الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

برامج التواصل الاجتماعي تسحب بساط المعايدة من الرسائل النصية

برامج التواصل الاجتماعي تسحب بساط المعايدة من الرسائل النصية
25 سبتمبر 2015 10:04
ريم البريكي (أبوظبي) يبدو أن الرسائل النصية للتهاني بعيد الأضحى المبارك أصبحت من الماضي، بسبب لجوء شريحة كبيرة من المشتركين إلى تطبيقات التراسل الفورية المجانية على الواتس آب والفيبر، وبي بي إم، وفيس بوك، وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، لإرسال تهانيهم إلى أصدقائهم وذويهم. وساعد انتشار الهواتف الذكية بين المستخدمين في الإمارات، على استخدام التطبيقات المجانية لوسائل التواصل الاجتماعي والتي أضحت متوفرة ومتاحة في هواتفهم الذكية، وأسهمت في توفير كثير من النفقات التي كانت تدفع في الرسائل النصية والتي يكثر عادة استخدامها في الأعياد والمناسبات الأخرى. وبحسب دراسة لشركة آب ميكر فإن دولة الإمارات أصبحت تحتل المرتبة الأولى عالمياً في نسبة مستخدمي الهواتف الذكية في العالم، بمعدل 73.8% يليها كل من كوريا 73% والسعودية 72.8% في المرتبة الثانية والثالثة على التوالي، واحتلت سنغافورة المرتبة الرابعة 71.7% والنرويج في المرتبة السادسة بنسبة 67.5%. وتشير تقارير هيئة تنظيم الاتصالات، إلى تراجع بنسب كبيرة سنوياً في عدد وإيرادات الرسائل النصية «أس أم أس» لدى اتصالات ودو، ففي عام 2013 تراجع عدد الرسائل النصية بنسبة 13%، مقارنة بعام 2012 وبنسبة 33,5% مقارنة مع عام 2009، ليصل عددها إلى 2,37 مليار رسالة مقارنة مع 2,72 مليار رسالة عام 2012، ومع 2,9 مليار رسالة عام 2011، و3,25 مليار رسالة عام 2010 و3,57 مليار رسالة عام 2009. وأكد عباس فرض الله خبير في مجال الاتصالات والتطبيقات التكنولوجية أن تطبيقات التراسل المجانية ووسائل التواصل الاجتماعي استطاعت فعلا الاستحواذ على النصيب الأكبر من رسائل التهنئة والمعايدة في أغلب المناسبات الدينية والوطنية. وأشار إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ساعد على اتساع قاعدة المعارف لدى الأشخاص فلم تعد تقتصر على الأهل والأقارب فقط، فهناك الأصدقاء وزملاء العمل، وهذا العدد الكبير من المتواجدين في قائمة الاتصالات لدى أي منا يحتاج لتكلفة مالية كبيرة وجهد كبير في حال تم توجيه رسائل نصية أو رسائل وسائط لكل منهم. وأضاف أن برامج الرسائل التطبيقات أسهم في تخفيف هذا العناء وأوصل التهاني بالعيد عبر رسالة «برودكاست» لجميع المضافين بقائمة المتصلين، في ذات الوقت ودون أن يستثني أحدا. وأضاف عباس أن الجهات المزودة لخدمات الاتصالات تقدم هي الأخرى تخفيضا يخدم المهتمين بالرسائل النصية، فلايمكن تعميم ظاهرة استخدام التطبيقات على جميع المستخدمين للهواتف المتحركة، فهناك شريحة تفضل اللجوء إلى الرسائل النصية وهذه الفئة تفضل التأكيد على معايدة الأشخاص فردا فردا، وبالأسماء والتأكد من وصول الرسائل إليهم. وأوضح عباس أن بعض الأشخاص رغم تعاملهم مع بعض التطبيقات رسائل التواصل الاجتماعي إلا أنهم في مناسبات عدة لايقومون بفتح التطبيق، وهو ما يحدث معه شخصيا، حيث إنه ينشغل عن فتح رسائل التطبيقات. ورأى عباس أنه يتوجب على الأشخاص التنوع في إرسال