الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جنوب السودان: اللاجئون وسط الأوبئة يبحثون عن طعام .. ووطن

جنوب السودان: اللاجئون وسط الأوبئة يبحثون عن طعام .. ووطن
17 أكتوبر 2014 01:10
داخل السياج الشائك يعيش نحو 50 ألفاً من سكان جنوب السودان في مخيم مكتظ تحت حماية قوات حفظ السلام. وترتفع في المخيم طبقات الوحل لتصل إلى الركبة، ويغمره الماء العكر ما يجعل منه أشبه بالمستنقع. في الخارج يقول سكان ولاية الوحدة التي تمزقها الحرب إنهم يخشون الخروج من منازلهم خوفاً من تعرضهم لهجمات انتقامية في الحرب الأهلية، التي دخلت شهرها الحادي عشر. وتقول ماري نياجاه مون (43 عاماً)، وهي أم لستة أطفال «نحن متعبون جداً هنا»، وتضيف وهي تقف وسط مياه رمادية تغطي المخيم الواقع على مشارف مدينة بانتيو الأكثر تضرراً بالحرب الطاحنة: «نحن جميعاً نعيش في هذه المياه. أطفالنا يعانون، وقد يموتون». وقتل الآلاف وشرد نحو مليونين فروا من القتال الذي اندلع في 15 ديسمبر بين القوات الحكومية والجنود المتمردين وقوات الميليشيات المقسمة على أسس قبائلية. ولجأ نحو 100 ألف شخص إلى قواعد قوات حفظ السلام الدولية البائسة خشية تعرضهم للقتل في حال خروجهم من تلك القواعد. وبالنسبة لمن يعيشون خارج المخيم المستنقع فإن منظمات الإغاثة تحذر من خطر المجاعة خلال الأشهر المقبلة في حال لم يتوقف القتال، وقالت مونوهي تشير للأطفال المتعبين «انظر إلى أطفالنا». وبالقرب منها تظهر لافتة تحيط بها بركة من المياه التي تنطلق منها جحافل الناموس، كتب عليها تحذير من الإصابة بالكوليرا، وقالت: «سنذهب للبحث عن شيء نأكله. . لا يوجد طعام». ويتناوب الناس على الاستلقاء على المناطق الجافة المرتفعة لندرتها. ويمضي الأطفال ساعات واقفين لعدم وجود مناطق يجلسون فيها. وفتحت بعثة حفظ السلام الدولية أبوابها للآلاف، الذين فروا من القتال الذي بدأ في ديسمبر، في إجراء اعتقدت أنه مؤقت. ولكنها تقوم الآن ببناء مخيمات دائمة كما تحاول أن تقوم بضخ الطين إلى خارج المخيمات. يقول جيمس بوث روم أحد سكان المخيم: «نحن نعاني الأمرين. الأمطار تهطل بغزارة هنا. ونحن ندعو الحكومة إلى مساعدتنا لأننا نعاني من الأمراض»، وأكد أن جميع أفراد عائلته مرضى، وقال: «نحن مصابون بالملاريا والتيفويد والتهاب الرئة». وتخاطر النساء اللواتي يخرجن للتسوق أو جمع الحطب لأنهن قد يتعرضن للاغتصاب. وصرحت زينب بانغورا، مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة بالعنف الجنسي، أثناء زيارة للمخيمات في وقت سابق من هذا الشهر، أن مستويات الاغتصاب في هذا البلد الجديد هي أسوأ مستويات رأتها في حياتها. وتضيف: «هذه ليست ظروفا مناسبة لعيش النساء»، وتابعت: «لقد سمعت قصة امرأة أنجبت لتوها تعرضت للاغتصاب، وسمعت قصة عجوز اغتصبت، وكذلك قصص أطفال لا تتجاوز أعمارهم 10 أو 11 عاما يتعرضون للاغتصاب يومياً»، وتوقفت محادثات السلام، فيما نكث الزعماء السياسيون والعسكريون وعوداً قطعوها تحت ضغط دولي شديد تضمنت زيارات من الأمين العام للأمم المتحدة ووزير الخارجية الأميركي جون كيري. وقالت مون: «نناشد رئيسنا لأننا تعبنا ونريد السلام. . نحن ندعو الله كل يوم من أجل السلام والعودة إلى منازلنا»، ويتوقع أن يبدأ موسم الجفاف في وقت لاحق من هذا الشهر، ورغم أن ذلك يمكن أن يجلب بعض الراحة للمخيم الذي ينتشر فيه الذباب بكثافة، يخشى العديدون من أن يجلب معه أيضا تصاعداً في القتال، حيث إن العربات يمكن أن تتحرك بسهولة أكبر، وفي وقت سابق من هذا الشهر حذرت مجموعة من 19 منظمة إغاثة كبرى أنه رغم أن عمليات إسقاط الأغدية الهائلة، التي جرت ساعدت في تجنب حدوث مجاعة في الوقت الحالي، إلا أن التهديد لا يزال قائماً، كما أن الخطر يتزايد طالما استمرت الحرب، وقالت الجماعات التي تشمل منظمة اوكسفام وكير ولجنة الإنقاذ الدولية، أنها «تخشى من فشل الجهود التي بذلت هذا العام لمنع تدهور الأزمة مع إعادة تجميع الجانبين المتحاربين صفوفهم واستعدادهم لاستئناف أعمال العنف عند انتهاء موسم الأمطار هذا الشهر». وأضافت أن تصاعد القتال المتوقع عند توقف الأمطار في أكتوبر سيتسبب بمعاناة الكثيرين. (بانتيو - أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©