الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صالة الضيوف تعكس شخصية أهل الدار أمام الزوار

صالة الضيوف تعكس شخصية أهل الدار أمام الزوار
15 فبراير 2010 20:56
صالة الضيوف أو ما يطلق عليه محليا “المجلس”، جزء لا يتجزأ من أقسام البيت مهما كبرت مساحته أو صغرت، فهو المكان المخصص لاستضافة الزوار في ظل جلسة مريحة دون ملل أو خمول. لذا تلعب تلك الصالة دورا هاما وبالغا في إضفاء الأجواء المناسبة لاحتضان الضيوف، ما يدفع صاحب البيت إلى إيلاء كل العناية والاهتمام بتصميمها كونها تعبر عن مدى حبه وتقديره لأصدقائه وأقاربه، وللتعرف أكثر على أساسيات تصميم هذه الصالة وحيثيات ديكورها وإنارتها. فن معالجة الفراغ عن التصميم الداخلي لصالة الضيوف، يقول مهندس الديكور فراس الأسدي: “التصميم الداخلي هو تهيئة المكان لتأدية وظائف بأقل جهد، ويشمل هذا الأرضيات، الجدران، الأسقف وكل التجهيزات المرافقة، بمعنى أدق، إنه فن معالجة الفراغ أو المساحة وكافة أبعادها بطريقة تستغل جميع عناصر التصميم على نحو جمالي يساعد على العمل داخل المبنى، حيث إنه لتحديد المساحة الأمثل لفراغ ما يجب عمل تصميم ودراسة متكاملة لهذا الفراغ. أما عن المساحة الأنسب لصالة الضيوف (المجلس)، فيرى الأسدي أنها تعتمد على عدد مستخدمي المكان، فعدد الضيوف في العالم الشرقي ليس نفسه في العالم الغربي، ولكن وسطيا يجب أن تكون كافية لاستيعاب 10 أشخاص على الأقل، والمساحة المناسبة لعشرة أشخاص تكون على الأقل 40 مترا مربعا، كما يجب مراعاة أن تكون غرفة الطعام قادرة على استيعاب نفس عدد الأشخاص في غرفة الضيوف. الفصل بين الرجال والنساء يشير الأسدي إلى أن تصميم صالات الضيوف يختلف باختلاف الديانات والتقاليد والعادات الخاصة بكل مجتمع، فمثلا في العالم الإسلامي الذي يراعي مسألة عدم الاختلاط بين المرأة والرجل إلا في حدود ما تسمح به الشريعة، من الضروري أن تكون صالة الضيوف الخاصة بالنساء منفصلة عن تلك الخاصة بالرجال، ويوضح الأسدي: “يعتمد فصل صالات الضيوف حسب الجنس على العميل وعلى مساحة البيت، لذلك على مصمم الديكور دائما أن يراعي متطلبات العميل كما عليه مراعاة التقاليد والعادات لمستخدمي المكان ليحقق لهم الراحة والاطمئنان أولاً ومن ثم توجب عليه إكمال اللوحة الفنية لكل فراغ من فراغات البيت”. وغالبا ما تكون، وفق الأسدي، صالة استقبال الرجال منفصلة عن صالة السيدات، حيث تكون صالة الرجال في الغالب ذات مدخل منفصل وتتصل بها غرفة طعام قادرة على استيعاب نفس عدد غرفة الضيوف، وفي بعض الأحيان تكون منفصلة بشكل كامل عن وحدة البيت وتسمى “مجلس خارجي” ما يعطي استقلالية أكبر وراحة متناهية للرجال، أما عن صالة السيدات فغالباً ما تكون بداخل المنزل ومتصلة بالصالة الرئيسية والمدخل الرئيسي للمنزل ما يعطيها مزيداً من الرقي والفخامة. أهمية الموقع نظراً للأهمية البالغة التي تميز صالة الضيوف عن باقي الغرف والصالات، قد يحتار الشخص عند تصميمه لمنزله، أين سيكون موقع صالة الضيوف سواء تلك الخاصة بالرجال أم الخاصة بالنساء، وكم ستكون مساحتها وشكلها مربعة أم مستطيلة، دائرية أم بيضاوية، إلى ذلك، يقول الأسدي: “صالة الضيوف هي المكان الذي يعبر عن ترحيبك بضيفك وإكرامك له، حيث أن كل قطعة هناك يجب أن تقول لضيفك أهلاً ومرحباً بك، أما عن المكان الأنسب الذي يكون أكثر ملاءمة لصالة الضيوف فيكون في الطابق الأرضي للبيت وذلك مراعاة لحركة الضيوف”. تناسق الإنارة تعتبر الإنارة الداخلية جزءاً مهماً من علم وفن الديكور، وللتناسق بين ألوان الإنارة وشكل الأثاث أهمية عظمى في إظهار الأثاث والديكور بشكل أجمل ورونق أفضل، وتستطيع الإنارة التعبير بلغتها البصرية المرئية عن التفاعل والتواصل بين أفراد المسكن إن أتقن اختيار نوعيتها وتركيبها وتوزيعها، في غرف الضيوف يفضل دراسة وتوزيع الإنارة لتلائم وظيفة هذه الغرفة ولإظهار تأثير الديكورات الموجودة فيها. في السياق ذاته، يقول الأسدي: “تشكو بعض البيوت من توزيع غير متجانس للإنارة، الأمر الذي يؤدي إلى أن تكون مزعجة وغير مريحة لمن هو في داخل المكان، ونتيجة لذلك يصبح المسكن ذا لغة غير متجانسة تستوي فيها غرف النوم مع غرف الطعام مع المعيشة وغيره من أركان المنزل، أما إذا استخدمت الإنارة بشكل جيد فإنها تعطي تأثيراً وإحساساً هاماً لدى الناظر، ويراعى أن يكون توزيع الإضاءة على الأسطح المراد إنارتها غير مباشر وأن تكون هنالك وحدة تجانس بدرجة موحدة”. لعبة الألوان للألوان دور رئيسي وأساسي لإكمال أي مساحة وأي تصميم وجعله مكاناً مرموقاً مشغولاً بدقة وعناية مكتملة من ناحية المضمون والصورة والشكل، ويرى المصمم الأسدي أن اختيار الألوان يعتمد على طبيعة التصميم وعلى مساحة المكان وكذا على طبيعة الشخص الذي سيستخدمه، كما تلعب جرأة مهندس الديكور في تناغم الألوان ومزجها بطريقة فنية مميزة عاملاً أساسياً في إكمال اللوحة الفنية الخاصة لديكور هذا البيت. ويشير إلى أن استخدم الألوان الفاتحة المريحة للنظر في صالة الضيوف لابد وأن يكون مع مراعاة تنسيق ألوان الجدران وألوان الأثاث والستائر والأرضيات، ولعجلة الألوان وطريقة التعامل معها أهمية كبيرة للبحث عن ألوان متناسقة والشخص الذي يحب ويتابع تنسيق الألوان في منزله ومكتبه ومحيطه العملي أو الحياتي بشكل عام هو إنسان بلا شك يحمل الكثير من الاهتمام والثقافة والتنظيم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©