الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القضية الفلسطينية وسراب «حل الدولتين»

20 سبتمبر 2012
كريستا كيس براينت القدس أظهر تسجيل مصور "مت رومني" المرشح "الجمهوري" لانتخابات الرئاسة القادم، وهو يشكك في خريطة الطريق الأميركية للسلام في الشرق الأوسط التي قدمتها واشنطن منذ مدة طويلة، بل أيضاً فيما إذا كان الفلسطينيون يريدون السلام من الأصل. قال "رومني" بحسب "موذر جونز" الذي نشر التسجيل المصور الذي التُقط في مناسبة خاصة لجمع الأموال للحزب "الجمهوري”: إنني أرى أن الفلسطينيين لا يريدون أن يروا السلام بأي حال وأنهم، لأسباب سياسية، ملتزمون بهدف تدمير وإزالة إسرائيل من الوجود، وما إلى ذلك من موضوعات شائكة... وأنا أقول ببساطة إنه لا يوجد هناك طريق ". و"رومني" ليس هو الوحيد الذي يشعر بالتشاؤم حيال هذا الموضوع، فالحقيقة أن هناك العديد من الإسرائيليين والفلسطينيين الذين فقدوا الأمل في حل الدولتين المتضمن في اتفاقيات أوسلو عام 1993. ولكن الفلسطينيين يحذرون من أن توجيه اللوم لجمود عملية السلام للشعبين بالتساوي، يخاطر بتعريض ما تبقى للولايات المتحدة من مصداقية في الشرق الأوسط للخطر. يقول "قيس عبد الكريم" السياسي المخضرم والقيادي بـ"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين":"لقد فعل رومني كل ما في وسعه كي يظهر أنه لا يدعم إسرائيل فقط وإنما يدعم كذلك الأحزاب الأكثر يمينية في إسرائيل". ويضيف عبد الكريم:" واعتقد أن ميله للوقوف في معسكر الجناح اليميني يعبث بمستقبل الولايات المتحدة ومكانتها في المنطقة التي باتت هشة ومهتزة بالفعل. فضلاً عن أن تلك السياسة ستكون مدمرة تماماً، لأي قدر من المصداقية ما زال متبقياً للولايات المتحدة في عيون شعوب الشرق الأوسط". يشار إلى أن إيمان الإسرائيليين بقدرة المفاوضات على التوصل لصفقة سلام قد وصل إلى أدنى مستوياته منذ عام 2003 وفقاً لما يعرف بـ"مؤشر المفاوضات" الذي يمثل جزءاً من استطلاع رأي شهري يطبعه "معهد إسرائيل للديمقراطية"، والذي استقر الآن عند رقم 40.7 الذي يقل بدرجة كبيرة حتى عن المعدل السابق في شهر أبريل الماضي وهو 49.5. والآمال تأفل على الجانب الفلسطيني أيضاً، مع استمرار ما يزيد على نصف مليون إسرائيلي في العيش على أرض تقع ضمن حدود1967 التي تمثل الأساس لأي صفقة سلام نهائية. وتمثل واقعة إخلاء مستوطنة "ميجرون" غير الشرعية في الضفة الغربية الشهر الماضي حجم التحدي الهائل والعسير الذي تشكله المستوطنات على اتفاق السلام النهائي. فقد عجزت الحكومة الإسرائيلية المزودة بحكم من المحكمة العليا، والتي قدمت وعوداً ببناء مساكن جديدة للقاطنين في المستوطنة بتكلفة إجمالية مقدارها 33 مليون شيكل (8.7 مليون دولار أو ما يعادل 187 ألف دولار للعائلة الواحدة) عن تنفيذ ذلك الحكم، بسبب المقاومة الشديدة التي واجهتها من سكان المستوطنة. وهذه الحالة ليست الوحيدة حيث سبق من قبل أن واجهت إسرائيل مواقف مشابهة وجدت فيها صعوبة كبيرة في إخلاء تجمعات من سكان المستوطنات. والجدير بالذكر في هذا السياق أن الكثير من الإسرائيليين ومن قادتهم، ينظرون إلى المستوطنات على أنها تمثل حاجزاً واقياً، وتحقيقاً لوعود توراتية باسترداد أرض تاريخية تعود لليهود- حسب مزاعمهم. ولكن الفلسطينيين يرون أن انتشار المستوطنات والطرق الموصلة إليها تقضم مساحات من الأراضي التي يمكن أن تشكل أساس الدولة الفلسطينية الموعودة والمنقسمة بالفعل بين الضفة الغربية التي لا تملك منفذاً على البحر، وقطاع غزة الساحلي. يقول "غازي حماد"المسؤول بحركة "حماس"، والذي يشغل منصب نائب وزير خارجية حكومتها المقالة في غزة:"إذا نظرت إلى الضفة الغربية الآن سترى أنها قد باتت مثل قطعة الجبن السويسري... وفي الحقيقة أنني لا أدرى ما الذي تُرك للتفاوض بشأنه". والسؤال الآن: إلى من يجب أن تتوجه أصابع الاتهام على الجمود الحاصل في مسار المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ خريف 2010؟. يشار في هذا السياق إلى أن الإسرائيليين قد دعوا الفلسطينيين مراراً للجلوس إلى مائدة المفاوضات من دون شروط مسبقة، ولكن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أصر على أن تبادر إسرائيل إلى إصدار قرار بتجميد بناء المستوطنات. ولكن إسرائيل التي كانت قد أصدرت قراراً بتجميد المستوطنات لمدة عشرة أشهر عام 2010 رفضت أصدار قرار آخر في هذا الشأن. يقول السيد عبد الكريم والسيد حماد إن الفلسطينيين قد قدموا تنازلات كافية من خلال التخلي عن هدفهم المبدئي بإقامة دولة فلسطينية على كامل التراب الفلسطيني، إلى القبول بإقامة دولة على ما يعادل 22 في المئة من مساحة فلسطين التاريخية. الكرة الآن في ملعب إسرائيل كما يقول "حماد"، ولمزيد من التفصيل يضيف "الحل في أيدي إسرائيل الآن: المستوطنات، الحدود، اللاجئون، القدس- كل شيء بات في يد إسرائيل". ويعتقد حماد أن رياح التغيير في العالم العربي يمكن أن تفيد الفلسطينيين الذين باتوا يتمتعون بالمزيد من الدعم من قبل مصر،وهو اتجاه ستُحسن الولايات المتحدة صنعاً إذا ما اهتمت به، بدلاً من رؤية كل شيء من خلال منظور الأمن الإسرائيلي. ويقول:" اعتقد أنه يتعين علينا تبني استراتيجية جديدة، وأن على الولايات المتحدة أن تدرك أن الزمن قد تغير ويجب بالتالي نزع مناظير إسرائيل عن أعينهم". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©