الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«البيئة» تطلق مبادرة لحماية أشجار النخيل ومكافحة الآفات

«البيئة» تطلق مبادرة لحماية أشجار النخيل ومكافحة الآفات
20 سبتمبر 2012
سامي عبدالرؤوف (دبي)- أطلقت وزارة البيئة والمياه، أمس مبادرة “نخيلنا” لحماية أشجار النخيل و مكافحة الآفات التي تهددها، مدتها 3 سنوات وبتكلفة تقديرية تبلغ 10 ملايين درهم. وكشف معالي الدكتور راشد أحمد بن فهد، وزير البيئة والمياه، أن أشجار النخيل تمثل 70 % من الغطاء النباتي في الدولة ، مشيرا إلى أن الإمارات تأتي في المرتبة الأولى عالميا في مجال تصدير التمور. وقال ابن فهد في مؤتمر صحفي عقده أمس للإعلان عن المبادرة في فندق الانتركونتننتال فيستفال سيتي- دبي ، “ في العام الماضي أنتجت الدولة ما يزيد عن 750 ألف طن متري من التمور، وتم تصدير نحو 260 ألف طن من الإجمالي المذكور”. وأشار ابن فهد، إلى مبادرة “ نخيلنا” تمثل المرحلة الثانية من الحملة الوطنية لمكافحة سوسة النخيل الحمراء على مستوى الدولة، والتي أطلقت مرحلتها الأولى قبل 3 سنوات، وذلك بتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة. وذكر وزير البيئة أن المرحلة الثانية من الحملة تتميز بأنها تركز على مكافحة جميع آفات شجرة النخيل وليس فقط سوسة النخيل، مؤكدا في الوقت نفسه أن آفة سوسة النخيل ستظل لها اهتمام كبير؛ لأنها من أهم وأكبر الآفات التي تؤثر على النخيل بالدولة. مرتكزات المبادرة وترتكز مبادرة “ نخيلنا” على تطبيق حزمة متكاملة من الإجراءات والتدابير، وتشمل: الرش الوقائي للمبيدات وتركيب المصائد الفيرمونية والضوئية والفيرمونات الجاذبة، ومعالجة الأشجار المصابة، والإرشاد الفني وبناء القدرات. وتعتمد المبادرة بصورة كبيرة على توظيف أحدث النظم والتقنيات في اكتشاف الآفات ومكافحتها ومعالجة الأشجار المتضررة. وأكد ابن فهد، أن المبادرة تستهدف الوصول إلى المستويات العالمية في التحكم بآفات النخيل المختلفة، لافتا إلى أن المبادرة ستعمل على إيجاد قواعد بيانات صحيحة حول آفات النخيل وذلك إدخال تقنيات حديثة لمكافحتها. وقال وزير البيئة والمياه، “ تأتي هذه المبادرة في إطار جهود الدولة و اهتمامها في زراعة أشجار النخيل، اتباعاً للسياسة الحكيمة التي رسمها القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- وللاهتمام البالغ الذي أولاه للزراعة بشكل عام، ولزراعة نخيل التمور بشكل خاص”. وأضاف واصلت الإمارات في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله السير على ذات النهج في دعمها لزراعة النخيل وإنتاج التمور”. وأكد ابن فهد، حرص القيادة على توفير كافة أشكال الدعم للمحافظة على زراعة النخيل، وعلى المكانة العالمية المرموقة التي حققتها في هذا المجال. وتطرق وزير البيئة والمياه، إلى أنه بالرغم من النجاحات التي حققتها الدولة، إلاّ أن زراعة النخيل تواجه العديد من التحديات، منها طبيعة التربة والملوحة ونقص المياه، والآفات التي تمثل أحد أبرز التحديات التي تواجهها زراعة النخيل في الإمارات. و من أهم هذه الآفات، سوسة النخيل الحمراء، وحشرة الدوباس، وحشرة الحميرة أو دودة البلح الصغرى وحشرة عنكبوت الغبار والتي تعرف محلياً باسم (المغبرة) وحفارات عذوق النخل، وتعتبر هذه الآفات وغيرها خطراً على أشجار النخيل وتؤثر بصورة واضحة على جودة ثمارها. أهداف المبادرة وأفاد ابن فهد، بأن وزارة البيئة والمياه بالتعاون مع الجهات المحلية والمعنية المختصة بالدولة حددت جملة من الأهداف الاستراتيجية لمبادرة “نخيلنا” تتمثل في تطوير جهود مكافحة الآفات الزراعية، وفي مقدمتها آفات النخيل، بالإضافة إلى تعزيز كفاءتها وفق مبادئ الإدارة المتكاملة للمكافحة بحيث لا تتجاوز المستوى الاقتصادي المتعارف عليه. كما تهدف المبادرة، إلى تعزيز