الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

متطوعات «الهلال» و «تكاتف» و «ساند» يعكسن صورة الدولة المشرقة في المفرق

متطوعات «الهلال» و «تكاتف» و «ساند» يعكسن صورة الدولة المشرقة في المفرق
20 سبتمبر 2012
وصفي خشمان (المفرق) - تذرع فتيات مواطنات ساحات المستشفى الإماراتي الأردني الميداني على أطراف مدينة المفرق الأردنية جيئة وذهاباً، يقفن تحت أشعة شمس الصحراء الأردنية، ينظمن دخول المرضى والمصابين من النازحين السوريين وتسجيلهم، يلبين طلب كل عجوز وكل عاجز. يبتسمن في وجه كل من شردته الحرب ودهمه المرض، ويبادرن بسؤال كل من تلتقي عيناه بأعينهن “كيف أقدر أساعدك؟”. فما أن يدخل المراجع بوابة المستشفى، حتى تهرع إليه فتيات مزدانات بعباءاتهن، وتلتف حول قاماتهن سترات مثبت عليها شعار «الهلال الأحمر» الإماراتية، وشعارا “تكاتف” و”ساند”، وهما من “برامج مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب، ويهتمان بنشر ثقافة التطوع بين الشباب الإماراتي بما يشجع على العطاء للمجتمع”، بحسب ما تقول أروى جبران وهي ضابط سلامة من فريق “ساند”. “نحن فتيات الإمارات، نحن بنات زايد الخير وبنات خليفة العطاء”، تقول إحداهن، وهي تقف وسط الساحة الرملية ترشد المصابين والمرضى إلى عيادات الكشف الأولي، في حين تحمل زميلتها أوراق عجوز لصرف علاجها من الصيدلية. في طرف المستشفى، تتناوب فتيات على الإشراف على تحميل مساعدات وطرود ستعرف وجهتها إلى أسر سورية نازحة، لتطل رفيقتهن برأسها من باب خيمة الإسعاف تنادي مستعينة بإحداهن لتمريض أحد المراجعين. وتصف أروى جبران، التي تحمل شهادة بكالوريوس العلوم في التمريض من جامعة الشارقة، تجربتها التطوعية الممتدة لعامين بأنها تجربة “غنية”، وتتابع: “انضمامي للعمل التطوعي بشكل عام وللتطوع في خدمة النازحين السوريين في المستشفى الإماراتي الأردني الميداني، هدفه بالدرجة الأولى إنساني لمساعدة الأشقاء السوريين، وخدمة دولة الإمارات والعمل بتوجيهات القيادة الرشيدة في المبادرة إلى مد يد العون إلى كل محتاج”. وتبدأ أروى وزميلاتها المتطوعات في الهلال الاحمر و“تكاتف” و”ساند” يومهن في التاسعة صباحاً، ويتابعن مهماتهن الإنسانية حتى الخامسة عصراً. ورغم ظهور التعب على وجوههن، إلا أنهن يبدين سعادتهن بالعمل الموكل إليهن من تنظيم وتحميل وقطع مسافات لعشرات الكيلومترات، لإجراء دراسة حالة أو الاطلاع ميدانياً على أوضاع النازحين السوريين. وتؤكد أروى، التي تلمح إلى اشتياقها لذويها في الإمارات بعد غيابها عنهم أسابيع لتأدية الواجب الإنساني تجاه السوريين في الأردن، أن مهمتهن دعم فريق الإغاثة الإماراتي الموجود في الأردن، لافتة إلى أن متطوعي “تكاتف” و”ساند” سبق أن وجدوا في ساحات العطاء خارج الدولة مراراً، فضلاً عن مشاركتهم داخل الدولة. وينفذ المتطوعون عدداً من الأنشطة التطوعية في تنزانيا وتايلاند والولايات المتحدة الأميركية، حيث قاموا ببناء وصيانة بيوت وعيادات ومدارس وتقديم الأدوية ومهمات التدريس أيضا. كما ساهم المتطوعون في إغاثة