدة المتطوعات، وكانت من بين من أطلق عليَّ هذا اللقب إحدى أهم المتطوعات في دولة الإمارات، وهي مريم يماني. التطوع بين الأمس واليوم تتذكر المغني أن العمل التطوعي في السابق كان تحفه صعوبات كبيرة وكثيرة، وهو يختلف عنه اليوم، حيث وسائل المواصلات يسرت كل الأمور، وتقول في هذا الصدد: في الماضي كان العمل التطوعي حراً، وبمجهودات فردية أو جماعية، ولم تكن هناك جمعيات أو مؤسسات ترعى التطوع وتنظمه، كان شعوراً نابعاً من عمق الإنسان حين إحساسه باحتياج الآخرين له، حيث كان يطلق عليه «الفزعة»، وهي المبادرة سريعاً لمساعدة الآخرين ومساندتهم، فمن تعرض بيته للاحتراق كان الجميع يتحرك سريعا ليساعده في إطفاء الحريق، وبناء بيت جديد، وجمع المساعدات له، وللمسألة بعد مادي ومعنوي كبير، تنقذ المتضرر من الإحساس بكونه وحيداً. وإذا غرق مركب مثلا يهب الجميع للمساعدة ويسرع في ذلك، وفي الزواج تجهز الذبائح وتجمع مبالغ مالية لمساعدة أهل الفرح، وغيرها من المواقف الإنسانية الاجتماعية، ومن الصعوبات الكبيرة التي كانت تعترضنا في تلك الفترة، صعوبة التنقل والوصول إلى كل الإمارات والمناطق النائية، والصعوبة الكبيرة تمثلت في نقل المرضى إلى المستشفيات، وإنقاذ بعض المتضررين المتواجدين في الأماكن البعيدة، وكنا نعاني من عدم انخراط الناس في عملية التطوع، حيث كان أغلب الناس منشغلون بالبحث عن العمل، كالبحث عن اللؤلؤ والصيد حيث كانت الرحلات تدوم شهورا عدة، كما أن العمل التطوعي للمرأة كان ينظر له نظرة دونية من المجتمع. المرأة سابقا قوة اقتصادية ونجاح أسرة تتحدث فاطمة المغني عن المرأة في السابق وتقول: كانت المرأة زمان تعادل مجهود الرجل بل تفوقه بكثير، كانت القائدة للبيت، صابرة مثابرة مجتهدة وصائنة البيت والولد والزوج، كانت تتحمل المتاعب والصعاب في ظل غياب الزوج للصيد، كانت لها صولات وجولات وقوة، وكانت الجدة مثلا هي حاضنة البيت ومظلته التي يستظل بها الجميع، تعلم أسلوب الحياة، وتدير اقتصاد البيت بحكمة، بحيث كان الزوج يترك مبلغا من المال ليسد حاجة البيت حين غيابه في رحلاته الطويلة، فترعاها ربة البيت وتنميها لتصبح بهائمها وأرضها وأملاكها مضاعفة، وتعتمد اعتمادا كليا على نفسها وتحول كل من حولها لسواعد تتحمل معها المسؤولية، فكانت القوة في الاقتصاد وتربية الأطفال وإدارة المال، واختلف اليوم كل شيء فكل الأمور أصبحت يسيرة وسهلة، واختلفت امرأة اليوم عنها في الأمس من حيث المضمون، في طريقة التفكير، بحيث كانت في السابق تنتفع من محيطها بحكمة، وتنتج بنفسها، وتتعب في ذلك، أما اليوم فالاعتماد الكلي على الخدم والعاملين مما أدى إلى تعطيل قدراتها في جانب عدم الإحاطة بكل تفاصيل حياتها، وأصبحت المرأة تفكر بشكل سلبي جدا وقل صبرها، فزادت نسبة الطلاق بعد أن كانت تعتبره المرأة عيباً في السابق، وهنا المسؤولية تقع على الأسرة كذلك حيث تربي البنت وتعلمها كيفية اختيار أحسن فستان، وأحلى أثاث وأغلاه بينما هي تجهل طريقة التعامل مع الزوج وتقدير الحياة الأسرية، وفي السنوات الأخيرة تغيرت مسببات الطلاق إذ كانت في مرحلة معينة ناتجة عن صغر سن الزوجة، وعدم درايتها بأمور الحياة الزوجية ليصبح دخولها والرجل لسوق الأسهم، والاستخدام الكثير لوسائل الاتصال الحديثة، من مسببات