الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رومني وأوباما: الاقتصاد محور الحملات الانتخابية

رومني وأوباما: الاقتصاد محور الحملات الانتخابية
20 سبتمبر 2012
فيليب روكر وديفيد ناكميورا محللان سياسيان أميركيان من المنتظر أن يحول مرشح الحزب "الجمهوري" مت رومني تركيزه نحو الاقتصاد من خلال خطة جديدة تهدف إلى إحياء نشاط حملة الانتخابات الرئاسية التي يتوقع حتى أقرب حلفائه خسارتها، كما تبدو حملة أوباما على الجانب الآخر أيضاً، على استعداد للانضمام إلى "رومني" في مناظرة محورها الاقتصاد. كما من المتوقع أن يقوم "رومني" خلال هذا الأسبوع عبر الخطب والإعلانات التلفزيونية، بالكشف عن المزيد من التفاصيل المتعلقة بمساعدة الطبقة الوسطى بتوفير الوظائف وخفض العجز وتطوير المزيد من موارد الطاقة المحلية، في محاولة منه إعطاء صورة أكثر وضوحاً، لما يمكن أن يفعله حال فوزه بكرسي الرئاسة، وذلك حسبما ذكره مستشاروه. وخرج المرشحان عن مسار حملتهما الرئاسية في أعقاب الاضطرابات التي سادت منطقة الشرق الأوسط في الأسبوع الماضي. وأُرغم أوباما على الدفاع عن طريقة تناول إدارته للأزمة التي انتقدها "رومني" بشدة. لكن يبدو أن الأخير يفتقر إلى الأرضية السياسية للحد الذي جعل مناصريه ينتقدونه لإفراطه السياسي في الوقت الراهن. وتلا رد فعل الحزب السلبي تجاه معالجة "رومني" للأزمة الليبية، خيبة أمل واسعة في أوساطه لخروج الحملة عن مسارها في مؤتمر الترشيح الذي عقد في مدينة "تامبا"، وفشل المرشح في طرح رسالة متماسكة أو أجندة ملموسة. وذكر أحد كبار الداعمين الماليين لحملة "رومني"، أن المؤتمر لم يوفق في تقديم "الجمهوريين" كحزب ناجح، وأن الرسالة التي يوجهها "الديمقراطيون" في مدينة شارلوت أكثر قوة وفعالية. وعبر العديد من المانحين عن استغرابهم للهجة الجانحة التي انتهجها "رومني" في خطبة قبول الترشح، بدلاً من أن يفسر بتجرد أسباب ذلك القبول. واضطرت الحملة يوم الأحد الماضي إلى معالجة المزيد من الإخفاقات، بعد أن نشرت منظمة "بولتيكو" الصحفية السياسية قصة تروي مدى الفوضى التي تعم الحملة، حيث تشير بأصابع الاتهام لكبير الاستراتيجيين "ستيوارت ستيفينز"، خاصة في ما يتصل بالفشل الذي لازم خطبة المؤتمر. ووفقاً لمستشاري الحملة، يسعى "رومني" لإعادة تشكيل سرد يتميز بالصلابة الشيء الذي يفتفر إليه مقارنة بأوباما، حيث من المرجح أن يقضي فترة الـ 21 إلى 22 أسبوعاً المقبلة قبل المناظرة الرئاسية، في إبراز المزيد من التفاصيل المحددة لخطته الاقتصادية المكونة من خمس خطوات. ويشير تحول الإستراتيجية، إلى قبول حملة "رومني" لنصح كبار "الجمهوريين" الذين حثوا علناً الحملة، ولعدد من الأسابيع على جمع الاتهامات التي تقدح سجل أوباما، من خلال مبررات قوية ومقبولة تساعد في اعتلائه لسدة الحكم. وفي إحدى المقابلات التي أُجريت مع كبير المستشارين "أد جيلسباي"، قال :"اعتقد أن الناس في انتظار الحصول على المزيد من المعلومات، والطريق إلى ذلك هو التأكيد على أن الناخبين ينبغي أن يدركوا لماذا أن انتخاب "رومني" سيفضي إلى التغيير وإلى اقتصاد أفضل. وسنواصل تركيزنا على خلق حملة موجهة نحو المستقبل توضح أسباب أن فترة السنوات الأربع المقبلة ستكون أفضل تحت حكم رومني من حكم أوباما". وجهزت حملة "رومني" سلسلة من الإعلانات لبثها في الولايات التي تشتد فيها المنافسة موعدة الناس بتوفير نحو 12 مليون وظيفة. كما تركز الإعلانات على السياسات التجارية التي تتصدى لتقليص الوجود الصيني، وعلى الخطط التي ترمي لمساعدة الأعمال التجارية الصغيرة على