دعوات المعايدة بالعيد بين التطبيقات الحديثة والرسائل النصية وعدم تجاهل أن هناك من الأشخاص من يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، وهناك من ينتظر رسائل نصية اعتاد على مشاهدتها من خلال شاشة هاتفه. وذكر عباس أهمية مثل هذه الرسائل التي لا تغني بحال من الأحوال عن المعاودة الصوتية للأهل والأقارب، والتي لها الأثر الأكبر في الطمأنينية على الأهل، وتساهم في تقوية العلاقات بين أفراد المجتمع. وتفضل هند علي (موظفة) استخدام التطبيقات بدلا من الرسائل النصية، مبينة أن زمن الرسائل النصية ولى، والآن هو زمن الرسائل «الواتس آب» مبينة أن السرعة في إيصال الرسالة، والتأكد من وصولها أمر يحسب لوسائل التواصل الاجتماعية، ويرجح كفتها. وبينت هند أنها ترسل رسالة واحدة إلى جميع الأشخاص المضافين لديها على هيئة «جروب» أطلقت عليه اسم الأهل والصديقات، وتحرص في كل مناسبة أن ترسل التهنئة خلال الساعات الأولى من صباح يوم العيد، مضيفة أنها تتفرغ بعد ذلك لتجهيز أولادها وبناتها الصغار للاحتفال بالعيد، فيما تقوم خلال ساعات اليوم بتتبع رسائل التهاني المرسلة إليها من الأهل والصديقات، ثم تقوم بالرد عليهم جميعا. وأفادت هند بأن التهاني لم تعد تقتصر على الأهل والأقارب وتطبيقات «الواتس آب» و«بي بي إم» بل إن الناس تهنئ بعضها البعض من خلال الانستجرام، وتويتر ولم يعد قاصرا على المعارف فحتى أنك تهنئ أشخاصا بحسابات وأسماء وهمية وهذه ضريبة التكنولوجيا، التي أبعدت الناس عن طرق التواصل القديمة والتي فيها قرب أكبر من الأشخاص المحيطين بنا. وعلقت ندى الزرعوني (ربة بيت) على الموضوع بأن الرسائل النصية انقرضت من حياتنا تقريباً ولم يعد لها وجود خاصة في أوقات اليومية، حيث عمد الكثير من الناس على التواصل عبر التطبيقات الذكية، وأهمها «الواتس آب» الذي تراه تطبيقا أصبح ملازما لتواصلنا مع الآخرين. ورأت الزرعوني أن التطبيقات الحديثة مكنت الشخص المعايد من إرسال الصور، دون أي صعوبات في وصولها إلى الأطراف المرسلة إليها، بيد أن الرسائل النصية كانت تحتاج لتحويل النص إلى رسائل متعددة الوسائط وتكلفة مالية إضافية، مضيفة أن التطبيقات مكنت الشخص من تعدد الرسائل التي يقوم بإرسالها دون خشية انتهاء رصيده أو وجود فاتورة ضخمة تنتظره، كما أتاحت له الفرصة لإرسال رسائل منوعة بين المكتوبة والصور التعبيرية. وقالت منى حمود: إن العيد فرصة يلتئم فيها شمل العائلة، وفرصة أخرى للقاء الأصدقاء والأقارب، ويستطيع كل منا رؤية الفرحة التي تغمر الوجوه في أيام العيد، ونستشعر صدق الأحاسيس ونسمع الضحكات. لكن في وقتنا الحالي اضطر العيد للصمت، واختبأت جمل التهنئة بالعيد وراء شاشات مبهمة، لم، ولن تستطيع إيصال المشاعر والأحاسيس الصادقة بين جموع المهنئين. وأضافت: كبرنا ولم نعد نشعر بنكهة العيد، وحرمنا أطفالنا من لذة العيد وفرحته، وأصبح الابن يعايد والديه بصورة أو رسالة تناقلتها ملايين الناس في نفس اليوم، أصبحت «العيدية» من فئة الخمسة والعشرة دراهم لا ترضي صغيرنا، ولم يعد صغارنا يعرفون أقاربهم، بحكم «العزلة الاجتماعية» التي أحدثتها التهنئة النصية، والتي خلقت فرحة افتراضية لا وجود لها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©