الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التكريم ... ثقافة

15 فبراير 2010 20:49
«أكبر حاجة في الطبيعة الإنسانية هي الحاجة إلى التقدير» «وليام جيمس» خطت دولة الإمارات خطوات كبيرة، وقطعت أشواطاً مهمة، في مسيرة بناء الإنسان، فمنذ بداية قيام دولة الاتحاد، كان المواطن المحور الرئيسي في عملية البناء والتطوير، الذي تبنته الدولة طيلة سنواتها الأربعين، ففي مرحلة ما بعد التأسيس، كان السعي الحثيث لتثبيت خطوات لمرحلة ما بعد التمكين، التي شهدت قفزات نوعية على المستوي المحلي والإقليمي والعالمي أيضاً، وخلال فترة قياسية استطاعت أن تكون الإمارات محل تقدير وثقة واعتزاز في مجالات تفوقت بها على نظيراتها من الدول الكبرى، التي سبقتها في مجالات عدة، فلم يكن لتلك الإنجازات أن تتحقق، لولا وعي الحكومة الرشيدة، بضرورة جعل الإنسان الهدف الأساس في برامج التطوير والتنمية، عن طريق تسليحه بكافة الوسائل العلمية المتطورة، والأحدث على مستوى العالم، وتسخير كافة الإمكانات له، وفق خطط إستراتيجية طموحة، إيماناً منها بأنّ العنصر البشري أهم ركائز التطور الحضاري والإنساني للأمم، واللاعب الأول، والأداة الفاعلة في عملية النماء، والتحديث، وتمكينه من النهوض بأدواره الريادية. وانطلاقاً من هذا التوجه، جاءت أهمية إطلاق الجوائز التقديرية العديدة، لخلق بيئة تنافسية، تعنى بإطلاق الأفكار المتميزة، سواء في مجالات البحث العلمي، أو مجالات العمل الاجتماعي، أو الأداء الوظيفي أو الإنساني وغيرها، في خطوة لتحفيز ودفع الأفراد على شحذ الروح التنافسية، لتكون الجوائز التقديرية المظلة الوطنية، التي تحتضن، وتثمّن تلك الجهود، المساهمة في تفعيل ثقافة نوعية جديدة، تبرز أهمية أن يكون الفرد مميزاً في عطائه، قادراً على تخليق الأفكار، والمبادرات الإبداعية، وتنفيذها، فنجاح الفكرة ينبع من صدقها، وأهميتها تكمن في مدى انعكاسات فائدتها على الإنسان والمجتمع، كوحدة واحدة. وما كانت جائزة أبوظبي، التي أطلقها سيدي، الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، في عام 2005، إلا تقديراً وشكراً وعرفاناً من الدولة لكل المبدعين، وتذكيراً بإنجازاتهم، وتثميناً لعطاءاتهم، وإسهاماتهم في تطوير بناء، وتقدم المجتمع الإماراتي، من خلال أعمالهم الجليلة التي قدموها للدولة، وما كان المغفور له بإذن الله الدكتور عز الدين إبراهيم، الذي غادرنا قبل أيام قليلة، سوى إحدى الشخصيات البارزة التي كرمتها جائزة أبوظبي عام 2007، في ترجمة حقيقية لتقدير الدولة للعمل الإنساني كبيراً كان، أم صغيراً، من مواطنين أو مقيمين، على حد سواء، دون أن يكون للأيديولوجيات تأثير على آلية الترشيحات، ونتائجها، فثقافة التميز، وتقدير المنجز الإنساني، والإبداعي للأفراد، وإبراز حقه من قِبل الدولة، وتكريسه كمنهجية ثابتة في سلوك أفراد المجتمع الواحد، هي النواة الحقيقية لخلق جيل طموح، يسعى دائماً إلى طرق آفاق جديدة للعمل، شغوفاً بالتميز النوعي، قادراً على المنافسة والابتكار، جاعلاً من رفعة وطنه ومجتمعه هدفاً دائماً نصب عينيه. فاطمه اللامي Esmeralda8844@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©