صحف وشبكات تواصل اجتماعي تسعى إلى تنشيط الصحافة الاستقصائية

بينما يرى بعض خبراء الإعلام أن انتشار وسائل الإعلام الجديد يروج لمحتويات أقل مهنية ودقة بما يسهم في تراجع التحقيق الصحفي النوعي الباحث عن خلفيات الأخبار، تسعى بعض وسائل الإعلام الجديد والقديم على السواء إلى تطوير هذا النوع المسمى بالصحافة الاستقصائية. وفي هذا الإطار تندرج الخطوات التي اتخذتها حديثا صحيفة “ذي فاينانشيال تايمز” وكذلك الحديث عن مشروع تعاون بين موقع “يوتيوب” لأفلام الفيديو وأحد المراكز المتخصصة بتشجيع الاستقصاء في العمل الصحفي. وأقدمت الصحيفة المتخصصة في عالم الإعلام والاقتصاد على استحداث موقع وظيفي جديد لهذه الغاية عيّنت على رأسه إعلامية شهيرة أوكلت إليها تأسيس وحدة للتحقيقات الاستقصائية والملفات الخاصة. وتُعتبر كريستين سبولار، التي اختيرت لهذا المنصب واحدة من أصحاب الخبرات الطويلة ذات العلاقة بهذا النوع من الصحافة خلال ثلاثين عاما في المهنة. وسبق أن كانت مسؤولة عن تغطية المشاريع الاقتصادية في شبكة “بلومبيرج نيوز”، وعملت في صحيفة “واشنطن بوست” و”شيكاجو تريبيون”، وشبكة “سي بي إس” وصحف عديدة أخرى إلى جانب “صندوق تمويل الصحافة الاستقصائية التابع لشبكة “هوفينجتون بوست”، كما سبق لها وساعدت في إنتاج تحقيق يتناول طيارا أميركيا فاز بجائزة “إيمي” الشهيرة للصحافة الاستقصائية وبجائزة وطنية من منظمة “الناشرين والصحفيين الاستقصائيين”.وذكر موقع “جورناليسم. كو. يو كي” أن دور سبولار تكون مسؤولة عن التحقيقات الاستقصائية في “لوس أنجلوس تايمز” بنسختيها الورقية والإلكترونية. وفي دلالة على الأهمية التي توليها لهذه الوظيفة كانت “فاينانشيال تايمز” ذكرت في إعلانها للمرشحين أنها بحاجة لمسؤول اشترطت إن يتمتع “بطموح الحصول على جائزة “بوليتزر” الشهيرة. ويذكر أن “فاينانشيال تايمز” تصدر بطبعتها الصباحية من لندن إلى جانب طبعات في 24 مدينة أخرى حول العالم ولاسيما في عواصم المال والتجارة. وبموازاة ذلك، ذكر الموقع الإخباري لشبكة “أيه بي سي” أن موقع يوتيوب لتسجيلات الفيديو والأفلام يدرس إطلاق خدمة مخصصة للصحافة الاستقصائية، وذلك في رد على الانحدار العميق للتحقيق الصحفي في مؤسسات الأخبار التقليدية. وأضاف أن مسؤولين في يوتيوب أجروا محادثات مع “مركز الصحافة الاستقصائية” غير الربحي ومقره في بيركلي في كاليفورنيا، والذي يعمل على تمويل التحقيقات الاستقصائية وبيعها إلى المؤسسات الإخبارية في أميركا. وأوضح التقرير أن يوتيوب يرغب من المركز، الذي يتم تمويله عبر التبرعات، العمل على ما يسميه “تحقيقات يوتيوب”. وذكر روبرت روزنتل، المدير التنفيذي لـلمركز، أن المؤسسات الإعلامية التقليدية تواجه قيودا في الميزانية تدفعها للاتجاه للبحث عن مصادر خارجية للتحقيقات الإخبارية. وأضاف أنه بسبب الحد من وظائف الصحفيين في غرف الأخبار والتقشف في الميزانيات، فإن وسائل التواصل الاجتماعي ونماذج المراكز الجديدة لتجميع الأخبار مثل “سي آي آر”، يمكن أن تنشط في هذا المجال. وأوضح موقع “أيه بي سي” أن لدى المركز المذكور فريقاً من 35 محققاً وصحفياً في أفغانستان ومصر. وهو ينجز نحو 35 تحقيقاً استقصائياً في العام ويبيعها لأطراف أخرى من مؤسسات إعلام القارة الأميركية الإخبارية منها الإذاعة العامة الوطنية، ونشرات الأخبار في خدمة البث التلفزيوني والإذاعي العامة وصحيفة “واشنطن بوست”. وذكر روزنتل أن “منصات التواصل الاجتماعي قفزت كذلك إلى عالم التحقيقات الاستقصائية وهي متحمسة للدخول في منطقة فضاء تهيمن عليه المؤسسات الصحفية التقليدية. كما أن المركز يجري مباحثات مع كل من شركة آبل وشركة جوجل سعياً وراء اتفاقات تعاون محتملة”.