مؤشرات إيجابية

يتضح من الجولات الثلاث في كأس “اتصالات” أن جماهير ومحبي كرة القدم الإماراتية، على موعد مع الإثارة والندية والقوة، عندما تدور عجلة مسابقة دوري المحترفين، وذلك ليس لأن الفرق استعدت بشكل جيد من خلال التعاقد مع مدربين ذوي سمعة وشهرة ودراية بعالم التدريب، ومن خلال التعاقد مع لاعبين على مستوى عالٍ من الكفاءة فحسب، ولكن وفقاً للأداء والرغبة الكامنة لدى جميع الفرق في تقديم موسم استثنائي ومتميز. إن حالة عدم الاتزان التي تعيشها كرة الإمارات في الآونة الأخيرة، من خلال نتائج المنتخب الأول قد ولدت الدافع كردة فعل سريعة لدى جميع الفرق نحو تحقيق نتائج إيجابية هذا الموسم، مما يعطي مؤشراً إيجابياً يدعونا للتفاؤل ببروز نجوم جدد، خاصة أن نجوم منتخبا الأولمبي والشباب سيكون لهم دور بارز مع فرقهم هذا الموسم، بعد أن بدأت معظم الفرق الاستعانة بهم تحت شعار “تجديد الدماء”. إن انطلاقة مسابقة كأس “اتصالات” قبل الدوري قرار موفق من لجنة دوري المحترفين واتحاد الكرة بشكل عام، لأنه يتيح لإدارات الأندية معرفة وقياس فرقها، قبل المسابقة الأهم وهي دوري المحترفين، وإذا ما كانت فرقها تستطيع المنافسة أم لا؟، كما أن بإمكان المدربين والمشرفين على الأجهزة الفنية الوقوف على مستوى اللاعبين، سواء الأجانب أو المواطنون الذين تأملون منهم الشيء الكثير هذا الموسم. ومن خلال متابعتنا للجولات الثلاث الماضية لفت فريق عجمان الانتباه من خلال النتائج التي حققها، وفي ذلك إشارات فنية توحي بأن “البرتقالي” استعد بشكل ممتاز لهذا الموسم، وعازم على تكرار نتائجه المتميزة في النسخة الأولى لدوري المحترفين، كما أن هناك إشارات نفسية توحي بأن الحواجز النفسية التي كانت تفصل بين الفرق الكبيرة والصغيرة لم تعد موجودة الآن، بفضل الاحتراف الذي يمكن أي نادٍ من جلب ما يراه مناسباً من اللاعبين على مستوى عالٍ يستطيعون مقارعة الكبار. أضف إلى كل ذلك أن وجود 4 أجانب في الملعب لأول مرة قد يساهم في ارتقاء المستوى وتذويب الفوارق الفنية بين الفرق، وكل هذه العوامل من وجهة نظري تسهم في ارتفاع مستوى دورينا هذا العام. وفي رأيي الشخصي فإن هوية الفرق التي سوف تحصد بطولات هذا الموسم يصعب توقعها، ذلك أن جميع الفرق متقاربة المستوى بما فيها “الصاعدان” عجمان والإمارات، وستلعب عوامل أخرى مثل دكة الاحتياط وتجهيز اللاعبين بدنياً وفنياً دوراً مؤثراً، بالنسبة للفرق التي سيكون لها نصيب الأسد من بطولات الموسم. إن نجاح المسابقات الكروية مرتبط أيضاً بعوامل أخرى غير الفنية، أبرزها الحضور الجماهيري الذي يعول عليه الجميع، وبالذات لجنة الاحتراف بأن يكون عاملاً مؤثراً في جميع المباريات، ويرضي تقرير لجنة الاحتراف في الاتحاد الآسيوي التي تولي هذا الجانب اهتماماً كبيراً، وتعطيه نقاطاً تساهم في رفع تصنيف الدوري، خاصة أن مدربين ولاعبين كباراً يتواجدون في دورينا هذا الموسم، وأسماؤهم كفيلة بجلب الجماهير والإعلام العالمي قبل المحلي. alassam131@hotmail.com