الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطاقة النووية.. تكلفة عالية وطلب متزايد

الطاقة النووية.. تكلفة عالية وطلب متزايد
2 أكتوبر 2011 22:32
بعد حادثة فوكوشيما إثر زلزال اليابان الكبير قبل خمسة أشهر، تعطلت وحدات الدعم لمولدات التبريد المخصصة لحالات الطوارئ، ضمن مفاعل فوكوشيما النووي بسبب التسونامي، ما أدى إلى ارتفاع في ضغط المفاعل ثم تبع ذلك مشكلة في التحكم بعمليات التنفيس ونتج عن ذلك زيادة في النشاط الإشعاعي، وقد أثارت تلك الأزمة الكبيرة في الطاقة النووية الكثير من الجدل حول سلامة وأمن توليد الطاقة النووية، والعديد من التساؤلات حول ما إذا كانت منافع الطاقة تلك، تفوق المشاكل التي قد تنجم عنها. يتحدث جيرمي بيات مدير المسؤولية البيئية في شركة «بيئة» بحكومة الشارقة، حول تلك القضية وحول الطاقة النووية وتوليد الطاقة، قائلاً: إن نقاشات كثيرة قد دارت في أوساط الهيئات المناصرة للبيئة، والتي رسمت الكثير من علامات الاستفهام حول مدى سلامة تطوير الطاقة النووية، بدءاً من الإجراءات المعتمدة للتخلص من الوقود المستخدم لتشغيلها، والذي يستغرق تحلله عشرات الآلاف إلى ملايين السنين، عدا عن تسرب الإشعاعات النووية واحتمال حدوث عمليات إرهابية. حاجة ملحة ويكمل بيات قائلا إن العالم اليوم يقع تحت وطأة حاجة ملحة لإمدادات هائلة من الطاقة بما فيها النووية، وهناك العديد من الدول المتقدمة ممن تمتلك مصانع مفاعلات نووية، فيما تتنافس بعض الدول النامية إلى تبني التقنية ذاتها، وتعتبر الطاقة النووية وسيلة أساسية لتلبية المتطلبات المتواصلة للطاقة الكهربائية، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، نظراً لما ينتج عنه من انبعاثات مضرة بالبيئة، وقد تساءلت بعض الدول حول مدى الاعتمادية وطول عمر الإمدادات التي يمكن أن يوفرها، وبالتالي شكلت عوامل التغيير المناخي والتساؤلات حول ضمان توفر إمدادات الوقود الأحفوري، وذلك موضع جدل كبير لصالح تشجيع وضع برنامج جديد لبناء المفاعلات النووية في عدد كبير من الدول. تكلفة عالية للغاية وذكر جيرمي أن الاقتصاد يعلب دوراً رئيسياً في ذلك المجال بالإضافة إلى عدة عوامل أخرى، وبينما كان من المتوقع أن تشكل الطاقة النووية مورداً غير مكلف، أثبتت التجارب العكس، حيث تبين أن تكلفة تطوير وصيانة هذه الطاقة عالية للغاية وتتخطى التوقعات، ولكن يبقى الطلب المتنامي عليها والقلق المتزايد حول مدى توفرها، وتعد الدول الأكثر اعتماداً عليها فرنسا واليابان، حيث مضيتا قدما في هذا الطريق لأجل تأمين إمدادات كافية منها. ويؤكد أن الدول بحاجة للكثير من الطاقة لضمان استمرارية سلامة الاقتصاد، خاصة مع تزايد عدد سكان العالم. وهناك عدة منابع للطاقة منها الكهرومائية، وأيضا الطاقة المتجددة والأولى تلك المتولدة من ضغط المياه والناتجة عن التوربينات المولدة لها في السدود والخزانات المائية، ولكن تشغيل السدود الضخمة من شأنه أن يتسبب بإتلاف موارد أخرى كما يسرب كميات كبيرة من المواد والغازات مثل الزئبق والميثان. طاقة متجددة ويضيف جيرمي: أما الطاقة المتجددة فهي من الهواء والشمس والكتلة الحيوية، وأيضا الوقود الحيوي والطاقة الحرارية الأرضية، ويلجأ الأفراد اليوم إلى استخدام الطاقة الحركية لإعادة شحن بعض الأجهزة والمعدات الصغيرة منها، بدءاً من الهاتف الذكي إلى محطات المترو، وفي دولة الإمارات يستخدم برج خليفة، أضخم وأعلى برج في العالم، الطاقة الشمسية عبر ألواح شمسية، لتلبية مقدار كبير من متطلبات تسخين المياه في الطوابق السكنية والمكاتب التجارية، بما يعادل 140 ألف لتر في اليوم الواحد. ويستدرك جيرمي قائلا إن الطاقة المتجددة بينما تعد بالكثير، إلا أنها تحمل في طياتها العديد من المسائل الشائكة حول كثافة الطاقة، وأخرى أساسية وبديهية مثل الحلول البديلة في حال تضاؤل أو غياب أشعة الشمس أو هبوب الرياح، وهي في الوقت ذاته غير كافية إلا لتلبية نسبة قليلة من احتياجات البشرية الهائلة للطاقة. ويوضح جيرمي أن كوكب الأرض ينتظر تزايدا في عدد السكان حول العالم، ومن المتوقع أن يبلغ 7 بلايين شخص بحلول عام 2020، وسوف يتجه الفرد نحو اعتماد نمط عيش وافر ورغيد، ولذلك سوف يحتاج العالم كل ما لديه من طاقة ليلبي الاحتياجات اليومية، ومعنى ذلك أنه مهما طال الحديث والجدل حول الطاقة النووية، إلا أنها ستشكل جزءا من أمن الموارد الكهربائية الأكثر طلبا، ويبقى بديل واحد يستدعي المشاركة من قبل كل فرد، وهو استبدال الميجاواط بالنيجاواط، ما يعني جعل الكفاءة في استهلاك الطاقة لمصلحة الأرض والإنسان، وذلك يجعل الحياة تستمر بنسبة أقل من الطاقة. تقنيات موفرة للطاقة يقول جيرمي بيات، إن توفير الطاقة مسألة تستدعي الكثير من الاهتمام والعناية، ولذلك هناك الكثير من الفرص التي تتيح اعتماد تقنيات موفرة للطاقة، وتستطيع الحكومات المساهمة بعدة طرق لتحويل أنماط الحياة لدى شعوبها لمصلحة البيئة وكوكب الأرض، ومن أسهل تلك الطرق تركيب المصابيح الضوئية ذات الكفاءة في الاستهلاك الأقل، كما يمكن وضع مجسات للحركة من شأنها أن تشعل الأنوار عند دخول أحدهم إلى الغرفة، وتلك الأنواع من الإنارة التي لا تبعث في الجو أية موجات حرارية، إنما تساعد في الحد من نفقات التبريد، ويمكن أيضا استبدال بعض الأجهزة بأجهزة حديثة ذات كفاءة أو تركيب ألواح شمسية على سقف المنزل.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©