الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطلاق المبكر.. وباء ينخر المجتمعات العربية

الطلاق المبكر.. وباء ينخر المجتمعات العربية
2 أكتوبر 2011 15:11
أصبحا ظاهرة الطلاق المبكر تشكل وباء ينخر بنية الأسرة العربية خلال السنوات الأخيرة، طبقاً لمراقبين اجتماعيين، حيث انتشرت الظاهرة بشكل لافت في المجتمعات العربية. وتتنوع الأسباب، لعل أبرزها الزواج المبكر، وغياب الوازع الديني، وعدم التفاهم وربما اعتياد الزوج على الحياة منفرداً لسنوات طويلة قبل الزواج. وفي النهاية، يترك الطلاق المبكر زوجات وأزواجاً خائفين من إعادة التجربة لتكوين أسرة جديدة مما يفقد المجتمع الكثير من الطاقات والإمكانيات. وترفض شيماء، 28 عاماً، مطلقة منذ ثلاثة أعوام، أن يكون الحب وحده أمراً كافياً لأن يصبح أساساً قوياً لبناء حياة زوجية، فمن وجهة نظرها هناك عوامل أخرى غائبة كالتفاهم والاحترام والنضج أيضاً. وعن تجربتها تقول: "تزوجت لمدة عام ونصف بعد قصة حب دامت أكثر من ثلاثة أعوام لزميل لي بالجامعة، ورغم الحب فقد تحول زوجي بعد الزواج إلى شخص آخر لا أعرفه، وبدأت المشكلات تدب بيننا منذ أول شهر في الزواج نتيجة تدخل أهله في كل تفاصيل حياتنا، وعدم نضج شخصيته بالقدر الكافي، إلى أن انتهت حياتنا بالطلاق". ويرى محمود، (30 عاماً) متزوج منذ عام واحد، أن عدم الاختيار الصحيح والتسرع قد يكون أحد أسباب الطلاق المبكر، فكل طرف يتشبث برأيه، ولا يرى الشريك الآخر في حياته، الأمر الذي يصل بهما في النهاية إلى الطلاق. ويضيف محمود بعداً آخر للطلاق المبكر، وهو تأخر الزواج بالنسبة للشباب وتعوده على الوحدة، وهو ما قد يدفعه في كثير من الأحيان إلى حب هذه الحياة بلا مسؤوليات، فإذا حدث وتزوج تكون الطامة الكبرى من مسؤولية، وتقييد لحريته فيلجأ إلى الطلاق. وتشير ميادة، (24 عاماً) متزوجة منذ عام واحد، إلى أن الطلاق المبكر ينتج عن صعوبة التفاهم بين الطرفين، فضلاً عن غياب العامل الديني عند اختيار الفتاة لشريك حياتها، رغم أنه عامل هام من وجهة نظرها، حيث إن تراجع التدين والأخلاق يجعل الحياة بين الطرفين مستحيلة. وعلى النقيض ترى وجدان (23 عاماً) غير متزوجة، أن تسرع الأهل في الموافقة على أي شاب يتقدم لخطبة ابنتهم قد تكون أحد الأسباب الرئيسية في الطلاق خوفاً من أن يفوتها قطار الزواج، وتصبح عبئاً عليهم، فلا يهتم الأهل بالبحث عن أصل الزوج أو شخصيته، ولا يتركون مجالاً للتعارف، وتكون النتيجة أن يفاجأ كل طرف بعد الزواج بأنه لا يعرف الآخر فتنشب الخلافات بينهم ويحدث الطلاق المبكر الذي تدفع ثمنه الفتاة التي تصبح مطلقة، ربما بعد عام أو اثنين. ويعتبر حسن، (35 عاماً) متزوج منذ 3 أعوام، أن مطالب الزوجة دون مراعاة ظروف زوجها المادية قد تنهي الحياة الزوجية في أقل من عام، مشيراً إلى أن أحد أقاربه طلق زوجته بعد 6 أشهر من الزواج بسبب مغالاتها في طلباتها، رغم أنها كانت تعلم جيداً أن زوجها لا زال في مقتبل الحياة وأنه استدان كثيراً من أجل إرضائها، مشيراً إلى أن إغفال الجانب الديني في تربية الأبناء الذين يصبحون أزواج وزوجات في المستقبل يضر كثيراً بحياتهما الزوجية. وتتجاوز نسب الطلاق في السعودية 20% من نسب الزواج سنوياً، و69 حالة طلاق يومياً و3 حالات كل ساعة بحس دراسة أكاديمية سعودية. وفى مصر، أشارت أرقام غير رسمية إلى 12 ألف حالة طلاق شهرياً. وتشير د. نوارة مسعد، أخصائية علم الاجتماع بـ"المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر"، إلى وجود عدة عوامل تكون سبباً رئيسياً في وقوع الطلاق المبكر منها سوء الاختيار وعدم نضج شخصية بعض الشباب والشابات بالقدر الكافي، فتدليل الأبناء وعدم قدرتهم على تحمل المسؤولية يجعل الزواج بمسؤولياته كابوساً مزعجاً يسعون للتخلص منه بأسرع وقت. بالإضافة إلى عدم التكافؤ بين الزوجين سواء الاجتماعي أو الفكري، وهو ما يخلق مشكلات كثيرة تظهر في أول عام في الزواج ويصعب التغاضي عنها. وتطرح الأخصائية نوارة سبباً آخر للانفصال المبكر وهو إيقاع العصر الذي نعيشه والذي جعل السرعة شعاراً حتمياً في كل شيء في التكنولوجيا وفى الحياة والحب والزواج دون التفكير في اعتبارات أخرى مثل وجود طفل ثمرة لهذا الزواج السريع. لذا فطول فترة الخطوبة من وجهة نظر نوارة قد يؤدى إلى قدرة الطرفين على فهم بعضهما البعض ومعرفة مميزات وعيوب كل طرف تحت رقابة الأهل. وتضيف أن التعامل مع الزواج بمنطق أنه حياة جديدة مرها قبل حلوها يجب أن يكون أساساً في التعامل بين الزوجين ومحاولة تقبل عيوب ومميزات الطرف الآخر في العلاقة. لذلك فالحب الإفلاطوني ليس دافعاً بمفرده لاستمرار الحياة الزوجية، فكم من زيجات بدأت بالحب وانتهت بالطلاق السريع بعد الزواج لافتقادها لغة التفاهم أو تصور الحياة الزوجية بشكل غير واقعي الأمر الذي يجعل الحياة الزوجية صدمة للطرفين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©