السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عماد غالغالي يعشق صناعة التحف التراثية ويصنع أكبر خنجر في العالم

عماد غالغالي يعشق صناعة التحف التراثية ويصنع أكبر خنجر في العالم
2 أكتوبر 2011 22:30
على الرغم من امتلاك مصمم واجهات المباني والنحات السوري عماد غالغاي لعدة مواهب وملكات في الرسم والنحت والخط العربي إلا أن موهبة صناعة التحف التراثية كالسيوف والخناجر والأقواس العربية القديمة هي الأحب إلى نفسه، لدرجة امتهانه لتلك الصناعة الحرفية الأصيلة وعدم اكتفائه بتركها مجرد هواية يمارسها في أوقات الفراغ. بداية متعثرة قدم غالغاي (48 سنة) إلى دبي منذ 20 سنة ليعمل في عدة مجالات كلها تندرج تحت مسمى الفن العربي الأصيل. ومن شدة عشقه لصناعة السيوف والخناجر تمكن منذ عام أن يصنع أكبر خنجر في العالم وقريبا سينتهي من صناعة أكبر سيف في العالم، وسيدخل بهما موسوعة «جينيس: للأرقام القياسية بعد انتهاء الإجراءات اللازمة لذلك والتي بدأ بها منذ فترة وجيزة. يقول غالغاي عن طفولته التي بدأت تظهر فيها مواهبه وموقف أهله منها «ظهرت موهبتي في الرسم منذ صغري فعندما كنت طالبا في الصف الثاني الابتدائي فزت بالمركز الأول على مستوى الجمهورية السورية في إحدى المسابقات الخاصة بالرسم، لكن الصدمة أن والدي ضربني على ذلك بدلا من تشجيعي لأنه اعتبر أن الرسم حرام ولا يريد أن أتعلق به فأنصرف عن دراستي، واستغرب أين رسمتها إذ لا أجرؤ على فعل ذلك أمامه واكتشف أنني رسمتها تحت السرير! وبعدها هجرت الرسم من كثرة توبيخات والدي واخترت شيئا قريبا منه أمارس عبره هوايتي وحبي للفن وفي ذات الوقت لا أغضب والدي فأشعر براحة نفسية أثناء ممارسته، فاتجهت إلى فن الخط العربي». ويضيف «ليس شرطا أن يبدع الرسام في فن الخط العربي والعكس صحيح لكنني أبدعت بالرسم والخط خصوصا بعد أن صقلت موهبتي على يد أحد الخطاطين المحترفين ممن يكبرونني عمراً وخبرة، حتى أصبحت أتقن جميع أنواع الخطوط العربية وأعشق خط الثلث». أنهى غالغاي مرحلة الثانوية العامة ولم يحظ بفرصة إكمال دراسته الجامعية لكنه عمل خطاطاً جنباً إلى جنب مع حرفي يحسن صناعة التحف التراثية كالسيوف والخناجر ومكائن الطباعة وغيرها، فأخذ يستفيد من خبراته ويتعلم منه فنونا جديدة ويفيده بخبرته في مجال الخط والرسم ضمن ورشة مهيأة ومجهزة بكافة الاحتياجات والأدوات. في هذا السياق يقول «تعلمت على يد صديقي الحرفي كيف أصنع السيوف العادية التي كنا نجهزها كطلبيات بكميات كبيرة ونرسلها إلى السعودية، وبعد أن تعلمت أساسيات صناعة السيوف طورت نفسي وصرت أصنع تحفا مميزة منها دمجت عبرها خبراتي ومواهبي في الرسم والخط والنحت، وذلك بعد قدومي إلى دبي افتتحت ورشة خاصة بي». معادن وحجارة يعكف غالغاي على صناعة تحف تراثية متعددة على هيئة سيوف وخناجر ورماح وبواريد ومسدسات قديمة واكسسوارات نحاسية وصناديق مجوهرات نفيسة ولوحات فنية تتداخل فيها خامات طبيعية مثل النحاس الأصفر أو الأحمر أو الفضة ومطلية بالذهب والخشب، أما الرخام والحجارة فيحفر منها جداريات للمباني والقصور والمساجد ونحوها، ويكره التعامل مع القوالب التي تصب فيها التحف فتخرج نسخا متشابهة تخلو من الروح الحقيقية للفن والتي لا تنفصل البتة عن روح الفنان الذي أبدعها وشغلها بيديه ونحتها بطريقة يصعب تقليدها حتى منه شخصيا، كما يعتبر غالغاي تلك الخامات الطبيعية التي يستخدمها كالحجارة والذهب والفضة، وتمتلك روحا وحسا تخاطبه ويخاطبها وتدعوه ليتحد معها بفنه وإتقانه. وكثيرا ما يعرج غالغاي بفنه ومنحوتاته على تراثه الشيشاني أو القوقازي فهو سوري من أصل شيشاني، ويتقصد أن يحييه أو يعبر عن اعتزازه به خصوصا في صناعته للسيوف والخناجر التي يتميز كل منها بنقوش وأشكال لا تشبه إحداها الأخرى استوحاها من حضارته القديمة، وكذلك استوحى من حضارات عربية أخرى وذلك بفضل ما لديه من مخزون ثقافي اكتسبه عبر قراءاته عن أسلحة الشعوب الغابرة ومن زياراته للمتاحف وإمعانه فيما يميزها. وصنع غالغاي ما يتجاوز 600 خنجر لكل منها تصميمه وشكله ونقوشه المتفردة، ويذكر أن فكرة صناعة أطول خنجر في العالم جاءت من مدى حبه لصناعة الخناجر ورغبته في تجسيد تراث بلده، إذ يعتبر الخنجر الضخم الذي صنعه صورة طبق الأصل عن الخنجر القوقازي الذي ورثه عن والده وجده ويبلغ طوله 47 سم. ويشار إلى أن غالغاي مصمم جدارية الخط العربي المنحوتة على حجر الجرانيت، الموضوعة في مقر ندوة الثقافة والعلوم في دبي، حيث تم اختيارها من بين كثير من المقترحات الفنية لفنانين آخرين. مواصفات الخنجر عن مواصفات الخنجر الذي صنعه وعما قريب سيدخل به موسوعة جينيس، يقول غالغاي «عكفت 3 أشهر على صناعة أطول خنجر في العالم والذي يصل طوله إلى مترين و65 سم ووزنه 100 كجم، استخدمت فيه الحديد الستانليس المقاوم للصدأ وخشب زان فاخرا وجلدا طبيعيا وآلافا من الفصوص والكريستالات وحليات فضية صنعتها أيضا بيدي، كما حفرت على نصله جملة لا إله إلا الله محمد رسول الله، وجعلت نصله يخرج من الغمد ويعود ثانية إلكترونيا وذلك عبر الضغط على زر مثبت على يد النصل، وأنا حاليا بصدد الانتهاء من صناعة أكبر سيف في العالم». ويوضح أنه قام بعرض خنجره الفريد في فندق بدبي ضمن معرض خاص بذوي الاحتياجات الخاصة، وفي مهرجان مردف سيتي سنتر للمقتنيات النادرة وفي عدد من وسائل الإعلام المختلفة، ويحتفظ به حاليا على أحد جدران منزله.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©