الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأسد: المعركة تستهدف «منظومة المقاومة» بالمنطقة

الأسد: المعركة تستهدف «منظومة المقاومة» بالمنطقة
20 سبتمبر 2012
عواصم (وكالات) - أبلغ الرئيس السوري بشار الأسد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، خلال استقباله في دمشق أمس، بأن “المعركة الجارية حالياً لا تستهدف سوريا فحسب، إنما “منظومة المقاومة بأكملها”. في حين رأى صالحي أن الأزمة يمكن حلها عن طريق تعاون إقليمي منسق، قائلاً “نحن بحاجة لمشاركة دول المنطقة التي يمكن أن تلعب دوراً، وأن تكون قادرة على العمل كأسرة إقليمية واحدة كبيرة للتصدي للمشكلات المتعلقة بالمنطقة”، وأعرب عن أمله في “أن تتم إدارة هذه المشكلة في أقرب فرصة”، من خلال حل “يكون فقط في سوريا وداخل الأسرة السورية، بمشاركة وتنسيق مع المؤسسات كافة الدولية والإقليمية”. وفي رد فعل قوي على التحركات الإيرانية، أكد رئيس المجلس الوطني المعارض عبد الباسط سيدا أمس، تحفظه على مشاركة طهران في المساعي الجارية لإيجاد تسوية للوضع في سوريا في إطار مجموعة الاتصال الإقليمية الرباعية التي تتألف من السعودية وتركيا وإيران ومصر، قائلاً، في تصريح عقب لقاء له مع رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم آل ثاني في الدوحة، “لقد أبلغنا القيادة القطرية ملاحظاتنا على موضوع ضم إيران إلى الرباعية”. من ناحيته، قال ابن جاسم في تصريحات نشرت أمس، إنه لم يبق أمام الرئيس الأسد من خيار سوى “التسليم المنظم لسلطة منظمة”. وفي نيويورك، أعلن السفير الألماني لدى الأمم المتحدة بيتر ويتينج الذي تترأس بلاده دورة سبتمبر لمجلس الأمن الدولي، في وقت متأخر أمس الأول أن الوسيط الدولي العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي سيلتقي الاثنين المقبل سفراء الدول الـ15 الأعضاء في المجلس لتقديم تقرير عن محادثاته في دمشق، مبيناً بقوله “اتفقنا على لقائه صباح 14 سبتمبر، وسوف نجري مشاورات غير رسمية معه”. وفي تطور لاحق أمس، اتهمت الولايات المتحدة شركة “بلفنيشبروم سيرفيس” الحكومية في روسيا البيضاء بدعم الجيش السوري والإسهام بذلك “في العنف الذي يمارسه نظام الأسد”، مبينة في بيان لوزارة الخزانة أن الشركة “قدمت خدمات لمكتب إمدادات الجيش السوري” الذي “يستعد لتسلم قطع يمكن استخدامها كصواعق لقذائف جوية متعددة الأوجه في مارس 2011، وأنها تمت إضافتها إلى لائحتها السوداء للأفراد الطبيعيين أو المعنويين الخاضعين للعقوبات بسبب دعمهم دمشق. وقال الأسد، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، إن “المعركة الحالية تستهدف منظومة المقاومة بأكملها، وليس سوريا فقط”، في إشارة إلى ما يعرف بمحور المقاومة ضد إسرائيل وأبرز أركانه سوريا وإيران و”حزب الله” اللبناني. وقالت سانا من جهة ثانية، إن الأسد أكد للوزير الإيراني أن دمشق “أبدت انفتاحاً في التعامل مع كل المبادرات التي طرحت لإيجاد حل للأزمة”. وأضاف أن دمشق أكدت أيضاً أن “مفتاح نجاح أي مبادرة هو النوايا الصادقة لمساعدة سوريا وبناء هذه المبادرات على أسس صحيحة تحترم سيادة سوريا وحرية قرار الشعب السوري ورفض التدخل الخارجي”. وكان صالحي قال في تصريح لدى وصوله إلى مطار دمشق ظهر أمس، إن سوريا “تواجه مشكلة، ونحن نتمنى إن تتم إدارة هذه المشكلة في أقرب فرصة”. وأضاف، بحسب الترجمة “العربية” الرسمية المباشرة “هدفنا من زيارة سوريا التشاور على المستويات السياسية كافة بخصوص هذه المشكلة.. ونتمنى أن نصل إلى استنتاج ونتيجة واحدة لحل المشكلة”. واعتبر الوزير الإيراني أن هذا الحل “يكون فقط في سوريا وداخل الأسرة السورية، وكذلك بالمشاركة والتنسيق مع المؤسسات الدولية والإقليمية كافة”. وكانت طهران اقترحت في الاجتماع الوزاري لمجموعة الاتصال الرباعية الإقليمية التي تشكلت بمبادرة مصرية، الذي عقد الاثنين الماضي في القاهرة وغابت عنه السعودية، إرسال مراقبين من الدول الأربع للمساعدة في وقف العنف جراء النزاع المستمر منذ أكثر من 18 شهراً. وإيران من أبرز حلفاء نظام الأسد في المنطقة، في حين تدعم مصر والسعودية وتركيا المعارضة السورية. من ناحيته، قال سيدا الذي غادر الدوحة باتجاه تركيا “نحن إذ نقدر عودة مصر إلى المعادلات الإقليمية، فإننا نعتقد أن إيران شريك في ما يجري في سوريا”. وطالب سيدا طهران بـ”الوقوف على الحياد في أقل الأحوال”. وحول مهمة المبعوث الدولي والعربي، قال سيدا إنها ستكون “صعبة رغم أننا نكن له كل التقدير والاحترام”. وأضاف قائلاً “إذا كانت مهمة الإبراهيمي محكومة بآليات مجلس الأمن وبالتالي شبيهة بمهمة كوفي عنان، فإننا لن نلتزم بها، ونرفض أن نكون في موقع شهود الزور”. وبدوره، قال ابن جاسم في مقابلة أجرتها معه جريدة “الرأي” الكويتية في قطر ونشرت أمس: “أنا أعتقد أنه بعد سيلان الدم، لم يتبق للرئيس بشار إلا أن يتخذ قراراً شجاعاً، وهو التسليم المنظم لسلطة منظمة شريطة ألا يكون هناك انتقام من طرف ضد طرف”. وشكك ابن جاسم في إمكانية نجاح مهمة الإبراهيمي. وقال “نحن على ثقة تامة فيه، لكننا في الوقت نفسه لا نثق في الطرف الآخر، ولذلك أخشى أن يكون هناك استخدام سيئ لهذه العملية يخلف مزيداً من القتل، ومع ذلك فإننا نأمل أن يكون هناك حل على الرغم من صعوبة الأوضاع هناك”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©