الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الجدّات..نكهة العيد الأصيلة

الجدّات..نكهة العيد الأصيلة
24 سبتمبر 2015 23:33
لكبيرة التونسي (أبوظبي) لعيد الأضحى عند كبيرات السن من الجدات والأمهات نكهة خاصة، فتجهيزهن لاستقبال العيد يبدأ باكراً، حيث يتجمع الأولاد والأحفاد والأقارب والجيران في بيوتهن، التي تفتح أبوابها على مدار أيام العيد لاستقبال الضيوف، وتختلط رائحة الطيب والعطر والبخور والعود برائحة المخبوزات التي يتم عجنها وتخميرها ليلا ليبدأ خبزها في الفجر، وتجهيزها لاستقبال المصلين بعد صلاة العيد مع العيش واللحم. وقديماً، وقبل العيد بأيام كانت كبيرات السن يبدأن بدق الحناء وتفصيل الأثواب التقليدية والبراقع اللامعة وإخراج الذهب التراثي من الصناديق، بينما تكتمل بهجتهن في صباح العيد، بإعداد سفرة تحتوي كل ما لذ وطاب من المأكولات الشعبية كالبجلاء والدانكو وغيرها من المخبوزات والحلويات، وتحرص الأمهات والجدات على تحضير البخور والعطور النسائية والرجالية وعيديات الأطفال في مجالسهن، وتتوسط الجدات المجالس بأثوابهن التقليدية وأياديهن المزينة بالحناء والذهب التراثي البراق. إلى ذلك، تقول الوالدة آمنة العلي إن العيد بالنسبة لها تجمعات وحب وخير، تفرح كما يفرح الأطفال، وتسعد بلمة الأسرة بعد انشغال أفرادها طول السنة بالعمل وضغوطات الحياة، مضيفة أن نظرتها للعيد تختلف عن الباقين رغم القاسم المشترك مع الجميع في أن العيد يشكل فرحة ويدخل البسمة على قلوب الكل، ولكن بالنسبة لها يوقظ العيد الذكريات الجميلة في نفسها. وحول ذكريات الماضي، تقول: «كنا نسهر الليل، ونعجن العجائن، ونغطيها، نتحنى بالحناء التي قمنا بدقها في البيت، ونجهز كل أثوابنا ونخرج الذهب القديم من الصناديق، وقبل أذان الفجر نبدأ في طهي مختلف أنواع الأكل من خبز خمير وجباب ومحلى، وتجهيز الثريد والعصيد والهريس»، مشيرة إلى أنها لا تزال تحافظ على هذه التقاليد إلى اليوم. وتضيف: «قبل أن يعود أهل البيت من صلاة العيد يكون البيت في أجمل حلة ورائحة البخور والعود تفوح منه وتمتزج برائحة الأكلات التي تنبعث منه، وخلال هذه الفترة يكون العيد عيدين بالنسبة للجدات اللواتي يفرحن بحلول عيد الأضحى ويسعدن بلمة الأولاد حولها». وعن الملابس التي ترتديها الوالدة العلي تقول: إنها تتمثل في كندورة مخورة، وشيلة جديدة وبرقع، وذهب. ورغم كبر سن سلامة آل علي فهي لا تزال تحتفظ بهيبتها ووقارها، وحضورها، الذي يضفي طعماً خاصاً على أجواء العيد، حيث تلتف حولها العائلة، ففي صباح العيد تجلس بكامل حلتها، وتأخذ مكانها في قلب المجلس بعد أن تتعطر وتدخن ثوبها، منتظرة دخول الأطفال لإعطائهم العيدية التي تجهزها لهم قبل العيد بأيام. وتلبس سلامة أزياء العيد الجديدة التي تتكون من الكندورة والثوب العربي، البرقع والذهب التراثي مثل المرية والمرتعشة، بينما تعطر شعرها بالمخمرية، وتزين يديها بنقشة الروايب (أم خماس). وعن الأكلات التي تفضلها سلامة على سفرة العيد، تقول إنها تتكون من «خبز خمير وخبز محلى، العصيدة وبالبلاليط، والخبيصة». وتشدد على أهمية مد السفرة من الصبح إلى الليل مع تبديل الأطباق في كل حين، ويشكل وقت الضحى فرصة لتجمع الأولاد والضيوف على الوجبة الرئيسة التي تتكون من الأرز واللحم وذبيحة مغطاة بخبز الرقاق. بيت «أم الخير» عن جدتها شيخة، التي كان يطلق عليها «أم الخير»، تقول آمنة (أم ناصر)، إن بيت جدتها لم يفرغ يوما من الناس لاسيما في الأعياد، موضحة أنها تتمتع بالكياسة والحكمة والحب والتسامح، وتقول «أذكر أن بيتنا يوم العيد كان يشتمل على مجلس للرجال وآخر للنساء، وكانت جدتي تتحنى وتتزين وتضع أمامها «الفوالة»، التي تحرص على تجهيزها ليلة العيد وصباحه بنفسها، إلى جانب صينية العود والبخور والعطور، حيث تعمل على تعطير أولادها وأحفادها. وتضيف«كانت تجهز العيدية للأطفال وتضعها في جيبها، وتنتظر قدومهم بأبهى حلة، فكانت ترتدي برقعها اللامع، والكندورة القطنية المخورة، وذهبها التراثي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©