الطلاق. دعم الأسر المنتجة تتبنى وزارة الشؤون الاجتماعية مشروعا رائدا في دعم الأسر المنتجة، حيث تحولت مهمتها ضمن استراتيجية اتحادية من رعاية اجتماعية إلى تنمية اجتماعية، عن ذلك تقول المغني: تتبنى وزارة الشؤون الاجتماعية استراتيجية أرست قواعدها الحكومة الاتحادية، وهي تحول خطة الوزارة من رعاية اجتماعية إلى تنمية اجتماعية، حيث كانت في السابق تخصص لأفراد بعض الأسر مبالغ مالية لرعايتهم أما اليوم فهي تدعم الأسر المنتجة لتشجع الناس على الإنتاج، ولتصبح لهم مشاريع خاصة يستفيدون منها وينمونها مستقبلاً، والهدف هو إعطاء القادرين على العمل فرصة الاعتماد على مشاريعهم الخاصة، بدل الاعتماد المادي على الشؤون الاجتماعية، واعتمد تدريب المستحقين لهذا الدعم بهدف تحسين مستوى الأسرة الإماراتية، ورفع كفاءة أفرادها، والتعرف على مواهبهم، ليصبحوا نافعين للمجتمع ولأنفسهم، كما جرى التركيز على الحرف اليدوية والأفكار وتجارة المشاريع، حيث تمثل الدعم المقدم بقدر مادي لاجتياز عقبات البداية. اعتبر الناس في البداية هذا التحول تراجعاً عن حقوق مكتسبة، وعن ذلك تقول المغني: اعترضنا في بداية تطبيق هذا التحول بعض الصعوبات المتمثلة في انتقادات الناس، خاصة أن بعضهم ينظر للعمل اليدوي نظرة دونية، أما اليوم فقد تغيرت النظرة للموضوع، وحصل قبول لفكرة الدعم وليس الرعاية، مع العلم أن كبار السن غير مشمولين بهذا التحول، بل فقط من هم في سن العمل، وبذلك تقبل الناس الفكرة تدريجياً، حتى أنَّهم شعروا بنشوة الانتصار وطعم النجاح. وتضيف المغني: إن بلادنا مهتمة بتوفير كافة الخدمات الاجتماعية للمرأة كفئة المطلقات والأرامل والأيتام والفتيات اللواتي تعدين سن الأربعين، ولا يوجد لهن معيل وذلك بإصدار قانون يكفل لهن مصدر دخل، وقد وصلت الخدمات الاجتماعية إلى تحديات بعيدة يواجهها المجتمع الإماراتي كتعليم الكبار، ومحو الأمية التي تدنت نسبتها إلى 2?، بعد أن كانت أعلى من ذلك بكثير في السابق. ثقة القيادة أنجحت المرأة المرأة الإماراتية محظوظة جدا، حيث حظيت بثقة القيادة فسمحت لها أن تنظر إلى أبعد الحدود، وأن تنطلق في كل عوالم التألق والتميز، هذا ما تقوله المغني عما تحقق للمرأة الإماراتية، وتضيف: المرأة الإماراتية تحقق لها في ظرف وجيز ما لم يتحقق لغيرها في جميع أنحاء العالم، حيث تربت في كنف أب عظيم يقدر المرأة ويحترمها، هو المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، فمنحها الثقة، وفي ظل رعاية أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام التي دعمت المرأة بكل قوة، هذه الحوافز جعلت المرأة الإماراتية قادرة على العطاء وهي امرأة قيادية حيث اقتحمت كل المجالات، ووصلت أماكن القرار، ودخلت المجلس الوطني، والمجلس الاستشاري بإمارة الشارقة، وذلك لم يأت من فراغ بل بجهودها، ونحن نفتخر بانتمائنا لهذا البلد المعطاء الذي يقدر الكفاءات ويمنحها فرصة العطاء، فلنكن كقياداتنا نمنح الثقة للمرأة ونشد أزرها ونعطيها فرصة التألق والفرص في العمل الوطني، ليس بالوظيفة ولكن عن طريق الأخذ بأيدي الخريجات في اتجاه العمل الاقتصادي الحر من جهة التمويل، وإمكانيات الاستثمار حتى لايتكدسن أمام مكاتب التوظيف.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©