النمو، علاوة على خطته الهادفة إلى الحد من زيادة العجز المالي الحكومي. ومن المنتظر أن تحظى ديون الدولة بجل التركيز خلال هذا الأسبوع، حيث سيقوم "رومني" إلى جانب "بول ريان"، بإلقاء المزيد من الضوء على قضية الدين التي يأمل المستشارون في مساعدة "رومني" على جسر الفجوة بينه وبين أوباما، خاصة وسط العنصر النسائي الذي يتخوف من إرث هذه الديون. ويسعى "رومني" إلى كسب مؤيديه من خلال تناول مسألة الديون، متهماً أوباما بأخذ البلاد إلى حافة الهاوية المالية. وتنادي خطته بخفض الإنفاق العام لأقل من 20 في المئة من الاقتصاد، مؤكداً أن ذلك سيتم عبر تعزيز الوكالات الفيدرالية مع تحويل بعض البرامج الحكومية إلى الولايات. ويرى أوباما أن خطة الخفض هذه من شأنها القضاء على الطبقة الوسطى، محذراً من مغبة الخطط الرامية إلى خفض ضرائب الأغنياء ومشيداً ببرنامج إنقاذ قطاع السيارات الأميركي الذي قدمه قبل ثلاث سنوات. وترى "جين بساكي" المتحدثة باسم حملة أوباما، أن خطة "رومني" ذات النقاط الخمس تحمل الكثير من الأنباء غير السارة للطبقة الوسطى معددة التغييرات الصحية العديدة التي قام بها أوباما في "وول ستريت" وبرنامج الرعاية الصحية الذي لا مفر منه لـ"رومني" من انتهاجه في حالة فوزه بالانتخابات. وينتظر كلا المرشحين حملاً ثقيلاً من جمع التبرعات وهما يبذلان جهوداً مقدرة لحشد السيولة لتمويل الحملة الإعلانية المكثفة في الأسابيع النهائية التي تسبق يوم التصويت. ومن المنتظر أن يجمع أوباما أمواله من نيويورك، بينما يُعول "رومني" على كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا. وسيلتقي المرشحان في ميامي في ندوة ترعاها شبكة تلفزيون "يونيفيجن" الناطقة باللغة الإسبانية. وسعى "رومني" لكسب أصوات الناخبين اللاتين من خلال هذه الندوة وخطبة موجهة لـ "الغرفة التجارية" للأميركيين من ذوي الأصول الإسبانية في لوس أنجلوس. ويجدر بالذكر، أن أوباما فاز بنحو 67 في المئة من أصوات اللاتين في انتخابات 2008، كما أظهر الكثير من التودد لهم هذا العام مطالباً بعدم ترحيل المهاجرين غير الشرعيين الذين قدموا للبلاد وهم أطفال. وعلى الرغم من أن النتائج الأولية تشير إلى تقدم أوباما وسط اللاتين، إلا أن استطلاعات الرأي ترى أنه ينبغي رفع النسبة عن ما كانت عليه قبل أربع سنوات لتعويض الخسارة المتوقعة في الجماعات الأخرى. وعموماً، تؤكد النتائج الأخيرة أن جهود "رومني" موعودة ببعض الصعوبات المتوقع مواجهتها. وعلى الرغم من أن السباق يبدو متقارباً في التشابه بين المرشحين على الصعيد الوطني، فإن "رومني" يخسر أراضيه في العديد من الولايات الرئيسية التي دائماً ما تحسم المنافسات الانتخابية خاصة أوهايو. كما تبـدو خسـارة رومنـي واضحـة في اثنتين من الولايات التي كان يعتمد عليها الحزب ميتشجن وبنسلفانيا، حيث تقدم عليه أوباما في بنسلفانيا 50 في المئة مقابل 39 في المئة. أما في بوسطن، فيصر أنصار "رومني" على كسب ناخبي هذه الولاية. وفي بعض المقابلات، أشار مستشارو "رومني" لقائمة من نتائج التصويت في ولايات رئيسية مثل كلورادو وفلوريدا التي تُظهر دخول "رومني" لصلب المنافسة. ومن الأشياء الرئيسية التي تحدد فوز رومني المناظرة الأولى في دينفر في 3 أكتوبر المقبل. ومثل ما فعل أوباما، يعكف منافسه على دراسة سجله للدفاع عن نفسه من خلال سلسلة من الجلسات التي عقدها مع مستشاريه. ويُذكر أن رومني لم يقم بالظهور في مناظرات عامة خلال الأسبوع المنصرم مفضلاً قضاء جل وقته في دراسة الخصم. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©