السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تنمية قدرات المعاقين تستهدف تأهيلهم لمواجهة الحياة

تنمية قدرات المعاقين تستهدف تأهيلهم لمواجهة الحياة
2 أكتوبر 2011 22:31
تحتل تنمية القدرات مركز الصدارة فيما يتعلق بالتعامل مع المعاقين، على اختلاف مشكلاتهم الصحية، كونها تعتمد في محور عملها على إيمان عميق بأن كل ذي حاجة لديه قدرات وإمكانات معينة، ومن خلال تطويرها إلى الحد المستطاع يمكن الوصول به إلى الدمج الكامل في المجتمع، سواء على الصعيد الدراسي أو الصعيد العملي وما يتطلبه من قدرة على العمل واكتساب الرزق من أجل مواجهة الحياة بمفرده دونما الاعتماد على الغير. عن أساليب تنمية القدرات وكيفية وضع الخطط والبرامج للنهوض بالمعاقين، التقت “الاتحاد” خبيرة تنمية القدرات سميرة سالم مدير مركز تنمية القدرات لذوي الاحتياجات الخاصة في أبوظبي وقالت، إن أهم مبادئ العمل مع المعاقين من خلال برامج تنمية القدرات، هو التعامل مع كل فرد على حدة وباختلاف حالته المرضية عن الآخر، سواء كانت إعاقة ذهنية أو بسيطة أو متوسطة أو مرض التوحد، حيث يقوم الاخصائيون من خلال المركز الذي يعملون به بإعداد خطة فردية لكل طالب على أساس نتائج عملية التقييم لكافة مهارات الطفل وسلوكياته ونواحي القوة والضعف في قدراته، حتى يمكن تنمية هذه القدرات إلى أقصى حد ممكن بواسطة المتخصصين وباستخدام أحدث البرامج والتقنيات المستخدمة في مجالات الإعاقة. أساليب الدمج في هذا الإطار أوضحت سميرة سالم أن أساليب الدمج للمعاقين تتطلب معرفة ضرورية بوجود فروق جوهرية بين نشاطات الطفل المعوق والطفل العادي، والاختلاف هنا ليس في النشاط بحد ذاته، بل في كيفية تنفيذ النشاط ومدته الزمنية، حيث أن الأنشطة مع الأطفال العاديين تكون جماعية وبإشراف عدد قليل من المشرفين والإنجاز يكون بمدة أقصر، بينما في حالة المعاقين فعدد المشرفين يختلف حسب حالة الأطفال وعددهم، على سبيل المثال الكثير من حالات الإعاقة تتطلب أن يتواجد مع كل طفل مدرس سواء في الأنشطة الفردية أو الجماعية، ومن ذلك ما يقوم به المتخصصون في مركز تنمية القدرات لذوي الاحتياجات الخاصة في أبوظبي من وضع لآلية عمل خاصة بكل طفل، تتواءم مع إمكاناته وقدرته على الاستجابة والارتقاء بهذه القدرات إلى المستوى المطلوب. إلى ذلك لفتت سميرة سالم إلى أن هناك برامج متنوعة لتحقيق عملية الدمج المنشودة للمعاقين في المجتمع، والتي تشتمل إلى جانب المواد الدراسية المختلفة، من لغات أو رياضيات أو مهارات يدوية، تشتمل أيضاً على برنامج متنوع يتم تنفيذه خلال فصل الصيف ويشمل “الفروسية، السباحة، الألعاب الترفيهية، السينما، الرسم والتلوين الكمبيوتر، القرآن، الألعاب الرياضية، الرحلات الخارجية). وإشراك الطفل في هذه الفعاليات يفيد في العمل على تنمية قدرات كل طفل حسب إمكاناته، فهناك من يعاني من الخوف وغيره من قلة الحصيلة اللغوية وعدم لفظ الكلمات والحروف بطريقة سليمة، وبعضهم من يعاني من مشاكل سلوكية وضعف في التواصل، لذلك يتم العمل من خلال البرنامج على علاج هذه المشاكل من خلال الأنشطة المختلفة للعب، التي يكون لها أثر كبير في تحقيق العلاج لما تحققه من تجاوب للأطفال وتحقيق السعادة لهم بسبب تعلمهم أشياء ومهارات جديدة من