السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أزياء تعيد أمجاد «كارمن» وتتأثر بطراز «الميتادور» الإسباني

أزياء تعيد أمجاد «كارمن» وتتأثر بطراز «الميتادور» الإسباني
2 أكتوبر 2011 22:35
بعد عروض نيويورك ولندن المحمومة للأزياء، انطلق أسبوع ميلانو لموضة موسمي ربيع وصيف 2012 مؤخرا، حيث شارك فيه نخبة متميزة من المصممين الطليان الكبار، ليحددوا من خلاله ذوقهم، طرازهم، ورؤيتهم الجديدة في اتجاهات الموضة العالمية، ووسط منافسة شديدة فيما بينهم على لقب الأفضل. مع أن عروض أزياء ميلانو تأرجحت في معظمها ما بين استعادة لمسات مترفة لكلاسكيات الموضة، وبين أساليب الحداثة والمعاصرة والجنوح في الخيال، إلا أنه كان لمجموعة “موسكينو” الأخيرة، للمصممة الإيطالية الأصل روسيلا جارديني لخط الملابس الجاهزة تأثير خاص على المنصات هناك، حيث قدمت تشكيلة لافتة، حيوية، ومفعمة بالفن والحياة على وقع أنغام الفلامنكو. مصارعو الثيران بقبعات مصارعي الثيران الإسبان وإيحاءات جلية من طراز ملابس “الميتادور”، مع العيون المظللة بالنظارات السوداء، والأقراط الذهبية المستديرة، ظهرت عارضات “موسكينو” على المنصة وهن متشحات بأزياء غنية بالزخارف والمطرزات، ليستعرضن معا آخر مبتكرات جارديني، والتي جاءت متسمة بالإثارة والمرح وتحمل طاقة كامنة من التحرر والانطلاق، معتمدة ألوانا قوية وجذابة تعبر عن حرارة المشاعر وحميمية العلاقات في هذا الجزء المميز من العالم، حيث رومانسية الفرسان تختلط برقصات الفلامنكو وحماسة حلبات مصارعة الثيران، لتستوحي المصممة المبدعة موضوع مجموعتها من الأوبرا العالمية الشهيرة والمعروفة باسم “كارمن” للموسيقار الفرنسي جورج بيزيه، والتي لا تزال تعرض على كبريات المسارح في العالم، والمأخوذة أصلاً من قصة روائية عاطفية للمؤلف الفرنسي بروسبير ميرميه. وصلة موسيقية فضلت جارديني للموسمين القادمين أن تجعل من اللونين الأسود بكل سحره مع الأصفر بكل إشراقاته، عنوانا لها ليطغيا على معظم التشكيلة، مع شطحات ملفتة من الأبيض، البيج، والبني، مقدمة إياها كوصلة موسيقية متناغمة من “كارمن” وبعدة أشكال وموديلات، وبلمسات غنية ومترفة من ألق معدني لامع، لتثريه وتجعله أكثر حيوية وزخرفة، لتبدأ باقتها أولا باستعراض عدد من الأطقم المثيرة، وتلحقها بالفساتين الفاتنة، مع التايورات الأنيقة، وبعض التصاميم والقطع البراقة، لتشكل جميعا فيما بينها سيمفونية أوبرالية صادحة من الحب، والسحر، والفتنة، فترسم موجة سوداء تقولب أجساد العارضات وتحدد قوامهن، مع ثانية صفراء وأخرى مذهبة وبقصّات قد تبدو كلاسيكية بسيطة وناعمة حينا، ولكنها سفسطائية متكلفة في الكثير من تفاصيلها في أحيانا أخرى. خامات منعشة نفذت “موسكينو” المجموعة الجديدة بخامات ربيعية منعشة تتنفس الهواء، وتتسم باللدانة والطواعية، وتمتاز بالنعومة والخفة لتتحرك مع تقاسيم الجسد وحناياه، حيث الأقطان الطبيعية، والحراير الرقيقة، مع الشيفونات الشفافة، الدانتيلات الفرنسية، التفتا الراقية، وبعض من الجلد المرن، مفصلة