سامي عبد الرؤوف (دبي)
تعتزم وزارة الصحة ووقاية المجتمع، إنشاء برنامج وطني لتثقيف مرضى السكري، يطبق في جميع مستشفيات الوزارة من دبي وحتى الفجيرة، بعد النجاح الذي حققه البرنامج في الفترة التجريبية في مستشفيي القاسمي والكويت بالشارقة.
وقال الدكتور يوسف السركال، وكيل الوزارة المساعد لقطاع المستشفيات، في تصريح لـ «الاتحاد»، «أظهر التطبيق التجريبي لبرنامج «انطلق للحياة» لتثقيف مرضى السكري، نتائج ممتازة وكبيرة لصالح المرضى، حيث ارتفعت نسبة المرضى الذين يعرفون عن مرض السكري كمعلومات عامة، ارتفع من 25 % إلى 72 %».
وأضاف: «بالنسبة للأغذية المناسبة لمريض السكري كانت نسبة الذين أجابوا عن الأسئلة قبل الخضوع للبرنامج التثقيفي 37%، وبعد البرنامج تجاوزت النسبة 55 %، فيما بلغت نسبة المعرفة بالأنسولين وأنواعه وكيفية أخذه إلى 85 % بدلا من 29 % قبل دخول البرنامج».
وكشف السركال، أنه بعد حصول مرضى السكري على المعلومات التثقيفية للبرنامج، تم قياس السكر التراكمي في الدم، فوجدناه 6,5 % في المتوسط، بعد أن كان 7,2 % قبل البرنامج، وهي نتيجة ممتازة، حيث لا بد أن يكون السكر التراكمي 7 % حتى يكون سكر الدم في وضع مناسب وصحي.
وأشار السركال، إلى أن البرنامج التثقيفي الذي ينافس البرامج العالمية يهدف إلى نشر الوعي في المجتمع وتغيير نمط الحياة، وتحسين سكر الدم اليومي لدى المريض والتقليل من عدد مرات دخول المرضى المستشفى، وتشجيع مريض السكري لحضور البرامج التثقيفية للحصول على معلومات عن كل ما هو جديد في عالم السكري، وتجنب مضاعفات السكري.
وكانت الفترة التجريبية للبرنامج على مدار العام الماضي تقريبا، في مستشفيي القاسمي والكويت بالشارقة، حيث خضع 15 مريضا للبرنامج التثقيفي، بينما في العام الجاري، ينقسم البرنامج إلى حلقات علمية يتم تنظيمها مرتين في الأسبوع (يومي الأحد والاثنين)، ولمدة 6 شهور على فترتين من فبراير إلى نهاية أبريل ثم من سبتمبر وتنتهي مع نهاية نوفمبر مع توقع بمشاركة 100 مريض.
وأشار السركال، إلى أن برنامج «انطلق للحياة» عبارة عن حلقات علمية تثقيفية متنوعة مستمرة، يتم تقديمها للمرض من قبل مثقفي السكري والتغذية لمدة سنة، ويتم اختيار مجموعة من المرضى في كل سنة وإعداد سفراء منهم ليكون لهم دور كبير في توعية المجتمع بمخاطر السكري عبر شراكة مجتمعية ترفد جهود الجهات الصحية بالدولة.
وقال السركال: «هذا البرنامج تثقيفي على غرار البرامج العالمية المتبعة لمرضى السكري وقد تم تصميمه ليكون غنياً بالمعلومات التي يحتاجها مريض السكري في جميع أمور حياته اليومية.
وأضاف: إن النتائج المتوقعة على صعيد المريض تهدف للوصول إلى سكر تراكمي سليم وتقليل نوبات هبوط سكر الدم المتكرر والتحكم بالوزن وتعزيز ثقة المريض بنوعية وفعالية العلاج المقدم له وتحسين نمط الحياة الصحي وتجنب المضاعفات الخطيرة للسكري، مثل أمراض القلب واعتلال الشبكية السكري والقدم السكرية وغيرها.
وأكد وكيل الوزارة المساعد لقطاع المستشفيات، أهمية إطلاق برنامج«انطلق للحياة» في تثقيف المرضى لفهم طبيعة المرض وإدارة علاجه وكيفية العناية الذاتية للتقليل من نتائج المرض السلبية على الأفراد والمجتمع على الصعيد الصحي والاجتماعي والاقتصادي.
وقال السركال:«ولذلك تسعى الوزارة وبالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين في القطاع الحكومي والخاص إلى السيطرة على هذا المرض المزمن وخفض مضاعفاته والحد من انتشاره من خلال استراتيجيتها لتقديم خدمات صحية متميزة لمجتمع دولة الإمارات، وفقاً للمعايير العالمية».
ولفت إلى أن جودة الخدمات الصحية التي توفرها الوزارة حدت من تفاقمه وخفضت معدلات الإصابات والوفيات مقارنة بدول عدة من خلال إطلاق مبادرات متنوعة وبناء القدرات الفنية للأطباء والكوادر التخصصية، وتقديم حلول مبتكرة لتطويق المرض ومضاعفاته، والاستمرار في توفير خدمات متميزة للمرضى، وفق أفضل الممارسات المعتمدة بهدف إسعادهم.
عدد اليوم