خلال أساليب محببة إليهم. مستوى الإدراك وبينت سميرة سالم أن تلك البرامج تعمل على رفع مستوى إدراكهم والتعامل في البيئة الخارجية من خلال الرحلات التعليمية، كمدينة الطفل، ومتنزه الصحراء، وحديقة الحيوان، والحفلات الترفيهية وغيرها من الأماكن والمتنزهات التي يعشقها الأطفال جميعاً. وأكدت سميرة على حقيقة مهمة، وتتمثل في أن تفاعل الأطفال من ذوي الإعاقة الذهنية البسيطة والمتوسطة والتوحد معاً في الأنشطة يعود بالمنفعة عليهم في آن، أفضل من عمل نشاط لكل فئة منهم بشكل يختلف عن الفئة الأخرى. ولذلك لفتت إلى أن وجود أطفال التوحد معاً وفي مركز خاص بالتوحد فقط والعمل الفردي معهم يؤدي إلى الاستفادة من ناحية تعديل السلوك وتحسين اللغة ورفع القدرات، ولكن من الناحية الاجتماعية والتواصل فالتحسن صعب جداَ نظراً لأنهم جميعاً يعانون من صعوبة في التواصل واللغة ولديهم حركات نمطية بينما وجودهم مع أطفال ذوي إعاقات ذهنية بسيطة ومتوسطة وأطفال عاديين، يحسن من تواصلهم الاجتماعي ويقلل من حركاتهم النمطية، لأن مشكلة التوحد في الأساس هي التواصل الذي يتسبب بضعف باللغة وظهور الحركات النمطية وضعف القدرات العقلية. أما بالنسبة للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية البسيطة، والمتوسطة، فإن المتابعين لحالته يلحظون لديهم شعوراً بالسعادة كونهم الذين يقدمون المساعدة لأقرانهم وأصدقائهم من الأطفال المصابين بالتوحد. هدف نبيل في سياق متصل أوضحت سميرة سالم أن تنمية القدرات ترتكز في عملها على هدف إنساني نبيل، وذلك عبر التخفيف من معاناة الأطفال المعاقين وأسرهم ليس معاناتهم من الإعاقة فحسب بل أيضاً المعاناة المادية للعديد من الأسر المحدودة الدخل، وتسهم تنمية القدرات بقدر المستطاع وذلك بالتعاون مع العديد من المؤسسات الخيرية والشركات والأفراد لتسهيل عملية تنمية القدرات للأطفال المحتاجين لذلك، خاصة وأن هناك عددا من الأسر لا يزال عاجزاً عن إلحاق أبنائهم بمراكز تنمية القدرات بسبب ضيق ذات اليد، وهو ما يتطلب تضافر جهود الأفراد والمجتمعات للأخذ بيد هذه الفئة المهمة في المجتمع من أجل إفادتهم، وتحقيق استفادة المجتمع منهم ليصبحوا أشخاصاً قادرين على العطاء مثل سائر أفراد المجتمع. وتابعت سميرة سالم حديثها بالقول، إن إعداد هؤلاء الأفراد لعملية الدمج بصورة جيدة، يقوم على تقديم البرامج التعليمية والتدريبية والنفسية والاجتماعية وتعديل السلوك ورفع مستواهم التحصيلي كل حسب قدراته وإمكاناته، من أجل تمكين المعاقين من تنمية قدراتهم إلى أقصى حد ممكن أن تصل إليه استعداداتهم والعمل على دمجهم في المدارس العادية والمجتمع. غير بعيد عن هذا أوضحت سميرة سالم أن عملية تدعيم وتحسن نمو الطفل تتطلب تحقيق مجموعة من الأهداف والأساليب منها: الوقاية من تطور الإعاقة ويتم على مستويات، وهي المستوى الأول ويتمثل في إزالة العوامل التي قد تسبب تفاقم الإعاقة ونتائجها السلبية وتتضمن إجراءات صحية واجتماعية مختلفة. أما المستوى الثاني فيتناول الإجراءات المتخذة للكشف عن الإعاقة. والمستوى الثالث يتعلق بالتقليل من الاثار السلبية المترتبة على الإعاقة والتخفيف من حدتها وتشتمل خدمات علاجية مختلفة مثل البرامج التربوية الخاصة والتدريب والتأهيل، ومن تلك