الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قبرص تعول على الجولف لإنقاذ السياحة

قبرص تعول على الجولف لإنقاذ السياحة
10 مارس 2009 00:22
قررت السلطات القبرصية رفع عدد الملاعب المخصصة لرياضة الجولف في الجزيرة خمسة اضعاف بالرغم من شح المياه المزمن الذي تعاني منه لإنقاذ السياحة في هذا البلد شبه الصحراوي خلال فصل الصيف· ولتحقيق هذا المشروع الذي سيمكن قبرص من امتلاك 17 ملعباً، مقابل ثلاثة اليوم، تعول الحكومة على إنشاء مصانع لتحلية مياه البحر، وهو حل يتعرض للانتقادات لتكلفته البيئية بينما تعد الجزيرة أصلا من أهم منتجي المياه عبر تحلية مياه البحر في أوروبا مع ريطاليا وإسبانيا· ويرى الدكتور كوستاس باباستافروس الموظف في وزارة الزراعة والموارد الطبيعية أن ''مشروع ملاعب الجولف غير ملائم قطعاً''، مؤكداً أنه يتحدث ''بصفته عالماً''· ولفت على هامش مؤتمر حول المناخ في نيقوسيا إلى أن ''ذلك يتطلب كمية هائلة من المياه خصوصاً، وأن هذه المجمعات التي هي قبل أي شيء آخر مشاريع عقارية ستضم آلافاً من الدور الفخمة''· ووفقا لحساباته سيكون هناك حاجة لـ''30 مليون متر مكعب من المياه سنوياً'' لـ''تغذية'' نحو خمسة عشر مجمعا سيتم إنشاؤها· ''وعلى سبيل المقارنة فان حاجة السكان تقدر حاليا بـ85 مليون متر مكعب سنوياً'' كما أكد الدكتور باباستافروس· وهي احتياجات لا تستطيع قبرص تلبيتها أصلا خصوصا وأن التغير المناخي يترافق مع فترة جفاف فيما تفرض قيود مشددة منذ سنة بحيث لا تمد المنازل بالمياه الجارية سوى ثلاث مرات أسبوعيا ولنصف يوم في كل مرة· وبالرغم من ذلك فان المشروع الذي أعدته الحكومة السابقة صادقت عليه الحكومة الحالية في ديسمبر الماضي، والدافع هو أن الجزيرة القبرصية، الثالثة من حيث الحجم في البحر المتوسط، تعتمد على القطاع السياحي الذي يشكل 15% من اجمالي ناتجها المحلي والذي لم ينج من وقع الأزمة العالمية· وصرح وزير التجارة انطوان باسخاليدس لوكالة فرانس برس أن ''وتيرة الحجوزات للصيف بطيئة (···) و2009 سيكون عاما صعبا''، واضاف ''ان إنشاء ملاعب للجولف يمكن أن يسمح لنا بلا ريب بكسب أسواق جديدة (··· ) وتمديد الفصل السياحي''· وأكد الوزير القبرصي أن الحكومة ''الحريصة'' على صون الموارد الشحيحة من المياه والحفاظ على البيئة ستربط كل مشروع ببناء مصنع لتحلية المياه· اما في ما يتعلق بمسألة انبعاثات ثاني اكسيد الكربون المرتبطة بتشغيلها بواسطة البترول والتي تسهم في سخونة المناخ، فيجري الحديث عن اللجوء المنهجي الى الطاقات المتجددة مثل الطاقة الشمسية· غير ان الأوساط المدافعة عن البيئة ترى في ذلك ذرا للرماد في العيون، ولفت كريستوس تيودورو الذي يدير اتحاد منظمات مدافعة عن البيئة في قبرص إلى أن ''التكلفة البيئية أمر محتوم· فالتكنولوجيا الحالية'' لا تسمح بالاستعانة فقط بالطاقات المتجددة· ويرى أن ما ترميه هذه البنى في البحر والتلوث الجوفي المرتبط بالاستخدام الكثيف للأسمدة يطرح مشكلة ايضاً، لكن في قبرص التي تعد حاليا ثلاثة مصانع لتحلية المياه، تطرح تحلية المياه كحل للنقص إلا أن التعبئة تلقى صعوبة في التنظيم كما يقر تيودورو· ولا يتوقع كوستاس باباستافروس في الوقت الحاضر أن يدعو الحزب البيئي الصغير إلى تظاهرات، ويقول إن ''غياب الوعي البيئي في قبرص أمر واقع، والمسؤولية في ذلك تعود إلى السياسيين ومتعهدي البناء، أولئك الذين يجنون فائدة من ذلك'
المصدر: نيقوسيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©