بأسلوب أنثوي مثير وإحساس عال بالجمال، وقد ازدانت السترات الاسبنيولية القصيرة بمطرزات نافرة بخيوط مذهبة على الأكتاف والوسط، مع بنطلونات عالية الخصر وضيقة تلتصق بالساقين، وبعض التنانير والقمصان المستوحاة من طراز الغجر في الريف المكسيكي، فيما تراوحت الأطوال بين القصير جدا “ميني جوب”، والأطول قليلا الذي يصل لمستوى الركبة، وقطع تجاوزتها قليلا تعرف بـ”المدي”، لتعلوها نماذج من المشدات الجذابة، وشيء من الجاكيتات القصيرة المؤطرة بالحواف من طراز “مدام كوكو شانيل” بأحزمة تحمل شعار موسكينو، وعدد من المعاطف الجلدية المهدبة التي تذكر بملابس الهنود الحمر في الغرب الأميركي. دراماتيكية وسحر اكسسوارات المجموعة جاءت في معظمها مذهبّة ومتألقة بالبريق واللمعان، ولم تكتف جارديني بتصميم الأقراط ذات الحلقة المستديرة المزخرفة كحليّ فقط، بل أضافت عليها شيئا من قلائد “الكورال” أو المرجان الأحمر والأبيض، مع أدوار من اللؤلؤ، لتلحقها بأكاليل الزهور المتفتحة تتوج الشعر، وقبعات جذابة من (الميتادور)، أما حقائب الموسمين القادمين فقد جاءت بأحجام صغيرة ومتوسطة نسبيا، من موديلات “الكلاج” وتلك الأخرى التي تحمل باليد، مع صنادل مفتوحة تحتضن القدمين بأساور رفيعة من الجلد الذهبي، لتكمل الصورة بنظارات بيضاوية الشكل سوداء منحت العرض مزيدا من الدراماتيكية والسحر. أوبرا كارمن تعد أوبرا كارمن للموسيقار الفرنسي جورج بيزيه واحدة من أشهر الأوبرات العالمية والتي لا تزال تعرض على كبريات المسارح في العالم. وهي الأخيرة في أعماله الأوبرالية الكاملة والأهم في الربع الثالث من القرن التاسع عشر للميلاد. وكتب نص الأوبرا لها هنري ميهاك ولودوفيتش هيليفي مستندين على قصة كارمن للروائي الفرنسي بروسبير ميرميه. وعرضت أوبرا كارمن للمرة الأولى في أوبرا كوميك بـ باريس في الثالث من مارس 1875، لكنها لم تلاق النجاح في وقتها بعد أن شجبها النقاد واعتبروها غير أخلاقية وسطحية تتعارض مع الفضيلة العليا. ومات مؤلفها من دون أن يعلم أن عمله سيتحول فيما بعد إلى واحد من أكبر الأعمال الفنية في مجال الأوبرا. وتميزت بين جميع الأوبرات بإيقاعها المتناغم وبلحنها الحيوي. وطورت أسلوب الغناء المتحد مع الأوبرا مما أتاح للمغنين إبراز أصواتهم بقوة أعلى من الآلات الموسيقية المصاحبة. وأوبرا كارمن تحكي قصة الفتاة كارمن التي ارتبط اسم الأوبرا بها، وهي غجرية جميلة ولكنها متعالية وذات مزاج متقلب، لا تهتم بمن يحبها ولكنها تسعى لإيقاع الرجال بحبائل جمالها. وقد توددت إلى رجل من إقليم الباسك شمال إسبانيا هو العريف خوسيه نافارو الذي عشقها لتحوله من شرطي إلى خارج على القانون مطلوب رأسه بعد أن ربطته بعصابة من المهربين، ليقوده هذا الحب الجارف أخيرا إلى ساحة الإعدام. وهي قصة تتنقل بين الحب والرومانسية إلى النهاية الدرامية مع مشهد موت كارمن الحسناء الغجرية، يتمحور موضوعها كله حول الحب والكراهية والغيرة والانتقام والاستحواذ والرغبة والجنون أيضا.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©