المتضررين من الإعصار الذي ضرب باكستان منذ عامين. وتعبر أروى عن أملها في انضمام مواطنين ومواطنات آخرين لإسناد جهود دولة الإمارات في مساعدة كل محتاج، مؤكدة أن شعارهم “دوماً جاهزين”، ونحن رهن إرادة قيادتنا الوطنية لتلبية النداء وتقديم المساعدة في أي وقت. داخل خيمة المعالجة الطبية الشبيهة بقسم الطوارئ، تتنقل سكينة محمد علي الهاشمي بين أسرة المرضى، تطمئن على هذا وتفحص ذاك، وتتأكد من تحسن صحة ثالث. وسكينة ممرضة في مستشفى مسافي التابع لوزارة الصحة تطوعت في فريق الهلال الأحمر العامل لخدمة النازحين السوريين في الأردن، حيث تعمل على استقبال المرضى والمصابين وفحصهم، وعلاج جروحهم بعد تنظيفها، وقياس العمليات الحيوية ومساندة الأطباء في غرفة العمليات. وتقول سكينة أو أم ماجد كما تحب أن تكنى، إنها قدمت قبل عشرة أيام إلى المستشفى الإماراتي الأردني الميداني في المفرق، وهي ليست المرة الأولى للتطوع، حيث سبق لها التطوع في مصر والأردن وداخل دولة الإمارات ضمن حملات الرداء الأحمر، وسرطان الثدي وغيرها. وترد سكينة، وهي أم لأربعة أولاد وفتاة، الفضل في إقبالها على التطوع إلى زوجها المتطوع دائماً مع “تكاتف”، الذي شجعها على مساندة المعوز أينما حل، داعية كل فتاة إماراتية للالتحاق بركب التطوع لخدمة الإنسانية والإحساس بنعمة الأمن والراحة التي نشعر بها في دولتنا الحبيبة. وتلفت الانتباه إلى أنها “تشعر براحة عميقة عقب تطوعها لخدمة الآخرين، خصوصاً مع دعوات المرضى، وعفوية الأطفال المصابين”، ثم تخنقها العبرة ويتهدج صوتها قبل أن تتابع: “أنا أم، وتركت أبنائي لدى والدتي في الدولة لأساعد أطفال الآخرين المحتاجين للمساعدة”. ولا تكتفي الفتيات بالعمل داخل المستشفى بل يشاركن جنباً إلى جنب مع زملائهن الشباب في توزيع الطرود على الأسر السورية المتناثرة في القرى والبلدات الأردنية المجاورة للحدود مع سوريا. وتتعاون الفتيات على حمل الطرود التي يشرف على توزيعها ماجد سلطان سليمان قائد فريق الإغاثة الإماراتي الموحد، الذي يصف مشاركة الفتيات ووجودهن ضمن الفريق بـ”الإضافة بالغة الأهمية”. وتنأى فتيات الإمارات بأنفسهن مثل رفاقهن المتطوعين عن التدخل في حيثيات الأزمة السورية، وما يحدث من اشتباكات على بعد كيلومترات قليلة من مكان وجودهن. تقول أروى: “مهمتنا إنسانية بحتة، ونحن موجودون هنا لتقديم يد العون والمساعدة لإخواننا النازحين السوريين، ونشعر بألمهم ونتمنى أن يمن الله على بلادهم بالأمن والأمان”.?وتصف شعورها وهي ترى يومياً مئات الحالات المصابة الوافدة إلى المستشفى، بقولها: “أتمنى أن يمن الله على سوريا وكل بلدان العالم بالأمن والأمان وأن يحفظ دولة الإمارات العربية المتحدة وأن يديم علينا نعمة الأمان والأمن في أوطاننا”. وتصمت أروى جبران قليلاً لدى سؤالها عن أكثر ما لامس قلبها في عملها بين النازحين السوريين بمختلف فئاتهم وأعمارهم، ثم تقول إنه تجاوب الأطفال السوريين معنا، أحدهم قال لي ذات يوم: “ابتسامتكن تريحنا”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©