المساهمة الاقتصادية لزراعة النخيل وإنتاج التمور والصناعات المرتبطة به في الناتج المحلي، وتعزيز دورها في تنويع مصادر الدخل، من خلال تحسين نوعية المنتج وتعزيز قيمته الاقتصادية والتأكيد على التواصل مع مزارعي التمور. ونوه ابن فهد، إلى أن أهداف المبادرة تمتد لتشمل تعزيز أنشطة الإرشاد الزراعي وزيادة مستوى الوعي بأهمية المكافحة المتكاملة لآفات النخيل و توظيف التقنيات الحديثة في مجال مكافحة الآفات وتقوية أواصر الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، الذي يمثل أحد الأهداف الاستراتيجية لحكومتنا الرشيدة. وذكر وزير البيئة والمياه، إلى أن من بين مشاريع المبادرة بناء قواعد بيانات حديثة وموثوقة حول واقع زراعة النخيل في الدولة والمحافظة على المكانة المرموقة التي تحتلها الإمارات في مجال زراعة النخيل وإنتاج التمور. وتطورت زراعة نخيل التمور بصورة ملحوظة، فقد قفزت مساحة الأراضي المزروعة بأشجار النخيل من 60 هكتاراً فقط في سبعينيات القرن الماضي إلى أكثر من 185 ألف هكتار حالياً، في حين ازداد إنتاج التمور في الإمارات من حوالي 8000 طن متري إلى أكثر من 750 ألف طن في نفس الفترة. وتحتل الإمارات بذلك المرتبة الرابعة عالمياً والثالثة عربياً في إنتاج التمور بعد جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية، وتسهم بحوالي 11% من حجم الإنتاج العالمي من التمور. بالإضافة إلى ذلك، تحتل الإمارات المركز الأول عالمياً في مجال تصدير التمور حيث صدّرت 266 ألف طن من التمور في عام 2009، وبلغت مساهمتها حوالي 33% من إجمالي الصادرات العالمية للتمور. من جهتها، قالت الدكتورة مريم الشناصي، وكيل وزارة البيئة والمياه بالإنابة، في تصريحات صحفية على هامش الإعلان عن إطلاق مبادرة “نخيلنا”، إن “ المبادرة تسعى إلى أن لّا يتجاوز الحد الأقصى للإصابة بآفات النخيل في أي مزرعة على مستوى الدولة، نسبة 2%”. وذكرت الشناصي، أنه سيتم إطلاق موقع الكتروني خاص بمبادرة “ نخيلنا” يتضمن الكثير من المعلومات والبيانات التوعوية التي يحتاج إليها المزارعون في مجال أمراض وآفات النخيل، مشيرة إلى أن الموقع الإلكتروني سيتضمن كذلك تطور الحملة ونتائجها وأنشطتها في مختلف المناطق الزراعية. وأكدت وكيل وزارة البيئة والمياه بالإنابة، أهمية المبادرة تعزيز التواصل مع مزارعي التمور، وتعزيز أنشطة الإرشاد الزراعي وزيادة مستوى الوعي بأهمية المكافحة المتكاملة لآفات النخيل. وذكرت الشناصي، أنه مبادرة “ نخيلنا” تساعد في تعزيز المساهمة الاقتصادية لزراعة النخيل وإنتاج التمور والصناعات المرتبطة به في الناتج المحلي، وتعزيز دورها في تنويع مصادر الدخل، من خلال تحسين نوعية المنتج وتعزيز قيمته الاقتصادية. محاور المبادرة بدوره، قال سلطان علوان وكيل وزارة البيئة والمياه المساعد للتدقيق الخارجي، إن مبادرة “ نخيلنا” تتضمن 4 محاور رئيسية، الأولى منها تتعلق بصيانة المصائد الفيرمونية وتشمل تغيير المصائد والمادة الموجود فيها والكيس الفيرموني، بالإضافة إلى التأكد من عمل المصائد بطريقة جيدة. وأضاف: “ حددنا أن يكون هناك مصيدة فيرمونية واحدة لكل 100 شجرة نخيل”. وأشار علوان، إلى أن المحور الثاني يتمثل في توفير المصائد الضوئية التي تستهدف الحشرات المختلفة، منوها إلى أن معدل التوزيع سيكون مصيدة لكل 500 نخلة. أما المحور الثالث من المبادرة، وفقا لعلوان، فهو علاج أشجار النخيل المصابة عن طريق تقديم خدمات علاجية للأشجار واستخدام تقنيات حديثة للكشف المبكر عن سوسة النخيل. وذكر علوان، أن المحور الرابع والأخير للمبادرة، مخصص لمكافحة حشرة دوباس النخيل، مرجعا تخصيص لحور لهذا النوع من الآفات، إلى وجود مناطق متعددة بالدولة تظهر فيها هذه الآفة بشكل دوري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©