الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مطلوب مدرب وطني

20 سبتمبر 2012
أبداً ما حدث على طول تاريخ كرة القدم المغربية، إن كان المدرب الوطني المشرف على إدارة المنتخب القومي شأنا وطنيا يتداخل فيه ما هو سياسي مع ما هو قومي ومع ما هو رياضي. فقد تحولت حناجر الجماهير إلى شبه جرافات اقتصت من الجذور دابر المدرب جيرتس، بحيث شكل صوت المغاربة بعد السقوط المريع لـ”أسود الأطلس” بمابوتو أمام منتخب موزمبيق المنادي بإبعاد المدرب البلجيكي وفض الارتباط به عنصر ضغط قويا على اتحاد كرة القدم، دعمه بالخصوص ما كان من جدل سياسي عميق داخل أروقة البرلمان، حيث تحالف نواب الأمة مع وزير الشباب والرياضة ليوجهوا رئيس اتحاد كرة القدم إلى بحث سبل فسخ عقد المدرب جيرتس الذي يمتد إلى سنة 2014. ولأن الأمة لا تجتمع على ضلال، فإن الأمر القاطع الذي صدر كالحكم الذي لا نقض له بالانفصال عن جيرتس كان له ما يدعمه من دلائل دامغة على أن الرجل فشل فشلاً ذريعاً في توجيه سفينة منتخب المغرب إلى بر الأفراح والإنجازات، فقد قال صوت الشعب إن جيرتس لم يعد رجل المرحلة وإن البديل لا يمكن إلا أن يكون إطارا فنياً مغربياً. وأتصور أن ما أوصله نواب الأمة إلى رئيس وأعضاء اتحاد الكرة في صورة رجاء باطنه أمر، اختصر عليهم الطريق لمواجهة حالة عارضة تحتاج في واقع الأمر إلى مساحات زمنية كبيرة للخروج منها من دون تبعات رياضية، فالقول بأن المرحلة تقتضي العودة مجدداً لمدرب مغربي له سنده الفني والرياضي ثم الاستراتيجي أمر مقبول، ولكن يجب أن يكون اتحاد الكرة مؤمنا بالفكر وبالعقل قبل الانجذاب لصوت العاطفة على بينة أن إسناد مهمة الإشراف على “أسود الأطلس” لمدرب مغربي لا بد وأن يكون مقدمة لاستراتيجية تجسد على أرض الواقع رؤية ذات أمداء ثلاثة، القريب والمتوسط والبعيد منها. وأبدا لا يمكن أن تصاغ هذه الاستراتيجية على نحو يطابق منتخب المغرب مع رهاناته وانتظارات المغاربة والعرب على حد سواء دون الاستفادة من أخطاء المرحلة السابقة، فقبل طي صفحة جيرتس بأوجاعها وإخفاقاتها ومراراتها لا بد أن يكون لاتحاد الكرة الشجاعة الكاملة ليلقي الضوء الكاشف على ما كان من أخطاء ليس فقط في بناء العقد، وليس فقط فيما أعطي من صلاحيات مطلقة لمدرب كان غريبا على محيطنا الكروي، ولكن أيضا في تهميش جانب الرقابة والمتابعة والمساءلة التي لا تعني حشر الأنوف في خصوصيات المدرب الوطني والتدخل الصارخ في اختصاصاته، ولكنها تعني الوقوف على الحقائق والمبررات والتفسيرات المتعلقة بكل خطوة يخطوها المنتخب القومي. تسمية مدرب وطني شأن أصبح على درجة عالية من الأهمية ومن الخطورة أيضا، والنجاح في تسمية ناخب يمثل للظرفية رجل المرحلة لا يكون إلا بوجود مرجعيات فنية وفكرية ورياضية أهل للثقة وأهل للاختيار. بدر الدين الأدريسي | drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©