الأهداف تمكين المعاقين من تنمية قدراتهم إلى أقصى حد يمكن أن تصل إليه استعداداتهم وقدراتهم والعمل على دمجهم في الحياة الاجتماعية الإنتاجية كل حسب قدراته وإمكانياته. ومن الأساليب المهمة في هذا الصدد، تنمية القدرات التدريبية على مهارات الخدمة الذاتية والاعتماد على النفس، والعمل على حل المشكلات السلوكية والاجتماعية التي تحول دون تطورهم وتكيفهم مع المجتمع، وتقديم خدمات التشخيص والتدخل المبكر والعلاج بالعمل، مع رفع مستوى الأداء اللفظي واللغوي، وكذلك تنمية الهوايات والميول الفنية والمهنية، وتعليم المهارات الأساسية للقراءة والحساب، وتوفير برامج تأهيل فني مهني ومهارات اجتماعية، إضافة إلى تفعيل دور الأسرة “خاصة الوالدين” في العملية التربوية من خلال برامج التوعية والإرشاد الأسري والتدريب، فالمركز ليس بديلا عن الأسرة ولكل الطرفين دور يلعبه في عملية نمو الطفل، وأخيرا تبادل الخبرات العلمية والعملية مع المختصين في هذا المجال. برامج لدمج أطفال التوحد تقول سميرة سالم، إن تنمية القدرات من خلال برامج متعددة تهدف إلى دمج أطفال التوحد عبر إعدادهم بصورة جيدة وتقديم البرامج التعليمية والتدريبية والنفسية والاجتماعية وتعديل السلوك ورفع مستواهم التحصيلي إلى أقصى حد يمكن أن يصل إليه استعداداتهم وقدراتهم والعمل على دمجهم في المدارس العادية والمجتمع بتقديم الخدمات التالية: ? تقديم خدمات التشخيص والتدخل المبكر. ? إعداد الخطة الفردية لكل طالب حسب نتائج تقييمه على يد فريق متخصص للتقييم. ? يتم تدريب طالب التوحد بصورة فردية “1-to 1”، بالإضافة إلى الأنشطة الجماعية. ? علاج النطق واللغة. ? العلاج الوظيفي. ? معالجة المشاكل السلوكية والاجتماعية التي تحول دون التطور وتكيفهم مع المجتمع. ? تنمية مهارات الاعتماد على النفس بدءا بمهارات العناية الذاتية. ? دمج الطلاب في المدارس وذلك بالعمل على تنمية المهارات المعرفية والأكاديمية من خلال التدريب على مناهج التعليم العام بمراحله المختلفة حسب مستويات الطلبة. ? التدريب المهني من خلال قسم التأهيل المهني بحيث يتناسب مع أطفال التوحد وميولهم وقدراتهم. ? تنمية المهارات والميول الفنية من خلال العديد من الأنشطة التي تشمل الموسيقى والفن والرياضة والكمبيوتر وكذلك تحفيظ القرآن الكريم والسباحة بالاشتراك مع نادي الجزيرة الرياضي والفروسية. ? تنمية المهارات الاجتماعية من خلال الرحلات الداخلية والخارجية والتسوق وزيارة المدارس للمركز ومشاركة طلاب المركز للمدارس والمراكز في الحفلات والأنشطة المختلفة والجمعيات التعاونية والمطاعم وغيرها من الأماكن. ? استخدام وتطبيق برامج تعديل السلوك المستمدة من التحليل السلوكي التطبيقي من خلال إعداد وتنفيذ برامج تعديل سلوك فردي حسب احتياج التلميذ وطبيعة السلوك لديه. ? تقييم مستوى أداء التلميذ قبل وأثناء التحاقه بالبرنامج لمعرفة مستوى أدائه الحالي. ? نشر الوعي المجتمعي بالإعاقة وإبراز أهمية دور المجتمع من خلال المحاضرات التثقيفية التوعوية لطلاب المدارس وتنظيم زيارات لهم ما يسهم في التعرف عن قرب على امكانيات المعاقين وإشعارهم بأهمية زيارتهم لطلاب المركز ومدى تأثيرها في رفع الروح المعنوية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©